كان الليل يلف أرض النار بردائه الأسود، والغابة الشرقية تحبس أنفاسها بانتظار ما سيُكتب بدمٍ لا يُرى، لكنه يُحسّ.

تحرّك سامورو بصمت بين الأشجار، متقمصًا هيئة الجاسوس الذي استُجوب قبل أقل من ساعة. ملامحه تنكّرت بإتقان، وطريقته في المشي، في التنفّس، وحتى في نظراته، كانت نسخة طبق الأصل لمن خانه الكلام تحت ضغط الشارينغان.

وقف أمام المستودع المهجور، بناء قديم من الخشب المتآكل، محاطٌ بالأعشاب المتيبسة، ومفتوح الباب كفخ ينتظر فريسته.

دلف بخطى ثابتة، وعيناه تمسحان الداخل سريعًا.

خمسة رجال كانوا ينتظرون. جميعهم بلا أقنعة. الوجوه مُتعبة، لكن العيون يقظة كعيون ضباع. على الطاولة أمامهم خريطة مفصّلة، ولفافات حمراء مختومة.

“تأخّرت.” قال أحدهم ببرود.

رد سامورو بصوت الجاسوس:

“نقطة التفتيش في الجنوب تأخّرت في انسحابها.”

هزّ القائد رأسه. رجل طويل، كتفاه عريضتان، وعيناه حادتان كسكينين.

“لدينا تعليمات جديدة. بعد الفجر، نغادر إلى النقطة الثانية في الداخل.”

اقترب سامورو من الطاولة، ألقى نظرة سريعة، ثم قال:

“متى سيتم التسليم؟”

“بعد أسبوع. التجمّع الرئيسي سيكون في العاصمة.”

أومأ سامورو، ثم قال الجملة المتفق عليها:

“بعض الظلال لا تختفي… حتى إن اختفى الضوء.”

لم يفهم أحدهم السياق.

لكن يارا، من فوق السطح، فهمت.

قفزت من الأعلى، سيفها مشدود أمامها، وشارينغانها تدور في عينيها.

“تحت أمر الهوكاجي الثالث… أنتم خونة للقرية!”

صرخ أحدهم:

“كمين!”

في لحظة، مزّق سامورو ختم التحوّل، وعاد إلى هيئته الأصلية، ويده تمتد إلى مقبض سيفه.

انطلقت المعركة في لحظة.

اندفع رجلان نحو يارا، فيما اقترب ثالث من سامورو، وهو يسحب نصلًا مزدوجًا.

باغته سامورو بحركة خفيفة، دار حوله، تفادى الضربة الأولى، ثم وجّه له ركلة جانبية في الكتف.

لكن الجاسوس كان من رتبة جونين، لم يسقط، بل عاد وهجم عليه بتقنية من عنصر الريح.

“فووتون: شفرة الرياح!”

خرجت شفرات خفية نحو جسد سامورو بسرعة هائلة.

رفع سامورو سيفه، وشكّل ختمًا بيد واحدة.

“رايتون: الحاجز الصاعق!”

تكوّنت ومضة برق أمامه، وامتصت الشفرات جزئيًا، لكنه تزحزح للخلف.

قال خصمه وهو يبتسم ببرود:

“أن تكون متنكرًا لا يعني أنك مستعد…”

لم يُجبه سامورو، بل أغلق عينيه، ثم فتحهما ببطء.

“سيف الوهم… المستوى الأول.”

في لحظة، انحرف الضوء داخل الغرفة، وصار الخصم يرى سامورو يخطو خطوة يمينًا، ثم أخرى يسارًا… في آنٍ واحد.

“ما هذا…؟” تمتم الجونين.

لكن سامورو كان قد اقترب فعليًا من خلفه، ووجّه ضربة نحو ركبته.

صرخ الجونين، حاول الالتفاف، لكن سامورو استكمل الضربة بعكس الحركة، وأصاب كتفه اليمنى.

“سيف الوهم لا يُهاجم الجسد فقط…” قال بصوت منخفض، “بل الإدراك.”

لكنه لم يكن قد انتهى.

أطلق الجونين عاصفة رياح أخرى، ودار بينهما اشتباك قاسٍ، استمر لدقائق.

ضربات سريعة، تفادي مميت، حركات بين الجذوع، وتقنيات تعصف بالهواء.

في اللحظة الأخيرة، بعد أن تراجع سامورو نصف خطوة وهو يلهث، قال:

“رايتون: وخز الأعصاب.”

انطلقت شرارة صغيرة من طرف سيفه نحو معصم خصمه، فشلّ العصب جزئيًا، وأسقط الجونين سلاحه.

ركل سامورو صدره وأسقطه أرضًا، ثم وضع نصل سيفه عند رقبته.

“قُلت لك… هذه النهاية.”

طعنة واحدة.

ثم صمت.

في الداخل، كانت يارا قد أنهت خصميها، أحدهما فقد الوعي، والآخر مقيد بأختام خاصة.

ميناتو أنهى خصمه بكفاءة، مستخدمًا تقنيات النقل والختم.

عاد سامورو إلى الداخل، جسده مجروح، لكنه منتصب.

قالت يارا وهي تمسح دمًا من سيفها:

“تأخّرت.”

رد:

“كان خصمي يتحدث كثيرًا.”

قال ميناتو وهو يطوي الخريطة:

“سقط قادة شبكة كومو.”

قالت يارا:

“بقي عشرون فقط.”

نظر سامورو إلى الطاولة، حيث لا تزال الخريطة مضاءة بنور المصباح، وقال:

“فلنُسقِط الأسماء… واحدًا بعد الآخر.”

2025/04/30 · 47 مشاهدة · 528 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025