6 - المُتوحشون—الفصل السادس

الفصل السادس

جثم غلام على المرآة الجانبية لسيارة السيد ستريكهام وقال: لم يفت الأوان للعودة بعد.

شدّ كاو عزيمته وتابع المشي. في البعيد، قرعت أجراس كاتدرائية بلاكستون للإعلان أن الساعة هي السابعة. لا تزال الشمس تسطع فوق الأشجار، وألقت بظل طويل أمام كاو، لكن الثعالب بدأت تعوي. شاهد كاو حركة عبر الأجمات فيما اقترب من منزل آل ستريكهام.

قال سكريتش: يمكننا الذهاب والانقضاض على سلال النفايات. فتات غني!

أخبرهما: «أريد فعل هذا».

قال غلام: لا يبدو عليك هذا. أنت شاحب جداً.

حاول كاو تجاهلهما. لا يهم إذا كان يرغب في المجيء أم لا، فقد شعر وكأنه يدين بذلك لليديا. قد تكون متطفّلة بعض الشيء، لكنها جاءت إلى المكتبة معه وعالجت رجل سكريتش.

فيما وصل إلى الدرج الأمامي، شاهد انعكاس صورته مشوهاً على المقبض العملاق المصقول. شمّ تحت إبطه بسرعة. لقد غسل نفسه قدر ما يستطيع في ماء البركة، ومشّط شعره بواسطة مشط قديم، لكنه ما زال يشعر وكأنه دجّال. نجح على الأقل في العثور على حذاء جديد. لقد رماه أحدهم في مكان غير منظور. مقاسه صغير جداً، وكشف الحذاء في إحدى قدميه عن فتحة عند الإصبع الكبرى، فاضطر كاو إلى إحداث شق في الحذاء الآخر لجعل الاثنين متطابقين. اختار من حقيبته قميصاً قطنياً أسود اللون، ممزقاً قليلاً فقط عند الياقة. ثمة بقعة طلاء على ظهره، لكن طالما أنه لن ينزع عنه معطفه الطويل الأسود، فلن يعرف أحد بالأمر.

رفع المقبض، وخفق قلبه بسرعة، ثم تجمد في مكانه.

بماذا يفكر؟

تمتم: «لا أستطيع فعل ذلك». أفلت المقبض برفق وتراجع إلى الخلف.

قال سكريتش: لقد عاد إلى رشده. وراح يطرق بمخالبه على سطح سيارة السيد ستريكهام. ماذا سيكون هناك؟ طعام هندي؟ صيني؟

فُتح الباب فجأة، فقفز قلب كاو في مكانه. هناك، وقفت ليديا وهي ترتدي فستاناً باللون الأخضر العشبي. على الفور، بدأ كلب ليديا، بنجي، يشمّ كاحليه. كان بنجي أبيض اللون مع بقع بنية، وله عينان ناتئتان وأذنان متدليتان. وجد كاو نفسه في أسفل سلّم عريض، واقفاً على سجادة شاحبة سميكة. لاحظ بذعر أن حذاءه ترك بقعة سوداء من الوسخ على السجادة، فقال: «أنا آسف. سأخلعه».

وفيما أخرج قدميه من الحذاء، عادت إليه ذكرى من الحلم، والسجادة في منزل أهله - البشرة العارية تغرق في نعومة مترفة - إلى أن لاحظ ليديا وهي تنظر إلى حذائه وتكبح ابتسامة. قالت: «هيا، أصبح العشاء جاهزاً تقريباً».

رافقته في ممر مليء بالصور الفوتوغرافية المؤطرة، فيما هرول بنجي قربهما. كل الصور تخص عائلة ستريكهام. ثمة مصابيح جميلة من البورسلين والزجاج أعطت ضوءاً أخضر ناعماً. لكن الرائحة هي التي لفتت انتباه كاو أكثر من أي شيء آخر. رائحة الطعام جعلت لعابه يسيل في فمه؛ لدرجة أنه خاف أن يسيل ذلك اللعاب على السجادة.

