⸻
قفزت نحوه، وسيفي في قبضتي.
فعلتُ “سيف الوهم”، لوّحت بالسيف من اليسار، بينما كانت صورته العقليّة تهيئه لهجوم من اليمين.
ظنّ أنه تحرّك في الوقت المناسب… لكنه لم يتفادَ شيئًا.
إلا أن كل شيء كان بلا جدوى.
“شينرا تينسي.”
انفجرت الجاذبية في جسدي.
ارتطمتُ بالأرض، أنا وميناتو، وسقطنا في اتجاهين متعاكسين.
قبل أن أستعيد توازني، شعرت بتحركه نحوي بسرعة لا تُصدّق.
“ماذا أعطيتني، يا نيمو أوتسوتسوكي…؟”
تمتمت بها…
وقبل أن تصل قبضته إلي، استخدمت ختم الهراشين.
انتقلت.
وفي اللحظة التالية… ظهر في مكاني السابق تمامًا.
رؤيتي للمستقبل بدأت تؤتي ثمارها.
“استطعت محاربته…”
همست، ثم صرخت:
“ميناتو! سأكون الطُعم — كعادتنا!”
رأيت إيماءته. انطلق فورًا.
هجمت.
مرت ومضة من رؤيتي القادمة… راوغت الضربة قبل أن تأتي.
فعلت غينجتسو سريع — وهمتُه أنني على اليسار.
ثم… ظهرت راسينشوريكن في الهواء — ميناتو هاجم.
رميت كوناي مع طائر ورقي في الأسفل.
لحظة قبل أن يُطلق الشينرا تينسي —
انتقلت.
كنت خلفه.
شحنّت سيفي بالبرق الأرجواني، وطعنته في ظهره.
صرخ.
لكنني — رأيتُ رؤيتي التالية: موتي.
ضحك… عرفت أن شيئًا لم ينتهِ بعد.
انتقلتُ فورًا إلى حيث ميناتو عبر الهراشين.
نظرتُ خلفي… رأيت الجرح في جسده، لكنه لم يكن قاتلًا.
ابتسم.
“بانشو تينين!”
جذبنا، لكنني كنت قد نبهت ميناتو.
“انتقل!”
انتقلنا في اللحظة الأخيرة.
شهقت، التقطت أنفاسي…
عيناي تحترقان… شاكراي بدأت تنفد.
لكنني لم أستطع التراجع… ليس بعد.
هنا… دخل جيرايا وأوروتشيمارو.
فعلوا استدعاءاتهم.
الضفدع العملاق والثعبان الهائل تقدما.
لكنه رفع يده، “شينرا تينسي.”
الاثنان توقفا في الجو… كأن الجاذبية طردتهما كألعاب أطفال.
لكن جيرايا وأوروتشيمارو لم يتوقفا.
تقدما، جسديهما يتحرك بإصرار… لكن—
في ومضة.
ركل جيرايا بعنف… سقط مترًا بعيدًا.
رايت المستقبل رايت اورىتشيمارو
وبسيفي الموجود في جسده اخرجه و
طعنه في أوروتشيمارو… اخترقه.
قبل تلك اللحظة، رأيت فرصتي.
أطلقت الشيدوري. .
نقلت نفسي إلى ختم موجود في نصلي
أوقفت الزمن.
ركضت.
كل شبر من الأرض كان صرخة داخلي.
“الآن… الآن أو لا!”
ثم—
دُفعت.
دُفعت!
جاذبية انفجرت في الهواء… تمكنت من ضربي حتى خلال توقيف الزمن.
سقطت، تدحرجت.
كيف؟!
صرخت داخليًا.
أوقفت الزمن… كيف فعلها؟!
هل… هل قرأ نيتي؟
هل عينه ترى المستقبل أيضًا؟
هل تجاوزني حتى هنا؟
نهضتُ، وجسدي لا يتقبل الواقع.
عيناي… نزفتا من الألم.
لكني… لم أستسلم.
⸻
نظر إليّ.
رآني مُنهارًا، لا من الإصابة، بل من الصدمة.
ثم قال بصوتٍ خافت، لكن كلماته كانت كالسيوف:
“هذه القدرة… لا تُمنح إلا للأقوى.
كيف دافعت عنها؟ ببساطة… لأنني أقوى منك.”
كأنه سلخ الأمل من صدري.
كأن كلماته كانت ختام كل عزيمة بنيتها.
هل هو… أقوى مني حقًا؟
هل بيننا هذا الفرق؟ فرق لا يُسد؟ فرقٌ لا تقفز فوقه لا الإرادة… ولا الانتقام؟
لا.
أبيتُ أن أستسلم.
لكن قبل أن أفتح فمي، قفز أمامي اثنان.
ساكامو.
و هيروزن.
لم يتكلما.
لكنني رأيت في أعينهما شيئًا لم أره من قبل:
الغضب.
غضبٌ هادئ في هيروزن…
وغضب قاتل في ساكامو، لم أره بهذه الهيئة أبدًا.
حتى تنفّسه كان كصوت الموت.
انطلق الاثنان.
