كانت الجدران قد سكنت،

والهواء قد عاد ثقيلًا من حولنا،

لكن قلبي… لم يهدأ.

لم يكن ما قرأته عن كاغويا نهاية.

بل بداية خيط جديد.

في الجدار الشمالي للقاعة، لاحظت انشقاقًا رفيعًا…

كأنه لم يُفتح منذ قرون، لكنه ليس صدعًا طبيعيًا.

اقتربت.

وضعتُ يدي على الحافة،

ودفعت.

ببطء…

انزلق الجدار،

وكشف خلفه غرفة مستديرة ، مظلمة تمامًا،

لكن وسطها كان يضيء بخيوط زرقاء داكنة،

كأن الأرض نفسها ترسم خريطةً للروح.

دخلت.

ويارا خلفي، تلتزم الصمت.

على الجدار المحيط، كانت هناك نقوش أكثر تعقيدًا،

خطوط مزدوجة، متقاطعة،

كل واحدة منها تتداخل مع الأخرى كأنها تحكي شيئًا لا يُقال إلا بلغة العيون.

وقفت أمامها.

حاولت القراءة.

لكن… لا شيء.

حتى الشارينغان العادية لم تُحرك النقوش.

زفرت.

أغمضتُ عيني.

ثم فتحتها على المانجيكيو .

حين دارت علامتا عينيّ،

اهتزّ الجدار أمامي،

وانقسمت النقوش إلى ثلاث طبقات متراكبة.

وبدأ الكلام.

بصوتٍ خرج من داخلي، لا من الحجر.

فقرأت… بصوتٍ مسموع:

“إن العين التي ترى كل شيء…

تطلب ما لا تحمله وحدها.”

“إن كنت تبحث عن الرينغان…

فاعلم أنها لا تُولد، بل تُصنع.”

“هناك طريقان.”

“أولُهما:

أن تدمج دم وريثي النور…

العقل الذي لا يرحم،

والقلب الذي لا يستسلم.”

“دم الوريثين… حين يختلط،

يفتح العين التي لا تغمض أبدًا.”

وقفت لحظة.

شعرت برجفة تسري في ظهري.

“والثاني؟” سألتُ يارا .

اكلمت القراءه

“الطريق الآخر…

هو أن تصعد فوق كل طبيعة.

أن تبلغ طورًا أعلى من الناسك.

أن تُنقي الجسد…

وتُوقظ النفس…

وتنظر إلى ما وراء التشاكرا.”

“لكن حتى حين تصل،

إن لم تكن عينك قد رأت الظلمة…

فلن ترى النور.”

“الرينغان… لا تنتمي للضعفاء.

بل لمن ماتوا دون أن يُدفنوا.”

توقفتُ.

نظرت إلى يارا…

كانت متجمدة مكانها.

همست:

“ما معنى هذا؟

دم الوريثين؟ هل هذا… مستحيل؟”

هززت رأسي، بصوت خافت:

“لا.

هو التاريخ الذي حُفر في العظام…

وأنا… مجرد عابر فوقه.”

ثم همست لنفسي:

“هاغورومو… لم يكتب هذه الحقيقة لأحد.

كتبها… لمن يملك الرينغان.”

ونظرت إلى الجدار مرة أخرى.

ثم فكرت:

“أنا الآن أقرأ… لكني لا أفهم كل شيء.

لعل هناك طبقة… لا تُقرأ إلا بالرينغان ذاتها.”

ممتاز، سأكتب لك الآن المشهد الذي يفكر فيه سامورو داخليًا في كيفية إيقاظ الرينغان، قبل أن تقاطعه يارا، ويشرح لها كل شيء.

الفصل السادس – الحقيقة المجردة

كنت واقفًا وحدي في منتصف الغرفة،

الجدران المظلمة من حولي، والنقوش القديمة تضيء بخفوت.

في عيني… المانجيكيو لا تزال تدور.

وفي قلبي… سؤال واحد:

“كيف؟

كيف أوقظ الرينغان؟”

هل أحتاج لدمٍ غير دمي؟

هل علي أن أخسر شيئًا لا أحتمله؟

أم أن ما أملكه… ليس كافيًا؟

أنا لا أريد قوةً جديدة…

أنا فقط لا أريد أن أكون أعمى مرةً أخرى.

رفعت نظري نحو الجدار،

فكرت:

“إذا كان كل ما قرأته صحيحًا…

فالعين لا تستيقظ إلا إذا حملت في داخلها إرثين…

إرث من حمل العقل، وإرث من حمل الجسد.”

وفجأة…

“سامورو… فلتشرح لي.”

التفت.

يارا كانت واقفة عند مدخل الغرفة، عيناها لا تزالان متوهجتين بالشّارينغان،

لكن فيهما سؤال… وقلق.

سكتُّ للحظة.

ثم قلت، بصوت هادئ:

“أنتِ متأكدة؟”

“أريد أن أعرف كل شيء.

منذ البداية.”

تنهدت.

اقتربت منها، وجلست على الأرض،

فجلست هي أيضًا، تنتظر.

“حسنًا…”

“في البداية، كان هناك رجل… يُدعى هاغورومو.”

“كان يُعرف باسم ‘حكيم المسارات الستة’.”

“هو أول من امتلك التشاكرا، وأول من نشرها بين البشر.

علّم الناس النينجتسو، علّمهم كيف يتنفسون الطاقة، ويحوّلونها إلى أدوات.”

“لكن قبل أن يكون هو… كانت أمه.”

“كاجويا.”

شهقت يارا، لكنها لم تقاطعني.

“هي لم تكن من هذا العالم.

جاءت من فوق، من عالٍ لا نعرف اسمه.

أكلت ثمرة الشجرة المقدّسة…

واكتسبت قوةً لم يعرفها أحد.”

“كانت تريد أن تُنهي الحروب…

فأجبرت الجميع على الطاعة.”

“ثم أنجبت ولدين: هاغورومو… وهامورا.”

“لكنها خافت.

خافت أن ينقلبا عليها.

فأعلنت الحرب.”

“وفي النهاية… حاربها الولدان.

وتمكّنوا من هزيمتها، وختمها.”

“هاغورومو… قسّم قوة الوحش الذي كان بداخلها إلى تسع كائنات.

البيجو.”

“ثم أنجب هو ولدين: أندرا… وأشورا.”

“أندرا كان قويًا… ذكيًا… لكن باردًا.

أشورا كان رحيمًا… عنيدًا… وصبورًا.”

“ولأن هاغورومو اختار أشورا وريثًا…

بدأ الانقسام.”

“من نسل أندرا… خرج أولئك الذين اتخذوا العين سلاحًا.”

“ومن نسل أشورا… خرج من جعلوا من الجسد حصنًا.”

“أنتِ… من أبناء لذلك الصراع.”

صمتُّ.

يارا… ظلت تحدق بي، كأنها تسمع شيئًا يتجاوز الكلمات.

همست:

“وأنت؟

من أيّ سطرٍ أتيت؟”

نظرت في عينيها، وقلت:

“ربما من الهامش…

وربما من نهاية الصفحة.”

2025/05/13 · 40 مشاهدة · 670 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025