رواية ساقط الحاكم الاول

رافيال : كنت متوترا لكن ثقتي به جعلتني استمر بالتقدم الي امام بجانبه ..
الي ان دخلت تلك الغرفة وكان هذا السيف في منتصف الغرفة تماما
طلب مني ان امسك بالسيف .

تقدمت شيئا فشيئا الي السيف و امسكته شعرت و كأن دمي كان يحترق
سمعت اصواتهم .. سمعتهم و هم يصرخون ..

شعرت بالفضول .. لم افهم ما كان يقوله حينها و شعرت بالفضول ..

تحدثت اليه قائلا .

ما الذي تقصده ..؟!

رد : لحظة امساكي للسيف سمعت اصوات الاطفال الذين كانوا معي بالغرفة
سمعت اصواتهم جميعا كان صوتهم يبدوا كما لو كانوا يصرخون .

لكنني عجزت عن معرفة السبب .. عجزت عن معرفة حقيقة ما حدث
الي ان رآيت جثثهم لاحقا ملقاة بأحدي الغرف ..

لم تكن الجثث للاطفال الذين كانوا معي فقط ..
بل كانوا لاطفال اخرين من المدينة و من خارج المدينة ..

بمجرد ان رآيتهم صدمت حقا لما رآيت ..
كنت عاجزا عن الكلام .. محال ان يقوم الكاهن بأمر كهذا ..
محال ان يقتل اطفالا ابرياء ..

كنت لا ازال واقفا الي ان اقترب احدهم ..
لم ألاحظ اقترابه مني قط ..

و لم ألاحظ وجوده بالغرفة الا بعد ان وقف بجانبي و بداء بالحديث ..

كان الكاهن هو من يقف بجانبي ..
بدا و كأنه اسف علي ما اصابهم .. كان حزينا
لكنه تحدث و قال ان التضحية بهم كانت ضرورية ..!

قمت بالرد عليه قائلا ..

كانت ضرورية .. ؟

رد : لاحظت الامر اليس كذالك ..

فهمت ما كان يحاول قوله .. فتحدثت اليه ..

نعم .. لاحظت
كان السيف يزداد قوة مع كل حياة يقوم بسلبها ..

رد : بينما كان يقف بجانبي قال
اخبرني ان كل ما كان يقوم به كان لاجل هدف ..
ما كان ليقوم بالتضحية بحياة اولائك الاطفال بدون سبب وجيه
و لم يقل لى الكثير ..

اخبرني ان السيف كان يزداد قوة مع كل روح يقوم بسرقتها ..
وقبل بضعة ااسابيع فقط طلب مني " الكاهن " ان اخذ تسعة رجال اخرين معي و ان انطلق
لجمع حياة اكبر عدد ممكن من البشر ..

لم اسئله عن السبب
انه شخص رحيم ما كان ليؤذي احدهم بدون سبب انا اثق فيه ..

جميعنا هنا نثق فيه

تو هذا ما كنت احاول اقناع نفسي به ..

كنت غاضبا حينها .. لا اذكر جيدا ان كنت شعرت بالغضب لاجله ..

او لاجل ذالك الشخص المسمي بالكاهن ..

لكنني تحدثت اليه ..

ثقتك العمياء فيه هي التي جعلتك تغفل عن حقيقته
من البداية كان يستغلك ومن البداية كان يخدعك ..

رد : انه ليس هذا النوع من الناس
ما كان ليخدعنا ما كان ليكذب علينا ..

توقف عن عنادك هذا ايها الفتي .
ان كان حقا كما تدعي ما كان ليضحي بحياة الاطفال ..

انا اعلم جيدا اي نوع من الاشخاص هو ذالك الرجل ايها الفتي ..
عشت زمنا اطول بكثير مما قد تتخيل رآيت كل انواع البشر و يمكنني ان اقول لك بثقة .

ان ذالك الرجل الذي تناديه بـ"الكاهن" لا يختلف شيئا عن اولائك الحثالة الذين رآيتهم انا فيما مضي
ولا يختلف عن والدتك التي تخلت عنك و انت رضيع ولا يختلف عن ذالك الحثالة الذي اشتراك و قام بتعذيبك

رد : .. اعلم انك شخص طيب لكنني لن اعصي اوامره ..
انا اسف ..

"غرز السيف في الارض و بقوة ... "


مباشرة بعد ان غرز سيفه في الارض ..
ما هي الا لحظات قليلة و اذا بكل من في القرية يسقطون واحدا تلو الاخر
ادركت حينها انهم قد لقوا حتفهم جميعا ..

