⸻
كنّا ننتظر.
الطريق المؤدي من بوابة كونوها كان هادئًا، على غير العادة.
ليس بسبب قلة الناس، بل لأن الجميع كانوا ينتظرون بصمت… عودة من كانوا يُحسبون من الغائبين.
•
أنا واقف بجانب ساكامو، ووراءنا صفّ طويل من الشينوبي والطبقة المدنية في القرية.
هذه ليست حفلة استقبال… بل لحظة ترميم.
•
وبعيدًا، بدأت تظهر ملامح ثلاثة.
تسونادي، أوروتشيمارو… وناواكي.
•
قلبي لم يتحرك كثيرًا، لكن عقلي سجّل التفاصيل كلها.
تسونادي تسير بخطوات أقل حدّة مما عهدنا، لكن عيناها لا تزالان ثاقبتين.
أوروتشيمارو، كما هو، يحمل في صمته ما يكفي من الأسئلة.
وناواكي… بدا أطول، لكنه لا يزال يحمل تلك النظرة المليئة بالحياة والتهور في آن.
•
حين اقتربوا، خطوت للأمام، وقفت أمام ناواكي مباشرة.
ابتسم.
فعلناها فورًا…
تحيتنا الغريبة، تلك التي كنا نحتفظ بها منذ أيام التدريب:
رفعنا يدينا بزاوية مستحيلة، وأومأنا برأسينا ببطء:
“تحية الوحدة العقيمة!”
•
انفجرت تسونادي بالضحك فورًا:
“أنتم لا تتغيرون أبداً!”
•
ساكامو ابتسم، ثم ربّت على كتفي.
“أهلاً بعودتكم.”
•
التفتُّ إلى ناواكي، وقلت بابتسامة مليئة بالرضا:
“ناواكي… أصبحتُ عمًّا قبلك.”
•
رفع حاجبه بدهشة مصطنعة، ثم التفت نحو تسونادي:
“متى سأصبح خالاً إذن؟”
•
ضحك الجميع، حتى أوروتشيمارو هز رأسه وكأن شيئًا ما في هذه اللحظة فاق توقعاته.
•
سألت تسونادي بخفة:
“أين جيرايا؟ توقعت رؤيته معكم.”
•
ردّت دون تردد:
“قرر البقاء في أرض المطر.
قال إن لديه مهمة لم تنتهِ بعد.”
•
قلت:
“لا زال يتصرف كما لو أن العالم بحاجة إلى إنقاذه.”
•
ناواكي أضاف:
“يبدو أنه وجد أطفالًا هناك… يستحقون أن يبقى لأجلهم.”
•
لم أعلّق.
فقط ابتسمت لنفسي.
•
ساكامو التفت إلى الجمع وقال:
“اليوم لا حاجة لكلمات رسمية.
عودتكم تعني أن كونوها… ما زالت تتنفس.”
•
نظرت إلى ناواكي مجددًا وقلت:
“على الأقل… نلتُ اللقب قبلك. عمّ كاكاشي له نغمة عظيمة، أليس كذلك؟”
•
قال ناواكي:
“إن كان يشبهك… فأخشى على مستقبل هذا الطفل.”
•
ضحكنا.
ودخلنا معًا… نحو القرية التي ما زالت تحمل رغم كل شيء… القدرة على الابتسام.
⸻
بكل سرور، إليك المشهد الثاني من الفصل 31، طويلًا ومليئًا بالتفاصيل كما طلبت:
⸻
⸻
حلّ المساء، وكنوز الضوء تتناثر على نوافذ قصر عائلة هاتاكي.
الهواء كان معتدلًا، والليل لطيفًا على غير العادة، كما لو أن السماء نفسها قررت التخفيف عنا بعد كل ما مضى.
كنت في فناء القصر، جالسًا القرفصاء على أرض العشب الطري، أمدّ يدي أمامي كما لو أنني أتأمّل كنزًا صغيرًا.
**
“كاكاشي…” قلتها بهدوء، ثم ضحكت لنفسي،
“أتعلم أن اسمك هو أول قرار عظيم شاركت فيه دون تصويت؟”
بين يدي كان الطفل نائمًا في مهده، ملامحه الرقيقة بالكاد تُشبه شيئًا من الحرب، كأنه وُلد من عالم آخر لا يعرف الألم.
•
مررتُ أصابعي على شعره الرمادي القصير، قلت بابتسامة:
“عمّك سيجعلك سعيدًا في حياتك، هذا وعدٌ، وإن كنتُ لا أملك خطة لذلك بعد.”
•
فجأة… جاءني الصوت من الخلف، صوت مألوف، ناعم كأن الريح نفسها نادته:
“سامورو، هيا… سنبدأ التدريب الآن.”
•
التفتُّ، وكان ميناتو واقفًا عند طرف الفناء، ذراعه ممدودة وهو يشير لي، ابتسامة واثقة على وجهه.
