⸻
من
وقفتُ أمام الباب الحجري المزدوج،
المدخل الوحيد لغرفة الأرشيف المحظورة.
كانا يقفان هناك،
اثنان من نخبة الجذر.
وجهان جامدان خلف قناعين داكنين،
لكن الهالة التي يصدّرانها… ليست لهوًا.
**
كلاهما من رتبة جونين نخبة .
لكن ليس هذا ما أوقفني.
بل أن تناغمهما معًا… يعادل قوة كاجي .
**
قال الأول بصوت أجوف:
“المنطقة محظورة، حتى لِمَن نجا من الطابق الخامس.”
قال الآخر:
“اسمك، رتبتك، غايتك.”
أجبت بصوتٍ بارد، دون أن أحرّك شفتيّ:
“اسمي؟ مَن يحتاج اسمًا حين يأتي الموت؟”
**
تحرّكا في اللحظة نفسها.
سرعة لا تُرى،
شفرات مخفية من تشاكرا متركزة على راحتيهما.
أحدهما حاول تطويق عنقي،
والآخر سدّد إصبعًا نحو نقطة شلّ على ظهري.
**
قفزت للخلف…
أطلقت سيفي من الغمد بيد واحدة،
لكن لم أستطع خداعهما.
تبادلا المواقف،
وتناوبا الدفاع والهجوم بمهارة لا تُكسر.
**
همست لنفسي:
“حسنًا… لم أرغب باستخدامها مبكرًا.”
فعلتُ المانجيكيو .
واستخدمت قدرتي: صدى اللحظة.
**
توقّف الزمن.
الهواء تجمّد…
الغبار توقّف…
حركة الجفن لدى أحدهما تجمّدت في منتصفها.
**
لكني رأيت ذلك…
الاثنان تحرّكا… ببطء.
عيونهما اتسعتا.
استشعرا الانقطاع.
**
الأول تجنّب سكينتي،
الثاني حاول الاستدارة.
حتى في الزمن المتجمّد… كانا يقاومان.
**
صرخت داخليًا:
“لا وقت!”
سحبت التشاكرا من القلب مباشرة،
وفعلت الرايكيكي.
تشاكرا البرق انفجرت من جسدي،
واخترقت الجلد والهواء والوقت.
**
اندفعت إليهما،
وقطعتهما في نفس الثانية.
•
عادت الحياة فجأة…
الهواء تحرّك، الجدران اهتزّت، وصرخة برق دوّت في الممر.
سقط الأول،
ثم الثاني…
كلاهما محترق، أجسادهما تتفحم ببطء.
**
وقفت بين الجثتين.
تنفسي ثقيل.
ركبتيّ على وشك الانهيار.
**
لكن نظري كان على الباب…
الذي انفتح.
“غرفة الأسرار…”
همست،
ودخلت دون أن ألتفت.
⸻
دخلتُ الغرفة.
الهواء فيها كان راكدًا… لا حركة، لا صدى،
كأن الزمن نفسه توقف احتراما لما خُزّن هنا.
رفوف خشبية، مظلمة اللون،
ترتفع حتى السقف، وعلى كل منها لافتات محفورة بخط دانزو نفسه:
[خلايا هاشيراما] – [الأنبو] – [الجذر] – [الكاجي] – [القرى] – [الأوتشيها] – [الهيوجا] – [باقي العشائر] – [السانين] – [اختبارات مستقبلية]
كل رفّ… تاريخ مدفون.
كل ملف… شاهد قبر لشخص لم يُدفن أبدًا.
**
بدأت بخلايا هاشيراما.
سحبت الملف الأول، قرأت:
“التجربة رقم 1 – فشل.
التجربة رقم 53 – فشل.
التجربة رقم 109 – فشل تام.
التجربة رقم 290 – فشل، تشوه خلوي وانهيار مضيف.”
كأنني أقرأ كتاب موت مفتوحًا، صفحة صفحة.
**
تركتها…
وذهبت إلى الرف الذي شدّ نظري.
[الأوتشيها]
سحبت ملفًا مكتوبًا عليه اسم واحد:
“كاجامي أوتشيها”
**
انقبض قلبي.
فتحت الملف…
أول سطر:
“الوضع: ميت.
السبب: تم إخفاء كافة التفاصيل عن موته.
الجهة المسؤولة: سرية – دانزو شخصيًا.”
شهقت همسًا، همسة بلا هواء:
“سينسي…”
•
تابعت القراءة،
رأيت تفصيلًا تقنيًا عن عينيه:
“العين الأولى: محفوظة، مستعملة.
