كانت الشمس في منتصف السماء،
وساحة التدريب الثالثة تشهد صيفها المعتاد:
الحرارة تلسع الأرض، والعرق ينزلق من الجباه قبل أن يبدأ القتال حتى.
سامرو جلس في ظلّ الشجرة، متكئًا على جذعها،
عصا شاي باردة بين أصابعه، ووجهه بلا تعبير.
**
كاكاشي يقف بثبات،
حركة جسده هادئة، غير متحفزة… لكن عينه تفترس.
أوبيتو يقف أمامه، أنفاسه عميقة، عضلاته مشدودة،
لم يعد الطفل المتسرّع نفسه،
بل مقاتل صغير… يتعلم كيف يصبر.
**
قال سامرو بصوت خافت:
“القتال رقم واحد وثلاثون… ابدأ.”
•
[الثانية الأولى]
أوبيتو لم يهجم، انتظر.
كاكاشي رفع سيفه قليلًا، خطوة صغيرة نحو اليمين.
•
[الثانية الثانية والثالثة]
انطلق أوبيتو فجأة،
سيفه انزلق من غمده دون صوت،
وضرب للأعلى، ثم انسحب بضربة سريعة جانبية.
كاكاشي صدّ الضربة الأولى،
وتراجع نصف خطوة.
•
[الرابعة إلى السادسة]
تبادل سريع للسيوف.
شرارات خرجت من الفولاذ،
أوبيتو تفادى ضربة، وانزلق تحت ذراع كاكاشي،
لكنه لم يوجه ضربة مقابلة.
•
[السابعة والثامنة]
كاكاشي استدار،
ضرب من فوق الكتف،
أوبيتو حاول التصدي، لكن قبضته اهتزّت.
سيفه أفلت للحظة… لكنه لم يسقط.
•
[الثانية التاسعة]
كاكاشي قفز للخلف فجأة.
أوبيتو لم يسقط.
لكن… لم ينتصر.
**
قال سامرو بصوت واضح:
“تسع ثوانٍ.”
نظر أوبيتو إليه، يتصبب عرقًا، عينه تلتمع:
“تحسّنت… صحيح؟”
رد سامرو دون أن يبتسم:
“كنت ستسقط في العاشرة… لكنك صمدت.”
كاكاشي قال بنبرة ثابتة:
“ممل… لكنك تحسّنت فعلاً.”
أوبيتو صرخ:
“ممل رأسك! سأسحقك في القتال رقم خمسين!”
سامرو أطلق تنهيدة طويلة… لكنه قالها في داخله:
“من أربع ثوانٍ… إلى تسع.
النار تشتعل… يا تلميذي.”
**
ثم نهض، وشرب آخر رشفة من شايه البارد،
وقال:
“حان وقت الدرس الجديد.”
⸻
ساحة قصر هاتاكي، بعد انتهاء القتال رقم ٣١.
كانت الشمس قد بدأت تميل نحو الغروب،
وأشعة الضوء الذهبيّة تنساب بين أغصان الأشجار…
سامرو وقف أمام أوبيتو، الذي ما زال يلهث من التعب،
لكن عينيه… لا تزالان مشتعلتين بالطموح.
**
قال سامرو بصوت هادئ، وهو يمسك بكُرة ختم صغيرة:
“أوبيتو… حان وقت الجائزة التي وعدتك بها.”
فتح الختم، فخرجت منه لفافة صغيرة مغلّفة بوشاح أسود.
مدّها إليه، وواصل الكلام:
“هذه التقنية… غينجتسو من ابتكاري.
مبني على أساسٍ بسيط جدًا،
تقنية من الرتبة D.
لكن ما ستتعلمه الآن… مصنّف في الواقع كغينجتسو من رتبة SSS.”
**
اتسعت عينا أوبيتو، وكاد أن يتكلم،
لكن سامرو رفع يده وأكمل، هذه المرة بصوت أكثر جدية:
“الغينجتسو هذا لا يُشبه أي شيء دُرّستَه في الأكاديمية.
لن ترى نسخًا… ولا وحوشًا…
بل سترى سيفك… يتغير مساره أمام خصمك.”
أوبيتو تجمّد.
**
أكمل سامرو:
“في اللحظة التي تُفعّل فيها الغينجتسو — لحظة واحدة فقط —
يرى خصمك مسارًا وهميًا لحركتك.
