كان الغروب قد بدأ يسحب أشعّته من فوق ساحة التدريب الخاصة بقصر الهاتاكي، حين جلس سامرو أمام تلميذَيه الصغيرَين، كاكاشي و أوبيتو .

كانت الريح ساكنة، والشاي قد فتر.

رفع سامرو عينيه نحو كاكاشي، وسأله بصوت هادئ:

“أين ميناتو؟”

أجاب كاكاشي بثقة معتادة:

“في مهمّة خارجية… قال إنه من المبكر أن أرافقه.”

أومأ سامرو قليلاً، ثم نظر نحو أوبيتو وقال:

“أوبيتو… بما أنك أنهيت تدريب تسلّق الشجرة، سننتقل للمرحلة التالية من ضبط التشاكرا.”

تأفف أوبيتو، وصرخ:

“تشاكرا؟ مرة أخرى؟ ألا يوجد شيء أقوى؟!”

ضحك سامرو، ثم فرك شعره بخشونة:

“لا تقلق… كلما صبرت، حصلت على ما يفوق توقّعك. لكن لكل شيء وقته.”

ثم استدار إلى كاكاشي وقال بصوت أعمق:

“كاكاشي… لقد بلغت السادسة مؤخراً، أليس كذلك؟”

رفع كاكاشي حاجبه قليلاً، ثم أومأ.

ابتسم سامرو، ونهض ببطء واقفًا.

“لقد وعدتك بهدية… وها قد حان وقتها.”

مدّ يده إلى لفافة صغيرة على الطاولة، فتحها، لكن لم يكن بداخلها سلاح هذه المرة…

بل كان رسمًا تفصيليًا لتدفق التشاكرا عبر الجهاز العصبي…

وكانت هناك خطوط دقيقة، بنفسجية اللون، تُظهر مسارًا غريبًا لتقنية لم تُدرّس من قبل.

قال سامرو وهو يطوي الورقة:

“ما سأعلّمك إياه… ليس موجودًا في كتب النينجا.”

“تقنية اخترعتُها بنفسي… بعد سنوات من الفشل.”

اقترب من كاكاشي، وركع أمامه، وضع يده على كتف الطفل.

“اسمها: البرق الأرجواني.”

فُتح فم أوبيتو من الدهشة، أما كاكاشي فبقي صامتًا، لكن حدقة عينه اتسعت قليلاً.

قال سامرو وهو يشعل شرارة صغيرة على أطراف أصابعه:

“هذه ليست كالتشيدوري… لا صوت فيها.

سريعة… صامتة… وقاتلة.”

ثم اقترب أكثر، وركّز إصبعه على الأرض…

انطلقت نبضة برق أرجواني من تحت قدميه، ومرت كشعاع طيفيّ عبر التربة، دون أن تصدر سوى فحيحٍ

خافت.

قال سامرو بابتسامة:

“إن أتقنتها… لن تحتاج لكلمات في القتال.

ستُصبح صاعقةً تمشي على الأرض.”

ثم سلّم لفافة صغيرة لكاكاشي، ختم عليها ختمًا شخصيًا من عشيرة الهاتاكي.

“هذا تدريبك السرّي… لا أحد غيرك يتعلّمه.

فقط أنت… وأنا.”

وقف، ثم مسح على رأسه:

“أوبيتو…”

رد هذا الأخير بغيرة واضحة:

“نعم، سينسي؟”

قال سامرو مبتسمًا:

“عندما تصير جدّيًا… سأصنع لك شيئًا يليق بك.”

صرخ أوبيتو:

“أنا جاد! أقسم أني جاد!!”

ضحك سامرو وتركه يصرخ، بينما عاد للجلوس بهدوء.

أما كاكاشي… فقد ظلّ صامتًا، يحدّق في البرق الأرجواني الذي لا زال يتوهّج على الأرض.

في باحة خلفية لقصر الهاتاكي، حيث أشجار الكرز تطلّ بخجل على سطح بحيرة صغيرة ساكنة، وقف كاكاشي وحده،

عيناه مصوبتان نحو أصابعه، وذراعه ممدودة أمامه.

شرارة.

ثم اختناق في التدفق.

صرّ على أسنانه… حاول مجددًا.

برق أرجواني خافت… لكنّه تلاشى قبل أن يلامس الهواء.

**

كان وحده منذ الفجر.

سامرو أعطاه التقنية… لكنه لم يعطه المفاتيح.

فهمَ أن الأمر يعود إليه ليُثبت أن يده قادرة على احتواء هذا النوع من البرق.

لكنه لم يكن وحده في الساحة… فبعيدًا على طرف البحيرة،

كان أوبيتو يتخبّط وسط المياه، ساقاه تغوصان تارة، وتثبتان تارة أخرى.

وقف سامرو على الصخور، يراقبه بهدوء، ويده خلف ظهره.

قال أوبيتو وهو يقفز محاولًا الاتزان:

“آآآآآآه!! كم مرة سأسقط؟!”

رد سامرو، دون أن يغيّر نبرة صوته:

“إلى أن تتوقف عن اعتبار هذا تدريبًا… وتبدأ باعتباره نجاتك.”

سقط أوبيتو مجددًا، هذه المرة كان غاضبًا.

“أنا أحاول!! على الأقل علّمني شيئًا من البرق الأرجواني! مثل كاكاشي!!”

سكت سامرو، ثم استدار نحوه.

