1 - لسبب لا أعرفه أتمني العودة إلي الريف

مرحباً جميعاً , اسمي محمود عادل طالب جامعي من مواليد الريف و الأصح هو من قاطني الريف ,حيث أنني لم أترك بيتنا الريفي الرحب أو لم أترك حيينا مطلقاً إلا ثلاث مرات أذكر منها حادثة طلا ق الخالة فوزية , أتذكر تلك الحادثة تماماً و كأنما وقعت البارحة مع أنه قد انقضي عليها ما يربو علي العشرة أعوام أتذكر الخالة فوزية عندما علمت أن الحج يونس قد تزوج عليها و أتذكر الخالة فوزية و هي تطارد الحج يونس و زوجته الجديدة ببندقية الكلاشينكوف أتذكر جيداً جريها وراء الحج يونس في أرجاء قريتنا و أتذكر أن الناس كانت تقول أن جميع من كان واقفاً في طريق الخالة كان يطير عالياً إلي الفضاء الخارجي بلكمة واحدة او يذهب إلي بطون الآبار غير المكتشفة , أتذكر جيداً أن العمدة قد أرسل " الغفر" لكي يهدأوا الخالة , أتذكر جيداً أ،نالغفر قد جروا مع الحج يونس و زوجته الجيدة من الخالة و حينها أرسل مركز الشرطة بالقرية رجاله الأشداء و الضابط محمود بمسدسه الميري مرفوع عالياً نعم لقد سارت سيارة الشرطة محدثة سرينتها المعهودة متوجهة لانقاذ الحج يونس و زوجته الجديدة و " الغفر" من الخالة , أتذكر جيداً انه من بعد هذا اليوم كان مكان انقلاب سيارة الشرطة بسرينتها القوية في الترعة معلماً في القرية , حينها جاء أهل القرية و العمدة و الضابط محمود ليتوسلوا أبي و أمي لوضع حد للخالة , أتذكر أن والداي قد خرجا من باب منزلنا الرحب و علي وجوههم الصرامة و أشعة الشمس الذهبية التي أعطت حدوداً لمعالمهم أشبه بضربات رامبرنت في لوحاته , أتذكر حقاً انها كانت معركة طاحنة انتهت بالتعادل و بعدها عاد الجميع الي حياتهم كما كانوا لكن ما لا أتذكره هو أين ذهب الحج يونس و زوجته الجديدة , و بعدها انقضت السنوات و أنا و عائلتي نعيش في بيتنا الرحب في جوء من البهجة , نعيش في بيتنا و الشمس قد ملئته دفئاً و نسيم الليل قد واساه , حقاً أتذكر عندما بلغت الخامسة عشرة مرض والدتي في وقت كنت أظن فيه أن الأم لا تمرض و أن الأم هي كائن عجيب يختلف عن باقي الكائنات , الأم كائن لا يمرض و لا يكل لكن ما لا أفهمه هو لماذا أري أمي طريحة الفراش ؟ لماذا أشعر بحرارتها التي لا تنخفض ؟ لماذا أمي باتت تصرخ ؟ و في أحد أيام الشتاء الباردة سألت نفسي سؤالاً و هو لماذا لم أعد اسمع صوت صراخها ؟! لقد كنت قد بلغت الخامسة عشرة حينما شعرت بأول عذاب في حياتي , شعرت بقلب قد أمسكه الحزن بقبضته .

بعدها بعامين لحقها والدي , حينها تركت منزلنا الريفي الرحب بعدما صار منزل أشباح تصفر فيه رياح الليل و تحرقه حرارة الشمس ثم توجهت للعيش مع خالتي فوزية و أنا أتذكر ما كانت تقوله لي والدتي عن خالتي فوزية وهو " ابتعد عن خالتك فوزية فهي مستقوية" و قد كانت هذه المرة الثانيةالتي تركت فيها المنزل.


