8 - وعد لم استطع ان افي به


ما رايك ان اكون انا عائلتك اذا .. ؟!
اتريدين ان تاتي معي ..؟!
ان اتيتي معي يمكنكي مناداتي بـ"أبي"

لم ارد ان اتركها وحدها .. و لم استطع حتي ان افكر بذلك ..


حتي اليوم لازلت لا ادري كيف استطعت ان اقول لها تلك الكلمات ..
لكن لاكون صادقا .. لم اكن نادما ابدا علي ما قلته لها ..
فمنذ ذالك اليوم .. تلك الطفلة .. اصبحت بمثابة ابنة لي .


كان هذا قبل ثلاثة اشهر تقريبا و ربما اقل ..
منذ ذالك اليوم اصبح لدي ابنة في بادئ الامر ظننت انني انا من انقذت حياتها
لكن في والقع عكس ذالك قد حدث ...


كانت هي من انقذني من الشعور بالوحدة ..
كانت هي من ملئت حياتي الفارغة .

قضيت سنين مديدة اعيش وحدي و اسير في انحاء الارض بلا هدف


و لاول مرة منذ الاف السنين اصبح لدي سبب للبقاء حيا ..

اصبح لدي منزل و شخص ينتظر عودتي فيه ..


و رغم انها كانت ثلاثة اشهر التي قضيتها برفقة تلك الطفلة

الا انها كانت اطول ثلاثة اشهر قضيتها بحياتي .


لم يمر يوم علي الا و كنت ابتسم فيه و اضحك من كل اعماق قلبي .
لم يمر علي يوم الا و كنت اتعلم فيه شيئا جديدا

لم يمر يوم الا و كان تعلقي بتلك الطفلة يزداد مع الوقت .



في احد الايام سالت نفسي ذالك السؤال عندما كنت جالسا بجانبها ..
لو لم تتعرض قريتي للخطر فيما مضى.. و لو لم اقابل ذالك المخلوق ...


و لو لم افقد زوجتي و ابنتي و قريتي ذالك اليوم
اكانت حياتي لتكون ممتعة كما هي اليوم .. ؟


لم استطع التفكير بأجابة .. بالطبع ما كنت لاحصل علي اى اجابة ..

كانت ما تزال تجلس بجانبي و كانت الابتسامة مرسومة علي وجهها

الي ان قلت لها ..


ايا لم أسئلك هذا السؤال من قبل و لكن ..

متي يوم عيد مولدك .. ؟


بعد ان طرحت عليها ذلك السؤال اخذت تفكر ..

و استغرق التفكير منها بعض الوقت الي ان تحدثت الى مرة اخرى ..

ايا : لا ادري ..

لقد نسيت .


اذا ما رايك بجعل عيد مولدك اليوم ..؟
انه الحادي عشر من مارس .


ما ان انهيت حديثي اليها و اصبحت ابتسامتها اكثر اشراقا مما كانت عليه قبل قليل

كما لو انها تحمست للامر ..

ايا : سنحتاج لكعكة للاحتفال اذا ..
لنصنع واحدة


كانت ابتسامتها تلك كافية لجعلي اتحمس انا الاخر بدوري ..

هل تجيدين اعدادها ..؟!
لنجرب الامر اذا ..



حدث ذالك في يوم الامس .
كنت مستمتعا و انا معها البارحة و بقينا نضحك نحن الاثنان

و يحاول كل منا صنع كعكة للاحتفال لكنها فشلت..


في النهاية شعرت ببعض الخيبة لكن رؤيتها تضحك كان امرا جيدا بالنسبة لي .
الي ان توقفت عن الضحك و التزمت الصمت لبعض الوقت

ايا : ..

شعرت بالقلق عليها عندما رآيتها هكذا ..
ماذا بكي .. هل هناك شيئ ما ازعجكي .. ؟

ايا : لم اسئلك عن يوم مولدك يا " أبي " .

لم استطع ان اعطيها اجابة ..

لم يكن الامر كأنني لم ارد اخباراها .. بل لانني لم اعد قادرا علي تذكر ذالك اليوم ..

اجبتها بهدوء و كنت ابتسم اليها .


انا ايضا لا اتذكر .


عادت اليها الابتسامة التي كانت علي وجهها قبل قليل .

كما لو كانت سعيدة بسماع ذلك ..


ايا : لنجعله يوم الغد اذا ..


موافق لكن دعينا نحاول صنع كعكة اخري للاحتفال .
لكن هذه المرة لا اريدها ان تفسد ..


كنت سعيدا جدا حينها ..
في تلك اللحظة ربما هي لم تلحظ الامر حتي لكنني لاحظت .
منذ ان اتت و اصبحت تعيش معي تلك الطفلة لم تنادني بـ" أبي " مطلقا كانت تناديني
بـ" وليام " او انت .. كانت اول مرة تقول لي فيها " أبي " .

انتهي يوم الامس الحادي عشر من مارس و خلدت ايا لفراشها كي تنام .
و كان ذالك الشعور بداخلي بعدم الراحة .. لم استطع النوم .


ذهبت لغرفتها كي اتطمئن عليها و كانت نائمة .
النظر اليها فقط و هي تنام بهناء جعلني اهداء قليلا ..