اقترب منه حتى وقف عند حافة الماء، ثم قال:

“أخبرك شيئًا، أوبيتو…”

رفع عينه إليه متعبًا:

“إذا استطعت أن تقف على الماء دون أن تسقط، وتبقى ثابتًا دقيقةً واحدة…

سأبدأ معك تدريب تقنية من الرتبة S.”

فتحت عينا أوبيتو على اتساعهما:

“حقًا؟! وما اسمها؟!”

قال سامرو وهو يبتعد:

“سيفي الأول :سيف الوهم.”

تجمّد أوبيتو، ولم يفهم.

سأل:

“سيف الوهم… هو تقنية؟”

ضحك سامرو بخفة وقال:

“كان سيفًا… لكنه كبر في داخلي حتى صار أسلوب حياة.”

ثم أشار بيده:

“لكنك لن تلمسه قبل أن تتقن الوقوف على سطح هذا الماء.”

نظر كاكاشي إلى المشهد من بعيد.

فهم الأمر.

كان سامرو لا يعطي التقنيات… بل يبني النفوس أولًا.

ثم همس لنفسه:

“سأجعل هذا البرق يطيعني… حتى لو احترقت أصابعي.”

وهكذا،

بين ماء لا يثبت تحت الأقدام،

وبرق لا يطيع إلا القلوب…

بدأت رحلة التلميذين،

تحت عين ذلك الذي جُرِح أكثر مما يُحكى… لكنه يزرع ما لم يُكتَب بعد.

كنت أراقب الماء.

لم يكن ماءً عاديًا، بل انعكاسًا لصبرٍ يتم اختباره كل يوم.

أمام البحيرة، وقف أوبيتو فوق سطح الماء، قدماه ترتجفان، حاجباه ينعقدان، وقميصه مبلل من محاولاته الفاشلة.

لكنه… هذه المرة… ثبت.

لمدة دقيقة كاملة.

ابتسمت.

ما كنت لأقول له ذلك بصوتٍ عالٍ.

لكن رؤيته يقف فوق سطح الماء، متوازنًا بعد أسبوعٍ من السقوط، أمرٌ يستحق أن يُحتفل به.

كان الطفل مزعجًا، فوضويًا، كثير الصراخ…

لكنه يمتلك ما لا يمتلكه الآخرون: عزيمة عنيدة.

**

صرخ أوبيتو بفخر:

“هاه! رأيت هذا يا سينسي؟!

أنا أقف على الماء! أنا عبقري! يجب أن تكتب هذا في لفافات التاريخ!”

كتمت ضحكتي. اقتربت، أومأت له:

“حسنًا… حسنًا، عبقري البحيرات. أنت الآن…”

فجأة التفتُّ خلفه وقلت بنبرة مصطنعة:

“أوه… رين؟ مالذي أتى بك؟”

كان كل ما احتجته.

فقد أوبيتو توازنه في لحظة، التفت سريعًا، لم ير شيئًا، ثم…

بلل كامل.

**

وانفجرتُ ضاحكًا.

لم أضحك منذ زمنٍ هكذا.

ضحكت لدقيقتين متواصلتين، حتى شعرت أن قلبي يتذكّر أنه لم يمت.

**

صرخ من الماء:

“أيها المخادع!! كانت حيلة رخيصة!!”

أشرت له وأنا أضحك:

“لا تحتسب. أعدها. رين لم تكن هنا.”

رغم الغضب في وجهه، عاد ليجرب… ونجح.

وقف مجددًا، بثباتٍ لا تشوبه رعشة.

قال وهو يحاول كتم ابتسامة انتصار:

“الآن، سينسي… أريد التقنية من الرتبة S.”

نظرت إليه طويلاً، ثم تنهدت.

اقتربت منه، وقلت بنبرة منخفضة، تحمل شيئًا من الاحترام:

“حسنًا… لكنها ليست تقنية سريعة التعلّم.”

“اخترعتُها في ثلاث سنوات، خلال حرب لا ترحم…

أنت ستتعلّمها في سنة ونصف، على الأقل، مع بعض النينجتسو الأساسي.”

حدّق بي بعينين واسعتين، وأومأ.

قلت بعدها:

“سأقسّم تدريبك إلى ثلاث فئات:”

“كينجتسو، على طريقة الهاتاكي. سيف، صمت، دقة، إنهاء.

"غينجتسو، على طريقتي. الوهم فن، والمعلومة سلاح.”

“الاشتباك مع كاكاشي كل يوم… نهاية كل تدريب.”

رفعت إصبعي محذّرًا:

“لكن… لا يُسمح لك باستخدام النينجتسو أو أي قدرة إضافية. فقط ذكاؤك وسرعتك ضدّه.”

**

كاكاشي ظهر من خلف الأشجار، كما لو كان يعلم أن اسمه سيُذكر.

اقترب، وقال بهدوء:

“كم تتوقع أن يصمد أمامي، نيسان؟”

قلت بلا تردّد:

“بدايةً؟ عشر ثوانٍ.”

نظر إليّ أوبيتو بصدمة، ثم صرخ:

“سينسي!!!”

قلت بابتسامة ساخرة:

“لكن بعد سنة… قد تصمد أكثر من عشر دقائق.

وقد تفعل ما هو أكثر من ذلك…”

أشعلت إصبعي بالبرق الأرجواني، ثم اختفى الوميض.

“إن لم تمت… ستكون الأفضل.”

2025/05/14 · 31 مشاهدة · 1027 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025