العين الثانية: مفقودة – يُعتقد أنها انتقلت إلى تلميذه: سامورو.”
ثم سطر تحت ذلك مباشرة:
“أقارب محتملون بالدم:
يارا – إيزونا – فوكاجو.”
•
أغلقت الملف ببطء،
وسحبت لفافة من ردائي،
وختمته داخلها دون كلمة.
**
واصلت المرور… حتى استوقفني ملفٌ آخر.
“يارا.”
لم أقاوم.
فتحت الملف،
وقرأت:
“الوضع: حية.
العيون: الشارينغان، لم تتحول إلى مانجيكيو بعد.
الارتباط الاجتماعي:
سامورو – ميناتو – كوشينا.
العملية: مراقبة التطور، لم يُفعّل الجين وراثيًا بعد.”
صوت تمزّق داخلي لم يخرج…
لكنني شعرت به.
**
ثم… رأيت الملف الأخير.
“هاتاكي”
جعلت قلبي في مكانه وفتحت الغلاف.
ثلاثة أسماء:
“ساماكو – الخطة: قتل، تحفظ أمني.
سامورو – الخطة: قتل، تصنيف خطر نهائي إذا تجاوز الحد.
كاكاشي – الخطة: تجنيد مستقبلي، مؤهل لاختبارات الدم النقي.”
•
سحبت نفسًا…
ولم يخرج.
جمعت كل الملفات.
واحدة تلو الأخرى،
ختمتها بدم إصبعي داخل لفائف مخصصة.
وضعت اللفائف داخل الرداء،
ثم وقفت.
لم أتكلّم،
لم أغضب…
لكن شيئًا في داخلي تغيّر.
**
غادرت الغرفة.
لم أُغلق الباب خلفي،
فالذي اكتشفته…
لن يُغلق داخلي أبدًا.
⸻
مررتُ بالممرات العميقة للمقر.
رائحة الدم لم تعد تزعجني…
لكن ما تسلّل من خلف الباب الصلب كان مختلفًا.
كانت رائحة “ألم”.
باب فولاذي، غير مؤرشف،
لا يحمل اسمًا…
بل ختماً مُشوّشاً كما لو أنه أراد أن يُمحى.
وضعت يدي عليه…
وفتحته.
•
الهواء ثقيل.
الأرض مبلّلة… ليست ماء.
الجدران مغطاة بأنابيب،
وأجهزة بدائية تعجز حتى عن الإبقاء على نبات حي.
لكنهم لم يُستخدموا على نبات.
•
كانوا أطفالًا.
ثمانية، أو ربما عشرة.
أجسادٌ صغيرة، مربوطة بأسلاك،
عيون مفتوحة،
لكن لا أحد منهم ينظر.
•
بعضهم كان نائمًا…
أو فاقدًا للوعي.
آخرون يبكون بلا صوت.
البكاء لا يُسمح به هنا.
•
رأيت صبيًا لا يتجاوز السادسة،
كان نصف جسده مغمورًا في سائل داكن،
وعلى رأسه خوذة معدنية تُفرغ شحنات برق على فترات.
فتاة بجانبه…
كانت ذراعها مغطاة بقشور خشبية،
“خلايا هاشيراما”،
لكنها كانت تبكي وهي تنظر إلى يدها كأنها تشاهد وحشًا نبت من جسدها.
•
تجمّدت.
لم أستطع الحراك.
حتى نبضي، شعرت أنه تباطأ ليواكب صدمة عينيّ.
كان بإمكاني قتل عشرين مقاتلًا في الظلام دون أن يرمش لي جفن.
لكن رؤية هذا…؟
شيء في داخلي انفجر بصمت.
•
تمتمت همسًا،
كأن روحي تتكلم دوني:
“دانزو…
لم تكن قائدًا…
كنت جزارًا.”
**
اقتربت من أحد الأجهزة.
كان هناك زرٌ صغير يُغذّي الخطّ السائل في عروقهم.
ضغطته.
وواحدًا تلو الآخر،
انطفأت الأجهزة.
**
نزعْتُ القناع.
جلستُ على ركبتيّ أمام أحد الأطفال،
وكان يُحدق في السقف ببرود ميّت.
لم ينظر إليّ.
لكنني همست له:
“سامحني… لم آتِ أبكر.”
**
غادرت الغرفة،
وتركت خلفي جريمة لا تُغتفر…
لكنني أقسمت، بصمت،
أنها… لن تتكرر.
⸻