من

منظور

دانزو

شيمورا

كان الهدوء يعمّ قاعة القيادة السفلية.

لا صوت يُسمع سوى حفيف الورق حين أقلبه،

ورنين أنفاسي الثابتة بين الجدران الحجرية.

الظلال تُحيط بي من كل جانب،

والضوء المتدلّي من المصباح الوحيد يُلقي خطوطًا طويلة على الأرض…

كأنها تماثيل صامتة لحكمي.

وإذ بالباب يُفتح فجأة،

بلا طرق.

دخل أحد رجال الجذر،

راكعًا على ركبتيه،

ورأسه مطأطأ حتى الأرض.

قال بصوت مختنق:

“دانزو-ساما… اغفر تدخلي…

هنالك طارئ.”

رفعت عيني إليه ببطء،

وصوتي خرج هادئًا… لكن يحمل سُمًّا:

“ما الأمر؟”

أجاب دون أن يرفع رأسه:

“تسلّل مجهول إلى المقرّ الداخلي، الطابق الخامس تم تطهيره بالكامل.

جميع فرق الحراسة… أُبيدت، يا دانزو-ساما.

العدوّ يتقدّم… ولم يترك خلفه أحدًا حيًا.”

صمتُ برهة.

ثم قلتُ بنبرة حاسمة:

“استدعِ توكو من عشيرة أبورامي…

وشين من عشيرة إينوزوكا.

أرسل إليّ أبناء الظلال الحقيقيين.”

انحنى حتى التصق جبينه بالأرض:

“حالًا، دانزو-ساما.”

ثم انصرف راكضًا، لا يجرؤ على النظر خلفه.

أغمضت عيني لوهلة،

كأنني أستمع لصوتٍ لا يسمعه غيري.

ثم تمتمت:

“الريح بدأت تهبّ…

لكنّ الشجرة التي أسّستها…

لن تُقلع بسهولة.”

ثم فتحت عيني،

ونظرت إلى الزاوية حيث لا يصل الضوء،

وقال صوتي، دون أن أتحرّك:

“تهيّأ.”

من داخل الظل… جاء الجواب:

“كما تأمر، دانزو-ساما.”

ما من شيء تغيّر في هذا المقر منذ عشرين سنة.

لا الممرات، لا الجدران، لا البرد الذي لا يُفارق،

ولا الطاعة المطلقة.

كنت أجلس على مقعدي الحجري،

أنظر إلى الخرائط والأوامر المعلقة أمامي،

أنظّم… أخطّط… أُدير الظلّ من داخله.

كل من في الغرفة كانوا صامتين،

ينتظرون بصري، كأنّه ضوء الوجود لهم.

حتى فتح الباب.

لا، بل انكسر الصمت من دون صوت.

لم أسمع طرقًا… لم أشعر بتشاكرا…

بل رأيت ظلًا يتمدّد في الأرض،

يبتلع نور المصباح الواحد…

ويُسكت الهواء.

دخل بخطوات خفيفة.

**

شاب طويل…

شعره فضّي،

يرتدي قناعًا دوّاميًا يغطي نصف وجهه،

لكن عينه الوحيدة… كانت سكينًا تمشي على قدمين.

شعرتُ بشيء.

بشيء لم أشعر به منذ شبابي…

ارتجف قلبي.

ليس مجازًا…

بل فعلًا.

ارتجف قلبي في صدري.

ارتجفت اكتافي شاهد الموت امامي

لثانية شعرت أنني عارٍ أمامه.

أن جلدي لم يعد يحميني…

أن جسدي يعرف مصيره قبل عقلي.

ثم سقطت نية القتل على الغرفة.

ارتجف الجميع احسست بالرعب احسست اني في مواجهته الموت

احتست بالريح

بل… زلزال صامت .

أزاح الهواء من صدري،

وخلخل الجدران من داخلها.

رجالي…

من درّبتهم على أن يموتوا لأجلي دون سؤال…

رأيتُ في عيونهم شيئًا لا يجب أن يكون:

الخوف.

بل أكثر… الرغبة في الهرب.

ما هذا؟

من يكون هذا الكائن؟

بدأت أفكّر:

شعر فضّي؟

قوة بهذا المستوى؟

…ساكامو؟ لا… لم أتحرّك ضده بعد.

لكن هذه الحركة… الهراشين؟!

فجأة اختفى.

وظهر… خلفي.

قالت روحي:

“هذا هو.”

صرخت دون تفكير:

“سامورو!”

ركلني.

أقسم أنني لم أرَ الحركة.

صدّيت الضربة، بالكاد،

قبل أن تنفجر الغرفة بحركة رجالي،

يتقدّمون نحوه… كسيل من السيوف.

لكنه لم يتحرك.

هم من سقطوا.

ذُبحوا كالدجاج.

كأن كل واحد منهم لم يكن سوى رقم على ورقة.

طعنة، شق، انفجار برق…

والأرض امتلأت بجثثٍ مألوفة.

رأيت أحدهم يُقطع من الخلف وهو يصرخ.

الثاني حاول أن يفرّ…

لكنه لم يصل حتى الباب.