ضربتك الحقيقية ستأتي من مكان آخر،
لكنه سيُصدّ ما لم يحدث… وسيموت بما لم يتوقعه.”
ثم اقترب منه، ووضع إصبعه على جبهة أوبيتو:
“لكن…”
“لكن ماذا؟!”
“القوة الحقيقية لهذا الغينجتسو لا تدوم أكثر من ثانية واحدة.
واحدة فقط.
إن لم تكن سيفك أسرع من وعي خصمك…
سيعرف أنها خدعة.”
صمت قليلًا، ثم نظر في عينيه مباشرة:
“لهذا السبب… هذه التقنية لن تعمل إن لم تتقن السيف.”
**
أوبيتو بدأ يهمس:
“غينجتسو مبني على الواقع…
خداع لحظة واحدة فقط…”
أكمل سامرو بصوت أكثر عمقًا:
“لو أتقنتها، ودمجتها مع أسلوبك في النينجتسو والكينجتسو،
ستصل إلى مستوى الجونين الحقيقي.
وستبدأ رحلتك نحو رتبة الهوكاجي.”
**
قالها، ثم أدار ظهره، وأخذ بضعة خطوات بعيدًا.
لكن قبل أن يدخل القصر، التفت مجددًا وقال:
“غدًا… سأريك كيف فعلتها لأول مرة.
ومن بعد ذلك… سيكون طريقك وحدك.”
**
أوبيتو بقي واقفًا، يحدّق في اللفافة…
يده ترتجف، لكن ليس من الخوف…
من الشوق.
**
قال لنفسه، وهو يُقبّل حافة اللفافة:
“ساُجبر الجميع على رؤيتي…
حتى لو كانت ثانية واحدة… كافية لأصنع مجدي.”
⸻
⸻
ساحة قصر هاتاكي – بعد شروق الشمس بيومٍ جديد
الهواء في الصباح كان نقيًا… يلامس الجلد كأنّه يوقظ الجسد والروح معًا.
أوبيتو يقف في منتصف الساحة، ما زال يحمل لفافة الغينجتسو التي استلمها بالأمس، يحدّق بها وكأنها كنزٌ من نوع خاص.
ظهر سامرو خلفه بصمت، كما يفعل دائمًا.
**
قال بصوته العميق الهادئ:
“الآن… راقب بعينيك جيدًا، فهذا العرض لن يتكرر.”
استدار أوبيتو بسرعة، وأبعد خطوة للخلف.
“هل ستستخدم الغينجتسو الآن؟!”
“أجل… لكن هذه المرة، سأُريك كيف تبدو التقنية… إن استُخدمت في لحظتها الذهبية.”
**
في يد سامرو، سيفه الذي لم يلمع تحت الشمس… بل امتصّ ضوءها.
عينه الوحيدة تراقب هدفًا وهميًا، قطعة من الخشب وُضعت على بُعد خمسة أمتار.
**
قال سامرو بهدوء:
**“هذا النوع من الغينجتسو لا يصيب العقل مباشرة…
بل يُصيب الحواس.
يرى العدو السيف يذهب يمينًا…
لكن الحقيقة أنه جاء من اليسار.”
“الخداع ليس في الصورة فقط…
بل في اللحظة.”
**
مدّ إصبعه، ورسم ختمًا سريعًا بيده،
ومع تدفق الشاكرا، بدت عين المانجيكيو تتوهّج للحظة خاطفة.
“الآن…”
وقف أوبيتو بترقّب…
لم يتحرّك سامرو، لم يهجم، لم يتقدّم خطوة.
لكن…
في أقل من رمشة عين…
قطعة الخشب انفجرت.
**
فتح أوبيتو عينيه بصدمة:
“لـــم أرك تتحرك حتى!”
قال سامرو بصوت منخفض:
“أنا لم أتحرك من وجهة نظرك…
لكنك خُدعت.”
اقترب منه، وعاد السيف إلى غمده دون صوت.
**
“تلك هي التقنية.
إن لم تكن ضربتك أسرع من وعي خصمك…
لا تُفعّل الغينجتسو.”
أوبيتو ما زال في ذهول:
“هل حقًا… خُدعت أنا أيضًا؟!”
“كل من يشاهدها… يُخدع، حتى لو لم يكن الهدف.
لهذا السبب، لا أحد ينجو منها إن أُتقنت.”