في الطرف البعيد، انفتحت مجموعة من الأبواب المزدوجة على طاولة عملاقة مع شموع في وسطها وأطباق موزعة عليها. بالكاد استطاع كاو التصديق. فبعد المراقبة مرات عديدة عبر النافذة، ها هو الآن أخيراً في الداخل. بدا أن الدفء والنعومة جذباه بقوة.

كان السيد ستريكهام جالساً إلى طرف الطاولة يقرأ جريدة، وقد وضع نظارة على طرف أنفه.

قالت ليديا: «بابا؟».

استدار السيد ستريكهام ثم بدأ. «ما...» فتح فمه وأغلقه، ثم نهض محدقاً في كاو. «ليديا، ماذا يفعل هذا الصبي هنا؟».

أحسّ كاو بذلّ كبير، وتأملت عيناه الطاولة. تم إعدادها لثلاثة أشخاص.

قالت ليديا: «أنا دعوته لنقول له شكراً».

قال السيد ستريكهام: «أنت دعوته؟».

قال كاو وهو يستدير: «سأذهب».

أمسكت به ليديا وقالت: «لا، لن تذهب! أليس كذلك يا بابا؟».

حدّقت في والدها بغضب، فاستقرّت عينا هذا الأخير على القدمين الحافيتين لكاو، قبل أن ينظر إلى وجهه.

قال: «وما هو اسمك؟».

قالت ليديا: «اسمه كاو. كاو، هذا والدي».

احتاج والد ليديا إلى ثانية إضافية قبل أن يومئ برأسه بسرعة ويمدّ يده. بدا أنه بذل كل ما بوسعه للابتسام. صافحه كاو، وكان مسروراً لأنه فرك أظافره جيداً في البركة.

في تلك اللحظة، دخلت امرأة الغرفة وهي تحمل طبقاً ساخناً. كانت نحيلة، مع شعر أحمر متموج بنعومة ربطته إلى الخلف في جديلة رخوة، وارتدت مئزراً وردياً فوق فستان شاحب. تعرّف إليها كاو على الفور. إنها والدة ليديا. اتسعت عيناها بشدة عندما رأته، وقالت: «من أنت؟».

قال السيد ستريكهام: «يبدو أن ليديا قد أحضرت أوه... هذا... الصديق لتناول العشاء».

قالت ليديا: «إنه ضيفنا. إنه كاو؛ الولد الذي كان هناك في الليلة الماضية».

قالت السيدة ستريكهام، وهي تتأمله عن كثب: «فهمت». بدأ كاو يشعر بالانزعاج من نظراتها المحدقة.

قالت ليديا: «ندين له بعشاء على الأقل. سأحضر طبقاً آخر». وأشارت إلى كرسي. «كاو، اجلس هنا».

عندما غادرت ليديا الغرفة، فكّر كاو في أن يستدير ويهرب. يبدو جلياً أنهم لا يريدونه هنا. كان يجدر به الإصغاء إلى غلام وسكريتش. حاول رسم ابتسامة، لكنه كان واثقاً من أنه أصدر شبه تكشيرة. أومأ السيد ستريكهام برأسه، كما لو أنه لا يعرف ماذا يفعل، ووضعت زوجته الطبق برفق على الطاولة.

قال والد ليديا: «أرجوك، اجلس».

فعل كاو مثلما طُلب منه، تاركاً يديه على جانبيه فيما جلس. بدا كل شيء نظيفاً جداً؛ الجدران، الأرضية، شرشف الطاولة... بالكاد تجرأ على التحرك خشية نشر الأوساخ.

عادت ليديا بسرعة، وجلس الجميع في أماكنهم. رفعت السيدة ستريكهام الغطاء عن الطبق للكشف عن طبق من قطع اللحم. الرائحة جعلت فم كاو يمتلئ باللعاب مجدداً، فابتلع لعابه بعصبية.