**

بقي اثنان.

اثنان من أقوى رجالي.

لكن حين رأيتهما يتراجعان…

فهمت أن المعركة انتهت قبل أن تبدأ.

شعرت بنيّة قتل ثانية.

لكنها لم تكن مثل الأولى.

بل كانت… نهائية.

كأن كل هذا… لم يكن سوى تحذير.

كأن ما مضى… هو العرض.

أما الآن… فالعقوبة.

تمسّكتُ بآخر سلاحٍ في جعبتي.

مددتُ يدي ببطء،

وفككت الضماد عن عيني.

“كاجامي…”

أظهرت المانجيكيو التي سرقتها منذ سنين.

تشاكرا انفجرت مني،

وحاولت أن أستعيد هيبتي.

ضحككك ضحكك لمده دقيقيتن ولم يتسطتع احد منا ان يتجراء ويهاجمه الى ان تحولت الى جنون

هدأ المكان فجأة.

لكن لم يكن هدوءًا طبيعيًا.

شعرتُ بشيء يخترق رأسي،

كأنني رأيتُ… لمحة من المستقبل.

من عيني كاغامي

موتي.

رأيت موتي.

صرخت:

“اقتلوه!!!”

لكن لا أحد تحرك.

لأنهم كانوا… معلّقين في الهواء.

رجالي،

جسومهم ثابتة كأنّهم صور…

أطرافهم ممدودة، أنفاسهم متوقفة.

والزمن… مات.

أما هو…

فمشى.

خطوة… خطوة.

طعنه بطعنه

قتل رجالي بقي فقط انا وهو

**

رأيت الشينيغامي.

رايت الموت رايت نهايتي

ليس تشبيهًا…

بل حقيقة.

كان يسير نحوي، وسيفه في يده.

لم يصدر صوتًا…

لكن الأرض كانت تتشقق تحته في رأسي.

حاولت أن أتحرّك بل قاتلت لاتحرك

لكن لم أستطع لم اكف عن المحاوله

جسدي… خانني وانصاع لامره

وقف أمامي وكانه اله يتحكم بالزمن

نزع قناعه.

رأيت عينه…

مانجيكيو تنزف دمًا كأنها تبكي العالم.

رايت عقوبه هذي القوه

همس:

“سأسترد هذه العين… فهي لا تخصّك.”

ثم…

أدخل إصبعين في وجهي.

ولفها وقطع جميع ما يصل العين بجمجمتي

شعرت بشيء اخترق جمجمتي.

أردت أن أصرخ… حاولت ان اصرخ لم استطتع

أراد لساني أن يتحرك… لكنه مُنع.

أراد قلبي أن يتوقف… لكنه أُجبر على النبض.

انتزع العين.

ووضعها في زجاجة.

ثم قال:

“حتى لو كنت صديق كاجامي…

أحتاج إلى نورك، قوتك، دمك، سلالتك.”

ارتجفت.

سمعت صوتًا في داخلي:

“هذا ما قلته لكاجامي قبل أن تُزهق روحه.”

هل… كان سامورو هناك؟

هل سمعني؟

هل رأى؟

هل تذكّر؟!

رفع السيف.

قطع قبضته يدي

"اااااااااا"

لكن لم يخرج

نظري اصبح اضعف انفاسي توقفت لكن الالم استمر

استمر الالم

لكن الزمن لم يتحرّك.

لم يسقط الدم.

لكن الألم… كان لا يُطاق.

**

رفع السيف

قطع يدي كامله من الكتف

شعرت باللحم ينفصل عن العظم.

شعرت بالم تمنيت الموت تنميت ان استطيع ان اتكلم

ثم تكلم

وقال

"من انت "

ثم رفع سيفه مره اخره

ثم ثم قطع رجيل

فجأة لم أعد أثق بكوني كائنًا حيًا.

اصبح لا شي

اكمل

"انت لا شي ،كنت لاشي"

ثم…

طعني في صدري، مزّق رئتي،

تمنيت الموت اردت ان اترجاه ليقتلني

اردت الموت اكثر من الحياه

"فا اصبحت لا شي"

ثم قطع لساني.

توسّلت.

لا بصوت…

بل بكامل كياني.

“اقتـلـني… فقط اقتـلـني.”

لكنه همس:

“المهمة: قتل الجرذ… تمّت.”

ثم اختفى.

سقطت.

الدم ينزف من كل مكان.

أنفاسي تتقطّع… كأنها حديد ساخن داخل حلقي.

كل نفس سيف يطعن صدري

لم اعد احس بيدي ولا برجلي

حاولت التحدث لكن حتى عندما استمر الزمن

لم استطتع

الظلام يزحف…

اردت الظلام اردت ان ياخذني

لكنه لا يأخذني.

تمنيت الموت.

لكنّه رفضني.

صرخت بداخلي:

خفت خفت من الموت لم ارد الموت ليس بعد

صرخت بكل قوتي

"سامرووووووو"

لكن لم يخرج صوت

سامورو…

سامو—

الظلام.

2025/05/14 · 25 مشاهدة · 993 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025