4 - الهدوى قبل العاصفه

كان صباح كونوها ملبدًا بضباب خفيف تتسلل خيوط الشمس عبره عاجزة عن بعثرة ثقل الهواء

جلست فوق سطح أحد المنازل المرتفعة أراقب القرية التي أحببتها، القرية التي تخفي في جوفها ظلالًا كثيرة لا يراها إلا من اعتاد التحديق بصمت

كل شيء بدا طبيعيًا ظاهريًا، الأطفال يتجهون إلى الأكاديمية، المحال تفتح أبوابها، النينجا يمرّون في الشوارع بانضباطهم المعتاد

ولكني كنت أشعر بشيء آخر، صمتٌ مشؤوم، هدوء لم أعهده من قبل

وضعت سيفي بجانبي وأسندت رأسي إلى كفي أحدق بعيدًا دون تركيز

منذ فترة وأنا أشعر أن شيئًا ما يقترب، شيء لا يمكن إيقافه

صوت وقع أقدام خفيفة على السطح نبهني

استدرت فرأيت أحد الأنبو بقناعه الأبيض وهيبته الصامتة

انحنى لي باحترام

قال بهدوء “هاتاكي سامورو، لقد تم استدعاؤك إلى اجتماع النخبة في قاعة الهوكاجي”

استقمت ببطء ولم أجب

مجرد أن سمعت كلمة “اجتماع النخبة” علمت أن كونوها نفسها تتحرك، ولم يعد هناك مجال للعودة إلى الوراء

بدلت ملابسي إلى الزي الرسمي، وضعت سيفي خلف ظهري، وشددت الرباط حول رأسي

في طريقي نحو مبنى الهوكاجي، لم يكن فكري مشغولًا بالاجتماع نفسه، بل بشيء آخر

دانزو شيمورا

ذلك الاسم وحده كان كافيًا لإثارة شيء غير مريح في داخلي

رغم ملامحه الجامدة وخطابه الحذر، دوماً كان حضوره يبعث شعورًا لا يُوصف، كأن الظل نفسه جلس بيننا

وصلت إلى مبنى الهوكاجي

الجنود عند المدخل انحنوا لي، فبادلتهم التحية الرسمية دون أن أنطق بكلمة

مضيت في الممرات الحجرية حتى وصلت إلى القاعة الكبرى

توقفت للحظة أمام الباب الخشبي الضخم، أغمضت عيني، ثم فتحتها ودخلت

القاعة كانت مليئة بالوجوه الثقيلة

في صدرها جلس الهوكاجي الثالث، ساروتوبي هيروزين، بثيابه الرسمية وهيبته التي رغم الشيب لم تتآكل

على يمينه جلس مستشاراه القديمان كوهارو وهومورا، وبجانبهم دانزو

عصابة عينه تخفي أكثر مما تظهر، يده ملفوفة تحت رداءه، جسده جامد، كأن أنفاسه موزونة سلفًا

لم يظهر عليه شيء، لكن عينيّ لم تكن تثق به

خلفهم جلس السانين الثلاثة جيرايا، تسونادي، أوروتشيمارو

جيرايا متكئ على كرسيه، ذراعيه خلف رأسه بابتسامة غير مبالية

تسونادي تجلس بثبات، ويدها ترتكز فوق الطاولة كأنها تتحدى الجميع

أوروتشيمارو يبتسم ببرود، وعيناه تتفحص الحاضرين كما لو كانوا تجارب مؤجلة

رؤساء العشائر جلسوا على الجانبين، نارا، أكيميتشي، ياماناكا، الأوتشيها (عم فوجاكو)، الهيوجا، ساروتوبي، كورما

كل منهم له هيئة مختلفة، حضور ثقيل، وصمت متوتر

جلستُ بالقرب من ساكامو، وميناتو ويارا بجانبي

أومأ لي ساكامو إيماءة قصيرة، لم أقل شيئًا، فقط راقبت

نهض الهوكاجي الثالث وقال “أيها الحضور، اجتمعنا اليوم لأن خطر الحرب يلوح في الأفق”

“قرية الرمال بدأت تحشد قواتها،

وقرية السحاب تتحرك بصمت نحو حدودها،

وقرية الصخور تستعد لسيناريوهات الحرب الشاملة”

رفع دانزو رأسه وتكلم بصوت خالٍ من المشاعر “يجب علينا ألا ننتظر، علينا أن نجهز الجيل الجديد، وأن نتخذ إجراءات جادة لحماية القرية”

لاحظت رئيس عشيرة الأوتشيها يشد على ذراعيه

حتى رئيس الهيوجا فتح عينيه قليلاً

رئيس نارا تنهد، وكأن في داخله ألف تحفظ

رئيس الكورما كان متوتراً، يتحرك كثيرًا

لكن أكثر ما شدّني، أن نظرات دانزو لم تلتقِ بنظرة رئيس الأوتشيها ولو مرة

اعترض جيرايا، وقالت تسونادي بغضب “لسنا بحاجة لذبحهم قبل أن تبدأ الحرب”

أما أوروتشيمارو، فاكتفى بابتسامة وقال “البقاء للأقوى”

قال رئيس الأوتشيها ببرود “الجيل الجديد هم مستقبلنا، ولكن… إن عوملوا كأدوات، فلن يبقى شيء نحميه”

دانزو لم يرد

انتهى الاجتماع بعد تقسيم المهام وذكر أسمائنا في وحدات الاستعداد

كنت على وشك المغادرة، حين نادانا الهوكاجي “سامورو، يارا، ميناتو… ابقوا”

أُغلقت القاعة وتقدّم نحونا، ثم قال “ما سيقال الآن لا يُنقل لأحد

قبل أن تبدأ الحرب، هناك معركة أخرى نخوضها من الداخل”

فتح لفافة سميكة، فيها مئة اسم

جواسيس محتملون، تجار، شينوبي سابقون، مشبوهون

“مهمتكم: التحقيق، التعقب، والتصفية الهادئة لمن يثبت تورطه

لا يعلم بهذه المهمة أحد سواي، لا دانزو، ولا الأنبو”

تجمدت نظراتنا للحظة

ميناتو بدا متردداً

يارا ثبتت يدها على سيفها

وأنا نظرت إلى الملفات دون تعبير

قال الهوكاجي بصوته الهادئ الثقيل “الحرب لا تبدأ بقرع الطبول يا أولادي، بل بقطع الألسن التي تهمس في الظلال”

غادرنا القاعة

لم يعد هناك عودة

2025/04/30 · 87 مشاهدة · 619 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025