كانت نائمة بعمق و لم تشعر بأنني كنت بجانبها قط ..

اقتربت اليها و وضعت يدي علي رأسها بهدوء و تحدثت ..


اعدك يا صغيرتي انني ساكون بجانبك لن اتخلى عنكِ ..

ساحميك و لن ادع مكروها يصيبك انا اعدك بذالك .

حدث هذا قبل بضع ساعات فقط من الان ..
عندما تركت المنزل في ساعة مبكرة من الصباح


ذهبت لاشتري بعض الاغراض ..
وفور عدوتي للمنزل كان الباب مفتوحا بالفعل ..!


ظننت انها كانت قد استيقظت بالفعل


دخلت المنزل و بحثت عنها لكنها لم تكن موجودة شعرت بالقلق عليها

و فقدت هدوء اعصابي .

ايا ... اين انتِ ... تحدثي الى يا صغيرتي .. اين انتِ

كنت ابحث عن صغيرتي بقلق و ظللت ابحث في ارجاء المنزل لكنها اختفت
الي ان يمكن ان تذهب في مثل هذا الوقت ..!

و بالصدفة رايت تلك الرسالة التي تركت علي الطاولة
و كان مكتوبا فيها


"اخذت ابنتك معي لتتجول قليلا ..

ان اردت رؤيتها .. تعال الى .. سأنتظرك علي اعلي مبنا في المدينة ..

لا تتأخر لانني لن اضمن لك سلامة ابنتك ان تأخرت .. "

كنت غاضبا بشدة بعد ان قرأت تلك الرسالة التي تركت علي الطاولة ..


اختطفت ..!
لا يهمني من فعل ذالك .. و اى يكن من فعل ذالك .. اقسم ..

اقسم انني لن ارحمه و لن ارحم من معه ساجعلهم يتمنون الموت علي ان امسكهم بيدي



تركت المنزل بسرعة و توجهت لذالك المكان .
وخلال توجهي للمكان المتفق عليه كنت كل الطرق مزدحمة


سحقا .. سحقا
نسيت ان اليوم عطلة نهاية الاسبوع و الطرق كلها مزدحمة اليوم .



بدأت بالركض بسرعة لذالك المكان
وصلت بطريقة ما الي هناك .. وصلت لذالك المكان


و لم يكن هناك احد ينتظر امام المبنى ..

دخلت المبنى لكنني لم اعلم اي اتجاه على ان اسلكه ..


الي ان اقترب منى احدهم و اخبرني ان استخدم المصعد ..

سيوصلني للطابق ما قبل الاخير .. و من هناك يمكنني استخدام الدرج للوصول الي السطح .


وصلت لاعلي المبنى بسرعة ..

و كانت ابنتي ما تزال علي مايرام .. و كان ذالك الرجل بجانبها يمسك يدها بقوة ..

حاولت الحديث اليها .. حاولت الاتطمئنان عليها ..



ايا اانتي بخير يا صغيرتي ..
لا تقلقي والدك سيجد حلا ما و سنعود معا للمنزل
و سنحتفل كلانا اليوم .. لا تقلقي ..


لم يتمالك ذالك الرجل نفسه و بداء بالضحك ..

بداء بالضحك و بينما كان يضحك بداء يتحدث ..



الرجل : شيطان .. يحتفل .. !


صدمت حقا عندما علمت انك تبنيت طلفلا ..
لم اصدق ما سمعت فقررت المجيئ اليك بنفسي كي اتأكد مما سمعت ..


شعرت بالغضب بسببه ..

حاولت البقاء هادئا و حاولت الحديث اليه ..


من انت بحق الجحيم ..
لا اذكر انني التقيت بك و لا اذكر انني تحدثت اليك حتي ولو صدفة ..


بداء بالحديث هو بدوره ليرد علي سؤالي قائلا ..


الرجل : رافيال الازلت تذكر ذالك الفتي المسكين ..

و كان ردي له ..


ذالك الاسم .. اذكره .. انا اذكره جيدا
انه فتي التقيت به قبل زمن بعيد ..



الرجل : هذا جيد ... جيد جدا .
ستسهل علي الامر اذا " جريجور " الازلت تذكر هذا الاسم .. ؟!



" جريجور " ..
اذكر ان ذالك الفتي اخبرني بذالك الاسم مرة واحدة ..


لقد سمعت ذالك الاسم مرة واحدة ..
لقد كان اسم ذالك الكاهن ..


بداء يبتسم بشدة و بداء بالحديث و كانت تلك الابتسامة تعلو وجهه ..

جريجور : لديك ذاكرة جيدة ..

ذالك الاسم كان اسمي انا ..!


لم استطع تصديق ما سمعته للتو ..

لكن لم استطع ان اكذب ما قاله .. شعرت انه كان يقول الحقيقة ..

تحدثت اليه بغضب ..


بحق الجحيم كيف لك ان تبقي حيا الي اليوم ..؟!
كيف لك ان تبقي خالدا طوال كل تلك السنوات ..؟!


.

.

.


يتبع


ياريت تعذروني علي اي اخطاء املائية

و بتمنى ان الفصل يكون نال اعجابكم






2018/08/26 · 525 مشاهدة · 1271 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024