29 - المرحلة الاخيرة للجوهرة "تآكل الروح"

يكاد ثرون يصل سيفه نحو عنقها و يكاد شاريوس يلفظ اخر أنفاسه ..

شاريوس : "إله حرب"

يبتسم بهدوء و بصمت بينما ظلت عينه تنظر نحوها ..

شاريوس : لم اؤمن قط بأي من تلك الالهة .. لم أؤمن بأي منها ..

و لكن أن كان ذلك ممكنا .. لمرة واحدة فقط

ان كان هناك إله لهذا العالم المجنون .. سأدعوه لمرة واحدة ..

لا أريد رؤيتها و هي تموت ..

تتساقط الدماء شيئا فشيئا من سيف ثرون بينما ظل واقفا بمكانه دون حراك ..

تتساقط الدماء قطرة تلو الاخرى بينما ذلك الرجل يقف بجانبه و يده تمسك بنصل سيف ثرون قبل ان تقطع رقبتها ..

ينظر شاريوس بصمت تام إليه ينظر بصمت تام و ذلك الشعور بداخله .. كما لو أنه كان شعور حنين ..

ينظر بصمت إليه كما لو أنه كان يعرفه منذ زمن طويل ..!

يغمض عينيه ببطئ و ابتسامة رضى علي وجهه و كانت تلك اخر لحظات شاريوس الاخيرة

أنتهي القتال بالنسبة إليه الان و لكنه بداء للتو بالنسبة لذلك الرجل الذي وصل توا لساحة القتال ..

تتساقط دمائه قطرة تلو الاخرى علي الارض بسبب أمساكه لسيف "ثرون" من نصل سيفه

و لكن رغم ذلك ظل ممسكا بسيفه بقوة حيث ظل ثرون عاجزا عن تحريك يده لقطع رأسها الي الان

رغم تلك الظروف التي كانت تحيط بذلك الرجل ..

و رغم ساحة الحرب تلك التي كان يتوسطها و رغم نية القتل الصافية تلك التي كانت تصدر عن "ثرون"

الا ان ذلك الرجل ذو العينان الارجوانيتان ظل هادئ تماما ينظر له بصمت تام ثم بداء بالحديث إليه قائلا ..

نيفيريا : ستكون تلك مشكلة بالنسبة لي .. فأنا اريد رأس تلك المرأة متصل بجسدها ..

ستواجه "رينيه" وقتا عصيبا بألصاق رأس تلك المرأة مرة أخرى و اعادتها الي الحياة ..

الا يمكنك أن تتراجع و تكتفي بما بين يديك الي الان ..

يتحدث بهدوء شديد إليه و لكن ثرون بدا و كأنه لم يستمع ..

فهو لم يشح بنظره عن جسد "رييا" الذي كان تحت سيفه مباشرة ..

يحاول تحريك سيفه مرة أخرى و لكن يد ذلك الرجل كانت تمنعه عن قطعها ..

مرة تلو الاخرى يحاول فيها الحراك و لكنه كان عاجزا عن قطع عنقها ..

يدرك نيفيريا ذلك جيدا من النظر إليه و من طريقة تصرفه و كذلك من لون عينيه ..

يدرك جيدا ان جسد ثرون بات خاويا تماما بلا روح ولكنه لم يعد لديه كثير من الخيارات ..

بينما ظلت تلك المرأة تقترب منهما يلتفت بسرعة إليها و بصوت مرتفع يتحدث قائلا

نيفيريا : "رينيه" .. أبقي مكانك .. لن أسمح لكِ بالاقتراب أكثر من ذلك ..

أبقي هناك و اعتني بذلك الفتي اولا و ساحضر لكِ تلك الفتاة لاحقا ..

سأترك لكِ حرية الاختيار بينهما لاحقا .. لكن أولا ..

بغضب شديد علي ملامح وجهه و بلون أرجواني مميز تتوهج كلاتا عينيه

ما هي الا لحظات حتي يتساقط الجنود بارجاء المكان ..

جندي تلو الاخر يتساقطون بسرعة شديدة ..

كان ذلك تأثير "قدرة نيفيربا" .. فقط خلال لحظات فقط سقط جميع من كانوا بساحة الحرب تلك عدا اثنين

كانت الاولى هي تلك المرأة "رينيه" .. بينما الثاني كان "ثرون" الذي ظل ممسكا بسيفه حتي هذه اللحظة

هذه المرة عوضا عن محاولته لقطع رأس تلك المرأة "رييا" يتغير أتجاه نظر ثرون الي نيفيريا

و يبداء القتال بينهما في اللحظة التي يتقدم فيها "ثرون" نحو "نيفيريا"

علي الرغم من أن حقيقة ان جسده كان خاويا و أنه كان يتحرك بناء علي غريزته الا ان سرعة تحرك جسد ثرون كانت لا تزال كما هي

كما لو أن جسده لا يزال يتذكر كيفية القتال بالسيف الي الان ..

