9 - جوهرة زرقاء و حكاية قديمة


لم استطع تصديق ما سمعته للتو ..
لكن لم استطع ان اكذب ما قاله .. شعرت انه كان يقول الحقيقة ..
تحدثت اليه بغضب ..


بحق الجحيم كيف لك ان تبقي حيا الي اليوم ..؟!
كيف لك ان تبقي خالدا طوال كل تلك السنوات ..؟!

كيف لك ان تبقي حيا الي اليوم ..؟!
انها الف عام تقريبا كيف لبشرى ان يبقي حيا الي اليوم ..؟


رد هو اولا و كانت نبرة صوته مزعجة جدا ..
رد علي سؤالي له بسؤال اخر ..

جريجور : و لم لا تصدق الامر .. ؟!

بدأت افقد هدوء اعصابي عندما تحدث بتلك الطريقة المزعجة ..
طرحت عليه السؤال مرة اخرى ..


كيف لك لن تبقي حيا الي اليوم ..
كيف لبشري ان يبقى حيا طوال كل تلك السنين ..؟!


رد علي سؤالي الذي طرحته عليه بهدوء ..


جريجور : سأجيبك ..
سأجيب عن اسئلتك كلها .. ان اجبت فقط علي سؤالي اولا ..
بم كنت تفكر عندما تبنيت طفلا .. ؟!


لم استطع ان افهم ما كان يقصده بحديثه ..
لكنه لم يترك لي فرصة بالحديث او الرد عليه ..


تدث الى مرة اخرى قائلا ..


جريجور : يبدوا انك لم تفهم ما اقصده ..
اظن انك عشت لسنين طويلة .. طويلة جدا ..
عشت اكثر بكثير مما عشته انا ..


ما الذي فعلته انت طوال تلك السنوات ..؟!
فيما كنت تفكر عندما قررت تبني طفل .. ؟!


هل كان مجرد شعور قديم بالذنب .. ؟!
ام انك تبنيتها فقط لتحاول ارضاء نفسك .. ؟!


تعلم جيدا انها لن تعيش بجانبك الي الابد ..
ستراها و هي تنموا بجانبك اليوم .. و ستراها و هي تتركك غدا ..
ستراها وهي تتزوج غدا و سترى اطفالها و قد تراها و هى تموت ..


في النهاية هى فقط من سيموت و انت فقط من سيبقى ..
هل نسيت انك خالد بينما هي بشرية ..؟!


لم استطع ابدا الرد علي ما قاله لى ..
لانني الي الان لم استطع ان اجد اجابة ترضى فضولي ..
ما الذي كنت افكر فيه عندما تفوهت بتلك الكلمات لها " آن ذاك "

بداء بالحديث ...
جريجور : سأجيب عن سؤالك ذاك ..

لكن هل ستنصت جيدا لما ساخبرك به ..؟!


انها قصة قديمة حدثت فيما مضى ..
كانت تلك القصة قديمة .. قديمة جدا حتي انها تكاد تكون بقدم التاريخ ..

و كانوا يروون لنا تلك القصة عندما كنا صغارا ..



قيل فيما مضى ان السماء قد انكسرت .. !
انكسرت السماء فيما مضى و سقط منها اثنين كانا يتقاتلان فيما بينهما ..

كان الاول شيطان و له بشرة داكنة و كان له جناحان كبيران ..
بينما الثاني لم يعلم اي احد عنه شيئا ..

استمر القتال بينهما لوقت ليس بطويل ..
و قيل ان الغلبة كانت لذالك الشيطان .

كاد القتال ان ينتهي بالنصر لذالك الشيطان الي ان سقط ذالك السيف ..

كان سيفا لم يراه احد او يسمع عنه احد قط ..
من مقبضه الي منتصف النصل كان السيف مصنوعا من الذهب .
و كانت تزينه جوهرة زرقاء ..

كانت الجوهرة التي تزين ذلك السيف تتوهج كما لو انها كانت تفيض بالحياة ..
و كان نصل السيف و حوافه بلون ازرق باهت كلون السماء تماما ..

قيل ان من امسكه كان " ذلك الشخص " ..
و بطريقة ما تمكن من هزيمة ذالك الشيطان ..


لكن رغم اصاباته الشديدة ..
و رغم كثرة جراحه تمكن ذالك الشيطان من الرد قبل ان يسقط ارضا ..
تمكن من كسر جوهرة السيف ..

سقط ذالك الشيطان علي الارض و كسرت جوهرة السيف و تحطمت لعدة اجزاء
و سقط السيف معها كذلك ..


جريجور : اظن انك رآيت السيف .. لقد كنت انت من حطمه عندما كان بحوزة رافيال .. !
لكنك الي اليوم لم ترى الجوهرة بعد .. اليس كذالك .. ؟!


كان لا يزال ممسكن بيد ايا عندما وضع يده الاخري داخل ملابسه ليخرج شيئا ما منها ..
و ما هي الا لحظات حتي اخرج جوهرة صغيرة ..


انها جزء صغير جدا من الجوهرة الاصلية ..
كما قال قبل قليل .. لقد كانت زرقاء و تتوهج كما لو كانت تلك الجوهرة تفيض بالحياة
لكن لسبب ما لم استطع تحمل النظر اليها ..


شعرت كما لو انني انظر الي مئات الالف ..لا لقد كانوا اكثر ..!

شعرت كما لو انني انظر الي ملايين البشر يعانون ...
لم استطع التحمل و لم استطع النظر لتلك الجوهرة لوقت طويل ..


بدائت بالحديث اليه و انا لا زلت متعجبا ..
كيف حصلت عليها و كيف لها ان تبقيك حيا الي الان ..؟!

التزم الصمت لبعض الوقت و كان يبتسم ..
الي ان بداء بالحديث مرة اخري ..


جريجور : حدث الامر قبل الف و خمسمئة عام من الان ..
اي قبل ان اقابل ذالك الفتي رافيال بخمسمئة عام ..



.

.

.


يتبع


ياريت يكون الفصل داه نال اعجابكم

و ياريت تعذروني علي اي اخطاء املائية



2018/08/31 · 476 مشاهدة · 772 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024