قال دون أن يلتفت إليّ:
“أمامك دقيقة، سامرو.
فإن لم تُقنعني… لن تُغادر.”
•
تقدّمت حتى منتصف الدائرة، وقفت بثبات،
ثم قلت بصوتٍ هادئ، خالٍ من كل المجاملات:
“أريد حلاً لعيني.”
•
ساد الصمت.
الهواء نفسه بدا وكأنه توقف عن الحركة.
حتى الظلال على الجدران… توقّفت عن التمايل.
•
لم يجبني.
لكنني لم أحتج الجواب.
رأيت ما يكفي من التوتر في وقفته،
في الطريقة التي أمال بها رأسه… وكأنه يحاول رؤية وجهي دون أن يُظهر اهتمامه.
•
أخيرًا… نطق.
“ولماذا تطلب ذلك من الميزوكاجي؟
أتظن أننا مستشفى؟”
•
قلت، ونظري لا يُفارق عينه الوحيدة:
“أنا لا أطلب من الميزوكاجي.
أنا أطلب من الذي يتحكم به.”
•
في لحظة، لم تتغير ملامحه،
لكن شيئًا خفيًا في الغرفة اختنق.
كأن كل نقطة في الضباب سقطت فجأة.
•
قال بصوت مختلف… أعمق… أبرد:
”…توقعت هذا منك.”
•
ثم تابع:
“وما المقابل؟”
•
رفعت يدي، وأخرجت نفسًا عميقًا:
“مرة واحدة فقط.
سأرد لك معروفًا…
في الزمان والمكان الذي تختاره.”
•
ضحك.
ضحكة خافتة، لا تحمل سعادة، بل تهكّمًا.
“تظن أنك تفاوضني؟
تظن أنني أحتاجك؟”
•
أجبته مباشرة:
“بل أعلم… أنك لا تترك أوراقك تسقط إن كانت قادرة على الطيران.”
•
سكت للحظة.
ثم مال إلى الأمام قليلًا، وقال:
“حسنًا إذًا… ما هي الشروط التي تظن أنك قادر على فرضها عليّ؟”
•
“ثلاثة شروط.”
قلت.
“أولًا: لا أقتل من لا يستحق القتل.”
“ثانيًا: لا أؤذي كونوها.”
ثم صمتُّ لحظة…
قبل أن أنطق الثالث:
“وثالثًا… ألا تقترب من الكيوبي.”
•
ما إن قلتها… حتى تغير كل شيء.
•
لم يكن صمتًا.
بل خنق.
حتى الجدران… شعرتُ بها تنقبض.
والهواء صار أثقل من الرصاص.
•
رفع رأسه ببطء،
وتكلّم بصوت لا يشبهه:
”… الكيوبي؟”
•
رأيته الآن.
الذي يتكلم… ليس الميزوكاجي.
ولا حتى مجرد شينوبي.
بل… مادارا.
•
“من أخبرك؟” سأل.
•
أجبته وأنا أرفع رأسي بثقة:
“أنت.
حين ظننت أنني لا أراك.”
•
الهدوء عاد… لكن ليس كما كان.
بل كهدوء العاصفة قبل الانفجار.
مادارا الآن… لم يكن غاضبًا.
بل أصبح مهتمًا.
•
وكنت أعلم…
هذه بداية الصفقة الحقيقية.
⸻
ممتاز! نكمل الآن بناء المشهد بعد أن قال سامرو شروطه الثلاثة (وأهمها: ألا يقترب من الكيوبي)، وقدم عرضه الجدّي بجلب كيوبي آخر، ثم نصل للحظة قرار مادارا الحاسم.
سأكتب الجزء التالي من المشهد بأسلوب رسمي، فخم، وساخن بالحوار والقوة، مع إظهار احترام متبادل مشوب بالخطر.
⸻
من
•
ساد الصمت بعد جملتي الأخيرة.
لا تهديد… لا مزاح… لا ضغط.
طلب بسيط… مقابل وعدٍ أثمن من الذهب.
•
رأيت مادارا يُفكر.
لكن ليس كأي خصم…
هذا الرجل لا يسأل “هل
بل يسأل “هل
…
•
وأخيرًا، خرج صوته:
“حسنًا، يا سامرو…”
•
العبارة وحدها كانت كافية لأن تُربك أي مقاتل.
لكنني بقيت واقفًا.
•
أكمل بنبرة لا تخلو من الحذر:
“مقابل شُروطك الثلاثة…”
“أقبل عرضك. وسأوفي بوعدي.”