سأله السيد ستريكهام: «أين تعيش كاو؟». فيما قطّع اللحم بواسطة سكين عملاقة.

«في الجوار».

سأل السيد ستريكهام: «مع أهلك؟».

قال كاو: «لا. أعيش وحدي».

فجأة، أصبحت تعابير السيد ستريكهام قاسية، وقال: «لكنك لا تبدو كبيراً كفاية».

انتقلت عينا ليديا إلى والدها. خفق قلب كاو بقوة مع إحساسه بالذعر، وراجع حساباته. إذا اكتشفوا أن عمره ثلاثة عشر عاماً فقط، فسوف يتصلون بالسلطات.

قالت ليديا: «إنه في السادسة عشرة».

قال السيد ستريكهام: «حقاً! أسأل فقط لأن...».

قال كاو: «نعم. عمري ستة عشر عاماً».

قالت ليديا: «توقف عن استجوابه بابا». ووضعت طبقاً أمام كاو، وملأته باللحم والبطاطا والخضر، مع الكثير من الصلصة، وقالت: «هيا».

نظر كاو إلى الأعلى، وأومأت السيدة ستريكهام برأسها. لاحظ كاو أنها بدت شاحبة قليلاً، وقالت: «آمل أن يعجبك».

رفع كاو شريحة من اللحم وغرز أسنانه بها، كاد يتأوه عالياً بسبب المتعة التي شعر بها. لا يشبه هذا أي شيء آخر تذوقه من قبل، فقد كان ناعم القوام وحلواً تقريباً. قضم قضمة أخرى، وسالت الصلصة على يديه. قضم قطعة بطاطا، وكاد أن يبصقها لأنها ساخنة جداً. فتح فمه، واستنشق الهواء البارد قبل أن يمضغ بقوة ويبتلع بسرعة. ثم تناول حفنة من الخضر وأقحمها في فمه أيضاً. اندمجت النكهات مع بعضها بشكل رائع. تساقط بعض الفتات في طبقه، فأقحمه مجدداً في فمه. ابتلع بسرعة مجدداً، ولعق الصلصة الغنية التي سالت على أصابعه ومعصمه.

أدرك أن الجو هادئ على الطاولة. وعندما نظر إلى الأعلى، رأى الأفراد الثلاثة لعائلة ستريكهام يحدّقون به، وهم يفتحون أفواههم. كانوا يحملون الشوك والسكاكين. تورّد كاو حتى جذور شعره.

قالت ليديا بسرعة: «ليس معتاداً على العشرة».

قال كاو: «عذراً، هذا لذيذ». رفع الشوكة والسكين، لكنه أحس أنهما غير مناسبين في يديه. راقبته السيدة ستريكهام بفضول، فيما قطّعت طعامها ببطء إلى شرائح، ووضعت لقمة صغيرة في فمها.

استمر العشاء وسط الصمت. بالكاد نظر كاو إلى الأعلى، ورغم أنه حاول إبطاء وتيرته، إلاّ أنه أنهى سريعاً ما كان موجوداً في طبقه، فأعطته ليديا المزيد من دون أن تسأل.

قال السيد ستريكهام: «تبدو جائعاً كاو. متى تناولت الطعام آخر مرة؟».

تذكر كاو التفاحتين اللتين أعطته ليديا إيّاهما وقال: «في وقت سابق اليوم».

قال السيد ستريكهام وهو يضع الشوكة والسكين على الطاولة: «هل تعلم؟ يمكنني العثور على بعض... الدعم لك».

قطّب كاو حاجبيه.

«تستطيع المدينة الاهتمام بالأولاد الذين لا يملكون...».

قال كاو بصوت عالٍ جداً قليلاً: «عمري ستة عشر عاماً».

قال السيد ستريكهام: «لا داعي للعدائية. أحاول فقط مساعدتك».

قالت ليديا: «اتركه وشأنه بابا».