ساكامو بالسيف، وهيروزن بالنينجتسو، تناغم بين جيلين من الصخر.
لكن…
لا جدوى.
كان الأوتسوتسوكي يتلاعب بهما.
يمسك سيفي… نعم، سيفي… ويتصدى لهما وكأنه يُدرب طفلين.
ثم قال، وكأنّه سئم:
“وقت اللعب… انتهى.”
“شينرا… تينسي.”
**
الانفجار التالي… رمى بنا جميعًا.
سقطتُ فوق جذع شجرة مكسور، جسدي يرتجف.
ثم فجأة—
رأيت ميناتو!
انتقل مباشرة إلى ساحة القتال، يحمل جيرايا من كتفه.
رأيت عيني جيرايا.
كانت هادئة.
كان قد فعل طور الناسك…
ودمّر داما راسينغان بيديه.
صرخ قلبي:
“افعلها! الآن!”
اندفع الاثنان.
رفع الأوتسوتسوكي كفّه…
وامتص الراسينغان كما يمتص الهواء الدخان.
كأنها لم تكن شيئًا.
ثم—
قفز.
اتجه إلى ميناتو مباشرة.
لا… لا!
صرخت بأعلى صوتي، صوتًا لم أسمعه من نفسي من قبل:
“ميناتو! انتبه!!!”
لكن في اللحظة التالية…
رأيت مشهدًا من مستقبلٍ لم يُكتب بعد.
جيرايا… يدفع ميناتو بعيدًا.
السيف… يزرع في صدره.
**
صرخ جسدي.
تجمدت اللحظة.
**
رأيت وجه ميناتو وهو ينظر إلى جيرايا…
كأن العالم انكمش في عينيه.
كأن كل شيء… تحوّل إلى موت.
**
وجيرايا… ابتسم.
ثم سقط.
⸻
سقط جيرايا.
بهدوء لم يليق بضحكته.
بصمتٍ لا يشبه صخبه الأبدي.
يده لا تزال ممدودة… كأنّه أراد أن يمنع السيف حتى بعد اختراقه قلبه.
وجهه…
كان يبتسم.
وكأنّه، حتى في لحظته الأخيرة، اختار أن يُضحّي ليبقى أحدهم حيًا.
**
ميناتو لم يتحرك.
كأن الزمن توقف عليه وحده.
عيناه جاحظتان، ذراعاه متجمدتان، شفاهه ترتجف دون صوت.
كل شيء في وجهه كان يصرخ:
“لا… ليس أنت، سينسي.”
**
أنا…
شعرتُ بشيء ينكسر داخلي.
جيرايا…
أحد أعمدة الجيل… سقط أمامنا.
ليس لأننا لم نكن هناك… بل لأننا كنا هناك.
كنا قريبين بما فيه الكفاية لنراه يموت، وبعيدين بما فيه الكفاية لنفعل شيئًا.
**
الأوتسوتسوكي لم يُعر مشاعرنا اهتمامًا.
سحب سيفه من جسد جيرايا…
ورماه أرضًا… كجثة لا قيمة لها.
نظر إلينا، واحدًا تلو الآخر.
عينيه الرينغان تدور…
تُحلل… تُراقب… تقيّم.
**
“شخص آخر مات.” قالها، بلا عاطفة.
كأنها معلومة… لا جريمة.
ثم رفع يده مرة أخرى.
**
“ميناتو!” صرخت.
“استعد!”
لكنها لم تكن شاكرا فقط.
شعرتُ بقلب الأرض يهتز تحت قدمي.
هذه المرة… الهجوم لن يكون فرديًا.
**
ثم—
خطوتان.
سمعت صوته.
ساكامو.
ظهر على يميني، لم يقل شيئًا، لكنه لم يكن هادئًا.
كل خلية في وجهه… كانت مشتعلة بغضب صامت.
لم ينظر إليّ… لم ينظر إلى جيرايا…
بل ركّز عينيه مباشرة على العدو.
ثم ظهر الآخر… هيروزن.
الهوكاجي الثالث.
يده تقبض العصا الخاصة به… وعيناه شاختا ألف عام في لحظة واحدة.
“لم أظن أنني سأموت بعدك، جيرايا…” تمتم بها.
ثم بصوتٍ عالٍ:
“لكنني سأُبقي الآخرين أحياء.”
**
وقفنا نحن الأربعة الآن.
سامرو. ساكامو. هيروزن. ميناتو.
أربعةٌ أمام الإله.
أربعةٌ، كلٌ يحمل أسبابه للوقوف.
أحدنا فقد معلمه.
آخر… فقد المرأة التي ربّته.
ثالث… يرى قرية بأكملها تُدمر على عهده.
ورابع… قتلت المرأة اللتي احبها
**
قال الأوتسوتسوكي وهو يخطو خطوة للأمام:
“أربعة ضد واحد؟”
“هذا لن يُغير شيئًا.”
**
ردّ هيروزن، صوته يحمل شيئًا نادرًا فيه: الغضب.
“بل سيُغيّر كل شيء… حتى النهاية.”
⸻