أنا الأن في الواحدة و العشرين من العمر و هذه هي مرتي الثانية التي تركت فيها منزلي و توجهت نحو القاهرة راغباً في أن أنسي و أهرب عن الذكريات مترجياً أن أتخلص من ذكريات أخذت تلتهم روحي علي مدار الست أعوام , نعم لقد ضقت ذرعاً من كل هذا و لقد ضقت ذرعاً من الحياة لذلك توجهت إلي القهرة بعيدة عما أعرفه نحو المجهول لترسي سفينتي علي حي لا أعرف فيه صديق أو حبيب في مبني مكونة من أربعة طوابق بكل طابق شقتين , لهذا أقف الان أمام مبني رمادي اللون تحيطه الأشجار التي تجدها كثيراً في شوارعنا تلك الأشجار التي لا يعلم كنهها إلا الله بينما اذ سألت عن سبب راحتي التي تشبه ماء الغسيل سأخبرك ببساطة انها هدية ترحيب من إحدي ساكنات المعمورة الكرماء عندما كنت أسير في شوارعها متوجهاً إلي مكتب السمسار و هو ذلك الرجل الذي تجده واقفاً بجواري واضعاً يده علي معدته التي امتدت لتسع العالم كله و الأخري يملس بها علي لحيته الخيالية

" بص يا باشا المكان لقطة و كله بيجي هنا"

نعم قالها لي و أنا جالس معه في الحقيقة يجب أن أقول أنني كنت واقف و هو جالس معي خوفاً علي " معلش يا باشا أصل الجلد ده أصلي "

" و بميتين جنيه بس يعني كده بلاش و صلي بينا علي النبي أنت انسي أنك تلاقي حاجة زي كده هنا"

حسناً أنت محق مائتي جنيه سعر لا يصدق و لأنه لا يصدق أشعر بشعور سئ لمن ما يجعل هذا الشعور يهضم هو أن السمسار و الذي كما علمت قبلاً أنه صاحب الشقة كان يريد عشرة أشهر عمولة بالأضافة إلي ثلاثة أشهر تأمين , حسناً إن لم يكن هذا نصباً حينها اسمي هو علياء

لكن لسبب ما لم اعبأ بالأمر و كالأحمق دفعت له ما يريد حتي صرت مفلساً و الان أقف بسعادة و ابتسامة البلهاء تعلو وجههي أما المبني و بجواري السمسار و هو لا يزال يحك بطنه و أنا أفتذكر مقولة والدتي الشهيرة " أنا شامة ريحة حاجة بتطبخ " و في حالتي كنت أشم حقاً رائحة شئ يطبخ اعتقد انها البامية أو الملوخية

" المعذرة ..."

يبدو أن أنشغالي بنوع الشئ الذي يطبخ قد جعلني لا أري الرجل العجوز الذي كان يقف أمام المبني ناظراً إليه بنظرات بلهاء زادت بلاهة علي نظراتي لدرجة ان ذلك العجوز الذي يشبه العصي لم يتفوه بشئ بعدما اصطدمت به لأنظر إلي السمسار و هو لا يزال يحك معدته مستفهماً ليخبرني

" أصل كلهم بييجوا هنا "

لعنة الله عليك أنت و كلهم أيها السمين

لأنظر الي الرجل مرة أخري و يبدو انه قد شعر بنظراتي موجهة إليه حيث نظر إلي و رأيت شفتاه تتحرك بصوت خافت لا أعرف اذ كان ما سمعته كان صحيحاً أم لا لكنه قال


" أنا كنت ساكن هنا....." ثم أنصرف و تركني و علامات الحيرة تعلو وجهي و السمسار يحك بطنه و حينها شعرت بشعور غريب , هذا الشعور الذي يشبه الفراشات التي تتراقص في معدتك و لسبب لا أعرفه تمنيت العودة إلي الريف مجدداً.

____________

مرحباً مهلاً لحظة أنا الكاتب و لست الشخصية أولاً ثانياً فقط بالنسبة لهذه الرواية الفلسفية الرائعة ( الرواية الغبية التي لا تمت بصلة لعنوانها المليئة بالترهات ) أنا لا أعرف إلي إين ستتجه في أحداثها حتي الان للأسف لكن المؤكد أنها ستكون من تصنيف الرعب و الساخر ( اذاً أتنوي إرعابنا بوجهك؟!) و في الحقيقة لا يجب أن تسمي رواية حيث أنه في بادء الأمر قد تخيلتها كمانجات ال4-كوما ( اذاً لماذا وضعتها هنا من الأساس ؟!!) لذا...ممم...حقاً لا أعلم ما يجب أن اقول ( سحقاً لك ألا تعلم شيئاً في حياتك يا هذا ؟!!!!) آااه نعم أتمني لكم أوقاتاً طيبة في القراءة و عيداً سعيداً ....حسناً هذا كل شئ

2017/06/26 · 424 مشاهدة · 1048 كلمة
someone_else
نادي الروايات - 2024