وجّه إليها السيد ستريكهام نظرة غاضبة وقال: «لا ترفعي صوتك أمامي أيتها الآنسة الصغيرة. ليس بعد عصيانك لأوامري في الليلة الماضية».

قالت ليديا: «لولا كاو وغربانه لكنا قد متنا. أعتقد فقط أنه يجدر بنا احترام خصوصيته».

بدا السيد ستريكهام على وشك قول شيء ما، ثم وضع الشوكة والسكين. «أنت محقة ليديا». ابتسم لكاو. «أنا آسف».

سألت السيدة ستريكهام: «هل قلت غرباناً عزيزتي؟».

أجابت ليديا: «نعم. يملك كاو ثلاثة غربان ترافقه. اثنان منها هاجما السجين في الممشى الليلة الماضية».

قالت السيدة ستريكهام: «كم هذا غريب!». قطّبت حاجبيها وتنحنحت ثم قالت: «سأذهب إلى الحمام. اعذروني». وقفت ومسحت زاوية فمها بمنديل مطوي، ثم غادرت الغرفة.

لاحظ كاو حركة عند النافذة؛ خفقان أجنحة. إنه سكريتش يجثم في الخارج. خفق قلبه بشدة. هذا آخر ما يحتاج إليه الآن بعد أن شعر بأنه فاز بقلوبهم. حرّك كاو يده للقول: «اذهب!».

ولكن، صدر نباح مفاجئ من الممر.

نادى السيد ستريكهام: «اهدأ بنجي! إذاً يا كاو، لطالما عشت في بلاكستون؟».

أصبح النباح مسعوراً.

قالت ليديا: «ما الذي أصابه؟». ثم وقفت وخرجت من الغرفة. قال كاو لنفسه، ليس بمفردي مجدداً.

لكن بعد ثانية واحدة، أطلقت ليديا صرخة قوية.

صرخ السيد ستريكهام: «ليديا!». ثم وقف على قدميه في الثانية نفسها مع كاو، وأسرعا كلاهما صوب الممرّ.

توقف كاو فجأة وبسرعة؛ في محاولة لاستيعاب ما يراه. انكمش بنجي مرتعداً في أسفل السلالم، وكان ينبح بجنون، فيما صرخت ليديا مراراً وتكراراً.

ثمة أفعى ممدّدة على السجادة، تملك حراشف رمادية، وطولها ثلاثة أمتار تقريباً. كان جسمها ملتفاً وإنما رفعت رأسها الأفطس عن الأرض. أمسك السيد ستريكهام كاو فيما حاول الاندفاع إلى الأمام. قال: «لا، ابقَ في الخلف!».

بكت ليديا: «ابتعدي عن كلبي! بنجي!».

اندفعت الأفعى إلى الأمام، وتحوّل نباح بنجي إلى أنين فيما انغرز ناباها في قائمته وبقيا داخلها. هدر الكلب وانهار وتلوّى، إلى أن أفلتته الأفعى. أصدرت الأفعى صوت هسيس، ثم استدارت وحدقت مباشرة في ليديا، حيث راقبت عيناها الخضراوان كل حركة تصدر عنها.

أفلت كاو ذراعه من قبضة السيد ستريكهام، وأمسك بالمصباح الموجود في الممر، وأفلت حبله من المقبس الكهربائي، ورماه على الأفعى. تناثر الزجاج والخزف الصيني على الأرض. أمسك كاو بمصباح آخر ورفعه فوق رأسها. تراجعت الأفعى المليئة بالحراشف إلى الخلف، في اتجاه فتحة صغيرة في الجدار. وقبل أن يتمكن أي كان من إيقافها، انزلقت إلى العتمة.

وضع كاو المصباح أرضاً. كان قلبه يخفق بقوة كبيرة.

تمتمت ليديا: «بنجي؟». ثم جلست القرفصاء قرب كلبها الذي كان مستلقياً على جانبه، مفتوح العينين ويلهث بسرعة. برزت بوضوح علامتا نابين في قائمته، وكانتا تنزفان الدم.