بهجوم تلو الاخر من سيفه يمينا و يسارا و من الاعلي و كذلك من الاسفل ظلت هجماته كما هي بينما اكتفى ذلك الرجل بالتراجع و بتجنب تلك الهجمات

هجوم تلو الاخر و هجوم تلو الاخر كانت حقيقة قدرته علي التراجع و تجنب تلك الهجمات المباغتة و السريعة كانت مثيرة للاعجاب

ظل يتراجع الي الان بصمت و أكتفى فقط بالمشاهدة ..

أكتفى نيفيريا بمشاهدة ما اصبح عليه ثرون بصمت ..

نيفيريا : ظننت أنني لن آراها ثانة و لكنني كنت مخطاء ..

ظننت أن وجدها مقتصر فقط علي "عالمي" و لكنني كنت كذلك مخطئ ..

ذلك الشعور و تلك الرغبة بالقتل .. تلك الرغبة المتزايدة بالقتل و بأراقة المزيد من الدماء لم تتغير ... لا تزال كما هي ..

يتراجع شئ فشيئا الي ان يصل الي جثة احد الجنود ..

يمسك سيف ذلك الجندي و بهجوم وحيد منه يقوم بمهاجمة ثرون و لكن ذلك الهجوم الذي قام بتوجيهه لم يكن نيته القتل ..

بهجوم وحيد منه يستهدف منطقة الصدر ..

بينما ظل ينظر بصمت لدرع ثرون و هو ينكسر شيئا فشيئا لتضح له حقيقة ما كان يخشاه بشدة حينها

ينظر بصمت تام الي ما بات عليه ثرون و الي ما باتت عليه تلك "الجوهرة" التي أستحوذت علي جسده الان ..

بينما كان ينكسر درعه كانت تلك الجوهرة داكنة اللون تتوسط جسد ثرون الذي بدا أنه كان خاويا يتحرك بناء علي غريزته فقط

كانت تلك الجوهرة داكنة اللون تتوسط جسده و كانت تنبض بالحياة .. ظل ينظر بصمت تام لها و ذلك الشعور بالخوف داخل جسده لا يتوقف الي الان ..

نيفيريا : "انها المرحلة الاخيرة أذا .."

ينظر بصمت و لا تزال تلك الذكريات تتدفق غليه الي الان ...

ذكريات عن تجاربه السابقة مع تلك الجوهرة و ما مر به هو و ما رآه منها الي الان ..

نيفيريا : "رآيتها عدة مرات و رآيت ما هي قادرة علي فعله كذلك ..

تلك الجوهرة لا تمنح الحياة دون مقابل بل لها ثمن باهظ .. "

رآيتها أول مرة عندما قابلت "جريجور" ..

كانت لا تزال حينها صافية بمرحلتها "الثانية" ..!

ورآيت الـ"ساقط" و هو يحملها و كانت بمرحلتها "الثالثة" .. !

مررت بمرحلتها الثالثة أيضا و ادرك جيدا ما يحدث بها و ما يحدث لحاملها حينها ..

تلك الجوهرة لا تمنح الحياة الخالدة لصاحبها دون ثمن .. بل لها ثمن باهظ لمستخدمها ..

نيفيريا يتابع القتال هو و ثرون و لا يزال محتدما الي الان و تتسارع وتيرته شيئا فشيئا و علا خلاف ذلكما الاثنين

شاريوس و رييا كان نيفيريا كفيلا بتحمل ذلك القتال وحيدا .. بينما ظلت "رينيه" تتابع النظر لهما عن كثب و الي قتالهما و كانت ترتجف من خوفها ..

تابع كل منهما القتال و كان نيفيريا يتذكر جيدا ما كان يحدث بتلك المراحل الثلاث التي ذكرها سابقا

و يذكر معها من رآهم قبل زمن ليس ببعيد حينها ..

نيفيريا : لكل روح لونها الخاص بها .. لكل روح لونها الخاص الذي يجعلها فريدة من نوعها ..

حتي و أن كانت أختلافات طفيفة لا توجد روح لونها مشابهة للاخرى ..

و ما تفعله تلك الجوهرة في مرحلتها الاولى هي "محاكاة الروح"

حيث تبداء تلك الجوهرة بتغيير لونها ليتناسب مع لون روح حاملها ..

كما رآيتها اول مرة مع "جريجور"

كانت لا تزال تلك الجوهرة التي بحوزته لا تزال زرقاء صافية ..