سكان القرية و الرجال التسعة الذين جائوا معه ..
جميعهم و بلا استثناء لقوا حتفهم ..

ألتهم ذالك السيف حياتهم و كان يزداد قوة مع كل روح قام بسلبها
لم تصدق عيناي ما تراه شعرت بغضب شديد حينها لكنني حاولت كبح نفسي

و حاولت الحديث معه مرة اخري ..

انظر جيدا حولك ايها الفتي انظر جيدا للقرية و من فيها
جميعهم موتي و بلا استثناء نساء .. اطفال و رجال
حتي رفاقك لقوا حتفهم هل هذا حقا ما تسميه بـ" نصل الاله " ..؟

ان كان كاهنك هذا شخص طيب كما تقول ما كان ليرضيه هذا
ان كان اسم ذالك السيف "نصل الاله" كما تقول
حتي الاله نفسه ما كان ليقبل هذا ..

رد : ..
لم اعد اريد سماع المزيد ..


سحب السيف من الارض و حاول التقدم الي ليقتلني ...

كنت مترددا في بادئ الامر اعلي قتله ام ان اتركه
فكرت فيما قاله .. و استمررت بالتفكير و التفكير و التفكير الي ان وصلت لقرار ..

كل ما علي فعله هو كسر ذالك السيف الي قطع ..
كل ما علي فعله هو تحطيمه بحيث لا يعود له اي فائدة بعد الان ..


حدث كل شيئ ببطئ شديد ..
بدأت هيئتي تتغير ببطئ بينما كنت اتحرك نحو رفيال

كانت هيئتي في تلك اللحظة اقرب الي ما كانت عليه عندما قابت ذالك المخلوق اول مرة ..
اقترب كلانا من الاخر بسرعة ..و كان كلانا ينوي قتل الاخر ..

رافيال : من تكون ..؟!

انا لا احقد عليك يا فتي
بل علي العكس انا اشفق عليك و علي ما حدث لك ..

مثلك تماما خسرت كل شئ فيما مضي .. خسرت كل ما كنت امتلكه
لكنني كنت مجبرا علي التقدم للامام .. ربما لانني اصبحت خالدا و ربما لاجل سبب اخر ..

ايا تكن الاسباب استمررت بالبقاء حيا الي الان ..
علي امل ان افي بوعدي لذالك المسخ و ان ينتهي وعدي معه و تنتهي لعنتي هذه


قمت بكسر السيف ذالك اليوم الي قطع ..

قمت بكسره و تأكدت من ان ذالك السيف لم يعد له اي نفع حينها ..

ظننت ان الامر انتهي و كان يبدوا هادئا .. ظل صاامتا ..

الي ان تحدثت اليه ..

رافيال : ...

هل تنوي الاستمرار ام انك ستكتفي بهذا
ليس لدي نية بقتلك و ليس لدي نية بالاستمرار بدوري ..
لكن ان كنت مصرا يمكنني ان انهي حياتك بسرعة..

رد : لم يعد لدي سبب للبقاء حيا فقد كسر السيف
و ان عدت للكنيسة فسيقتلني الكاهن ..
عوضا عن الموت علي يديه افضل ان تقتلني انت بيديك ..

يداي ملطختان بالدماء بالفعل ..
و لا اريد ان الطخ يداي بالمزيد من الدماء ..

فلتبقي حيا يا فتي
لا تزال هناك اشياء تستطيع القيام بها ...
هناك اشياء ممتعة يمكنك تجربتها .

رد : ليس لدي مكان يمكنني ان ادعوه بموطن ...
ليس لدي منزل او عائلة تنتظر عودتي اليها ..

اذا لتصنع لك عائلة و لتجرب ان يكون لك زوجة تحبها و تهتم لامرها .. او ان يكون لك ابن ..
ليس عليك العودة الي ذالك البأس المسمي بالكاهن انت حر فيما تفعله و حر في اختيار طريقك
حر في الذهاب اينما اردت ووقتما اردت كذالك

رافيال : ...

طرحت عليه سؤالا اخر .. طرحت عليه ذالك السؤال و انا ابتسم له بهدوء
اذا ... هل قررت الي اين ستذهب اخيرا .. ؟!

.

.

.

يتبع

اتمنى ان القصة تكون نالت اعجابكم

و بتمنى انكم تعذروني علي وجود اي اخطاء املائية

و ياريت تعذرو قلة خبرتي لاني كاتب جديد

و كل عام و انتم بخير