أغلق السيد ستريكهام غطاء الفتحة في الجدار بقوة كبيرة، وشدّ البراغي، فيما وصلت زوجته مسرعة إلى الممر. سألت بصوت عالي النبرة: «ما الذي يجري؟». تأملت عيناها بقايا المصباح، ومن ثم بنجي وليديا، وأخيراً كاو.

قال السيد ستريكهام: «كانت أفعى. لم أرَ مثلها أبداً من قبل. من أين أتت؟».

حدّقت السيدة ستريكهام في كاو، كما لو أنها غلطته نوعاً ما، ثم توجهت صوب ليديا وقالت: «هل لدغته؟».

أومأت ليديا برأسها، وانهمرت الدموع على وجهها، فيما حضنت كلبها. «إنه بالكاد يتنفس!».

راقب كاو جسم الكلب الذي ارتجف وتلوّى، ثم انهار فجأة على ركبتي ليديا. بقيت عينا الكلب مفتوحتين، ولكن النور اختفى منهما.

همست ليديا: «بنجي!».

وضعت السيدة ستريكهام يدها على ظهر ابنتها وقالت: «أنا آسفة جداً حبيبتي».

قالت ليديا: «لا! اتصلا بالطبيب البيطري!».

شدّت السيدة ستريكهام ابنتها وعانقتها، فيما بقي الكلب من دون حراك على حضنها. قالت وهي تعانق ابنتها التي تبكي: «لقد مات. لقد مات».

وقف كاو هناك وشعر بعجز تام.

وضع السيد ستريكهام يداً على جبينه، كما لو أنه لا يصدق أبداً ما حصل. ثم أشار في اتجاه الباب، ونظر إلى كاو قائلاً: «أنا آسف، لكن نحتاج إلى أن نكون بمفردنا».

أومأ كاو برأسه مذهولاً. لقد رأى أفعى عشبية واحدة أو اثنتين من قبل في الحديقة العامة - قال غلام إنهما لذيذتان جداً - ولكنه لم يرَ أبداً شيئاً بهذا الحجم، أو شيئاً بهذه السمية. ليس في بلاكستون. أراد مواساة ليديا أيضاً، لكن السيد ستريكهام بدأ يدفعه إلى الخارج.

تمتم كاو وهو يحمل حذاءه: «شكراً على العشاء. إذا كان بوسعي فعل أي شيء».

انغلق الباب وراءه.

كان سكريتش وغلام ينتظران قرب السيارة. قال سكريتش: حاولنا إنذارك. رأينا الأفعى تدخل عبر قناة المجاري.

قال غلام: لكننا قتلناها. انظر! وبرم منقاره مشيراً إلى الأرض قرب السيارة. استلقت الأفعى على شكل S من دون حراك، فيما تدفق الدم من جسمها.

إلا أن الوقت فات بالنسبة إلى بنجي.

أبعد كاو نظره عن الأفعى الميتة ومشى في الممر، تاركاً الغرابين خلفه، فيما عقله لا يزال مشغولاً.

قال غلام بسخط: هاي، إلى أين تذهب؟

خرجت الأفعى عبر قناة المجاري. لا بدّ أن أحدهم قد أفلتها هناك. فجأة، سمع صوت خطوات تتراجع إلى الخلف بسرعة. فاندفع إلى الطريق وقلبه يخفق بقوة. احتاجت عيناه إلى بعض الوقت للتكيف مع العتمة. وما إن فعلتا ذلك حتى رأى شكلاً في البعيد، يركض على الرصيف بعيداً عن منزل ليديا. إنه شكل طويل وداكن اللون. تجمّد قلبه.

امرأة شابة سوداء الشعر.

السجينة الفارّة.

2020/03/05 · 297 مشاهدة · 1960 كلمة
Adk3RAK
نادي الروايات - 2024