تستغرق المرحلة الاولى بضعة ساعات و احينا أيام لتتم تلك المرحلة ..

و بمجرد أن تتم تلك المرحلة تنتقل تلك الجوهرة لمرحلتها "الثانية" ..

بمجرد أن تتخذ الجوهرة لونا مشابها للون روح صاحبها تبداء العملية الثانية و تسمى بـ"إفساد الروح"

في مقابل منح صاحبها حياة خالدة و طويلة تتغذي تلك الجوهرة علي صفات و مشاعر حاملها

تتغذي علي غضبهم .. كراهيتهم .. تتغذي علي حقدهم و ألمهم .. تتغذي علي مشاعرهم ووحدتهم

و شيئا فشيئا يتغير لون الجوهرة و يتغير لون روح حامل الجوهرة مع مرور الوقت ..

كلما كان لون الجوهرة قريبا الي اللون الاسود الداكن عني ذلك مدي فساد تلك الروح و عدم قدرتها علي التعافي من تلك المرحلة ..

تستغرق تللك العملية قرونا طويلة و ببعض الاحيان ألاف من الاعوام لتتم تلك العملية و تصبح الجوهرة داكنة تماما بلا لون ..

و كلما كانت الروح فاسدة زادت سرعة أنتقال الجوهرة الي المرحلة "الثالثة" .. و هي المرحلة الاخيرة لتلك الجوهرة

نيفيريا : سحقا .. !

خلال أنشغاله و تذكره لماضيه يفقد نيفيريا انتباهه و يتعرض للهجوم ..

اصابته لم تكن بالغة و لكن كان قد كسر سيفه بسرعة ..

يستمر بالتراجع الي الخلاف و لا تزال تلك الذكريات تطارده الي الان ..

و يعود معها لمتابعة ذلك القتال ..

نيفيريا : في المرحلة الثالثة عندما تصبح الروح فاسدة تماما و لا يمكن "تنقيتها"

تنتقل الجوهرة بشكل تلقائي من مرحلتها "الثانية" الي مرحلتها "الثالثة" و الاخيرة ..

و تسمي تلك المرحلة بـ"تآكل الروح"

حيث تبداء تلك الجوهرة بالانصهار مع جسد و روح حاملها و تتغذى شيئا فشيئا علي ورحه و جسده تاركتا

رغبته و غريزته بالقتل تسيطر عليه .. لا ..

الامر أشبه بترك تلك الجوهرة تتحكم بكلا من روح و جسد صاحبها الي ان تنتهي تلك المرحلة

و كلما كانت الروح فاسدة أكثر كلما تمكنت تلك الجوهرة من ألتهام روح صاحبها و جسده بشكل أسرع ..

كما حدث معي عندما كنت أقاتل الـ"ساقط" حينها و كما حدث "معه" .. عندما أستولي عليها حينها ..

كان الاختلاف الوحيد بيني و بينه حينها انه كان مسيطرا عليها بوعيه الخاص ..

لم يترك "الساقط" تلك الجوهرة تستهلك كلا من روحه و جسده حينها ..

مررت أيضا بالمرحلة "الثالثة" تلك مرة أخيرة ..

كان ذلك بعد أن ألتقيت بها بفترة قصيرة .. أدرك جيدا ما يحدث لمن تلتهمهم تلك الجوهرة أكثر من أي احد

و لو لم تكن "رينيه" بجانبي حينها لما كنت هنا اليوم ..

يغير نيفيريا طريقة قتاله شيئا فشيئا ..

فعوضا عن التراجع و تذكر ما مر به من تجارب خلال حياته بشأن تلك الجوهرة يستعد للهجوم حينها

نيفيريا : لا يمكن أيقاف الجوهرة بتلك المرحلة "الثالثة" الا بطريقتين و لا توجد ثالثة ..

الاولي هي بقطع الرابط بين الجوهرة و روح و جسد مضيفها .. ولا احد يستطيع فعلها سوه "هو" ..

و الثانية كانت بـ"تطهيرها" ..

عيناه تحترقان بلون أرجواني بالكامل و نية القتل ترتفع و تصدر عنه بعد أن تذكر ما حدث له حينها

ظلت "رينيه" تبكي حينها بينما كانت تحتضنه و تلك الجوهرة الداكنة بيدها حينها ...

نيفيريا : و لا يمكنني السماح لها بالمخاطرة بحياتها هنا ..

.

.

.

يتبع

بعتذر عن وجود اي اخطاء كتابية بالقصة و بتمنا انها تكون نالت اعجابكم

بدات بربط احداث القصص الجانبية بالقصة الاصلية و بتمنا انها تنال اعجابكم :)

2020/05/28 · 306 مشاهدة · 1619 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024