ثم صمت للحظة، قبل أن يُكمل:
“لكن شَرطي… سيكون واضحًا.”
رفعت حاجبي.
•
“تلميذ جيرايا…”
“ذلك الفتى ذا الشعر القرمزي…”
“احمه.”
•
توقفت.
كنت أعلم عن من يتحدث.
ناغاتو.
•
“أريدك أن تحميه. ترقبه.
فإن اقترب منه أحدهم قبل أن يحين وقته… اقتله.”
•
أجبت ببساطة:
“إن كان الشرط حمايته… فهو ضمن الشروط التي أتحملها.”
“اتفقنا.”
•
**
هكذا… تمّت الصفقة.
**
أغمضت عيني لوهلة.
في هذا الظل…
وُقّع على مصير ما سيأتي.
⸻
الضباب خلفي.
والماء لا يحمل أثري.
تركت قرية كيري كما دخلتها…
بلا صوت، بلا توقيع،
لكن هذه المرة… أحمل شيئًا أثقل من كل ما جئت به.
•
على بعد بضع خطوات من الغابة الخارجية،
ظهر من بين الأشجار ظلٌّ أسود يتسلّل كما لو أنه لم ينتمِ لهذا العالم.
زيتسو.
لكن ليس الأبيض.
•
قال بصوته المليء بالحقد،
ذلك الصوت الذي لا يشبه البشر، بل يشبه ما قبل البشر:
“أمرني مادارا أن أسلّمك هذا.”
ثم مدّ يده…
وما فيها لم يكن مجرد شيء.
كانت مخطوطة قديمة، مظلمة، مُغلقة بختم دموي.
قال دون أن يشرح:
“فيها خلية مستخرجة من زيتسو الأبيض.
ليست قوية… لكنها مستقرة.”
ثم ابتسم – إن كان يُجيد الابتسام:
“ازرعها. الآن.”
•
لم أتكلم.
أخذت المخطوطة،
وغبت في الغابة حتى وجدت كهفًا خفيًا، لا يصل إليه إلا من يعرف كيف يُغلق فمه.
•
أشعلت نارًا صغيرة.
فتحت لفافة الأدوات.
سيفي، قناني الماء، أدوات خياطة الجروح…
وكوناي واحدة، جديدة.
فتحت المخطوطة.
ورأيتها.
قطعة صغيرة – رمادية مائلة للخُضرة – تنبض ببطء.
وكأنها ليست ميتة.
بل تنتظر أن تتغذى.
•
جلست. نزعت ردائي.
وكشفت عن الجانب الأيسر من بطني.
تنفّست ببطء.
ثم غرست النصل.
**
الدم… أول ما خرج.
لكني كنت مستعدًا.
أخذت جزءًا من الخلية عبر ختم حيوي بسيط،
ثم أدخلته داخل الجرح…
وأغلقته بسرعة بالخيط.
لكن…
**
في اللحظة التي لامست الخلايا جلدي من الداخل،
شعرتُ به.
نار.
لا… عاصفة من الخلايا تمزّقني من الداخل.
•
بدأت تلتهمني.
كأنها لا تريد الاندماج… بل الهيمنة.
**
تراجعت للخلف.
ارتجفت يدي.
صرخت… لا بصوت، بل بعيني التي كادت تنفجر.
•
هل كانت هذه خدعة؟
هل سلّمني مادارا سُمًّا يقتلني ببطء؟
لكنه… كان يقدر على قتلي أكثر من مرة.
في كيري… في الماضي… حتى في البداية.
•
لا، هذا ليس فخًا.
بل جسدي… ليس جسد أوتشيها نقي.
**
الآن… المعركة داخلي.
**
أغمضت عيني.
بدأت أتحكم بتدفق التشاكرا حول موقع الخلية.
أرغمتها على الانكماش.
حبستها في مجال كأنني أضع سيفًا على عنقها.
•
كل دقيقة تمرّ،
كنت أفقد وعيي…
وأسترجعه.
أفقد السيطرة…
وأستعيدها.
•
مرّت ساعات.
وفي النهاية…
فُتِحَ الباب.
•
الشاكرا التي أحسست بها ليست كما كانت.
بل أوسع. أعمق. أنقى.
ليست نارًا، بل تيار.
جسدي ارتجف.
لكن هذه المرة… ارتجف استعدادًا.
•
العملية… نجحت.
•
**
نظرت إلى يدي.
ثم أغلقت عيني.
الضوء لم يعد مؤلمًا.
والظلام لم يعد خانقًا.
أنا الآن…
شيء جديد.
⸻