أجبته وأنا أقف:
“هل تخربني بعد ما شعرت ب لحظة أبوّة، يا الوغد.”
•
ضحك وقال:
“يبدو أنك تعلّقت بالطفل أكثر من اللازم.”
قلت وأنا أتقدّم نحوه:
“الطفل؟ أنا علّقتُ أحلامي عليه.
لو أخفقت في جعلك عبقريًا… فلديّ خطة بديلة اسمها كاكاشي.”
•
سرنا معًا إلى خارج القصر، نحو الغابة الصغيرة المتصلة بملعب التدريب الخاص.
ميناتو قال:
“هل نحن جاهزون لهذا؟”
أجبته:
“إن لم نكن جاهزين لتجاوز حدود الزمن…
فلن نكون مستعدين لقيادة جيل جديد.”
•
توقّف عند حافة الملعب، نظرتُ إليه بجدية:
“ميناتو، سأدرّبك على شيء لم يأتِ وقته بعد.
شيء اسمه… الراسينغان.”
•
رفع حاجبيه، وابتسم ابتسامة تشبه الانبهار:
“ما هو هذا الاسم الغريب؟”
أجبته:
“كرة دوّامة من التشاكرا النقيّة، من دون أختام، من دون نداء… فقط طاقة خام، مضغوطة حتى حدّ الانفجار.”
•
سكت قليلًا، ثم قلت:
“إن أتقنتها، ستفهم الفرق بين القوة التي تأتي من تقنيات الآخرين…
والقوة التي تصنعها بنفسك.”
•
ميناتو شدّ قبضته، وقال بحماس:
“علّمني.”
ابتسمت:
“أعدك… لن أنام الليلة حتى ترى الشكل الأول.”
•
ورحنا نبدأ.
كرة بعد كرة.
تشاكرا، دوران، ضغط.
خطأ، تصحيح، ثم من جديد.
أحدنا سيصنع التاريخ…
والآخر، سيُشعل الفتيل.
⸻
مرت سنة منذ أن بدأت التدريب على الهراشين.
سنة من محاولات متكررة، أخطاء مرهقة، وانفجارات تشاكرا مفاجئة في وجهي.
سنة كاملة… وميناتو لا يتوقف عن تذكيري كيف أتقنها في أقل من شهر.
•
لكن اليوم…
كان مختلفًا.
وقفت في ملعب التدريب الثالث، وحيدًا أمام ختم محفور بعناية على جذع شجرة بعيد.
أغمضت عيني، استجمعت التشاكرا، ركزت الذهن، ثم مددت إصبعي اليمنى للأمام.
همست:
“هراشين… المرحلة الأولى.”
•
لحظة…
تغيّر الهواء.
تلاشى الصوت.
ثم – في طرفة عين –
كنت عند الجذع.
•
وضعت يدي عليه.
فتحت عيني.
وسمعت نفسي أقول، بدهشة:
“نجحت.”
ثم قلت بصوت أعلى:
“نجحت!!!”
•
من الخلف، جاءني صوت مألوف بنبرة لا تخلو من السخرية:
“أخيرًا! بدأتُ أعتقد أنك كنت تكذب علينا.”
•
استدرت…
ميناتو.
وراءه كوشينا ويارا، وكلتاهما تبتسمان.
قلت له بابتسامة واسعة:
“هذا يحتاج إلى احتفال.”
•
قال ميناتو:
“احتفال؟ بعد سنة كاملة؟ لقد أتقنتها في أربعة أسابيع فقط.”
•
أجبته وأنا أقترب:
“ومع ذلك، أنت ما زلت لا تعرف كيف تصنع قهوة مثل الناس.”
•
ضحك الجميع.
•
اقتربت منهم، ثم رفعت رأسي إلى السماء قليلًا وقلت:
“لكن من قال إن النجاح يُقاس بالزمن؟
بعض الأشياء تستحق وقتها… لأنها تبقى.”
•
يارا علّقت:
“وأخيرًا… ستتوقف عن الحديث عن كم أنت قريب من النجاح.”
•
كوشينا قالت:
“أتمنى أن لا تنقلنا فجأة إلى بيت الهوكاجي… بملابس التدريب.”
•
ابتسمت وأنا أضع يدي على الختم مرة أخرى:
“لن أفعل. على الأقل، ليس قبل أن أستخدم هذه التقنية مئة مرة اليوم.”
•
ميناتو ابتسم وقال:
“هيا إذًا… أرنا ما لديك، أيها السيد هراشين.”
•
فعلت.
مرة…
اثنتين…
ثلاثًا.
في كل مرة، شعرت أني أخف من الهواء، أسرع من الفكرة.
وفي كل مرة، كان عقلي يتمتم:
“أخيرًا… لحقتُ بك.”
•
لكن في أعماقي…
كنت أعرف أني لم ألحق بأحد.
كنت فقط…
أكتشف نفسي.
⸻