“أربعة ضد واحد؟”

قالها الأوتسوتسوكي باحتقار، وابتسامة مائلة على نصف فمه، كأنّها ليست معركة… بل لعبة صيد.

لكن لم نردّ عليه.

نحن الأربعة فقط… تحرّكنا.

**

هيروزن كان أول من هجم.

بسلاسة عجوزٍ عاش ألف حرب، أمسك عصاه ودوّرها، ثم وجّهها للأمام.

“إينما!”

خرج ملك القرود من دوامة دخان، واندفع مباشرة نحو العدو، يضرب بعصاه المتمددة.

**

ساكامو من الجهة الأخرى، لم ينتظر.

سيفه البرّاق انطلق بخط مستقيم، وراحت تشاكرا البرق تمزّق الهواء خلفه.

كل شيء في وجهه كان ثابتًا… عدا عينيه.

كانتا تشتعلان.

الغضب؟

لا… شيء أعمق.

الانتقام باسم من لا تعود.

**

أنا؟

ركّزتُ عيني على كل حركة.

كانت عيني اليمنى تتوهّج بخيط أخضر خافت—رؤية المستقبل لثانية واحدة.

ثانية تكفي.

**

أما ميناتو…

فكان ومضة.

لا صوت، لا أثر، لا ظلّ.

**

فجأة—

ارتفع الأوتسوتسوكي فوقنا.

“بانشو تينين.”

جُذبنا جميعًا نحوه.

لكننا لم نكن مبتدئين.

**

“كايتن كاجي بونشن!”

صرخت بها، وحررت نسخة متفجرة من سيفي في الهواء.

انفجرت في طريق السحب، وحررتني للحظات.

ميناتو استخدم الختم الخاص الذي وضعه خلفه على صخرة، واختفى قبل أن يُسحب.

**

لكن ساكامو… لم يُفلِت.

رأيت ذلك يحدث كما ترى كابوسًا… دون أن تستطيع أن توقفه.

**

الأوتسوتسوكي لوّح بيده.

وسيف تشكّل من شاكرا سوداء في لحظة.

ومع كل السرعة… لم يكن ساكامو بقادر أن يتفاداه.

**

شــــق.

سيف مظلم… شقّ الهواء…

وقطع يد ساكامو اليسرى من عند الكتف.

**

توقّف الزمن… لا بفعل قدرتي… بل بفعل الصدمة.

**

تراجع ساكامو للخلف.

لم يصرخ.

لم يسقط.

لكن الدم كان كالنهر.

**

“نيسان!!!” صرخت، وقلبي يسقط من جسدي.

هو لم ينظر إليّ.

بل ثبت عينيه على العدو.

وسحب سيفه من الجهة الأخرى… باليد الوحيدة المتبقية.

وقال، بصوت لا أعرف كيف خرج منه بعد الألم:

“ما زلت أستطيع قتل إله… بيد واحدة.”

**

ميناتو ظهر على يمينه، وقال له:

“دع ظهرك لي.”

أما هيروزن، فأخرج لفافة حمراء من ردائه وقال:

“هذه ستُنهي كل شيء.”

ميناتو كان أول من تحرّك، ظهر فوق الأوتسوتسوكي مباشرة، راسينغان مزدوجة في كل يد.

هيروزن فتح اللفافة، أخرج ختمًا أحمر ملتهبًا، ختم “تقييد الروح” الخاص به، وفعّله من مسافة متوسطة.

ساكامو … تقدم خطوة واحدة فقط.

يده تنزف، كتفه يهتز، لكنه لم يبدُ ضعيفًا.

سيفه الوحيد بيده اليمنى، أضاء بالكامل.

قال بصوت خافت، موجّهًا كلامه لي:

“ابقَ في المنتصف، أنت الأخير فينا.”

ثم ركض.

**

ركضنا كلّنا.

أنا من الأمام، ساكامو من الجهة اليمنى، هيروزن من الخلف، ميناتو من الأعلى.

كأنها لحظة خُلقت بعناية… وكأنها نهاية قصيدةٍ قديمة.

**

لكن…

لحظة واحدة فقط.

نظرت عبر عينيّ—ثانية واحدة إلى المستقبل.

ورأيت… لا شيء.

**

لا نتيجة. لا إصابة. لا فرصة.

**

لكنني لم أوقف الهجوم.

**

ميناتو نزل كالشهاب، صرخ:

“راسينغان مزدوجة!”

ضربه في الظهر والكتف.

**

ساكامو صرخ:

“زَنْغِن – النصل الصامت!”

طعنة صاعدة نحو القلب.

**

هيروزن حرر الختم:

“مصفوفة تقييد الروح!”

وأنا… كنت أمامه بالفعل.

سيفي في الهواء، وصدري يحترق من الغضب.

**

ثم…

**

صمت.

**

العدو لم يتحرك.

لم يرفع يده. لم يتراجع.

**

لكن في لحظة…

جثثنا الأربعة طارت في أربعة اتجاهات.

**

أنا اصطدمت بجدار متهالك.

ميناتو سقط على أحد الأعمدة المكسورة.

هيروزن تراجع للخلف، يسعل دمًا.

وساكامو… بقي واقفًا، لكنه على ركبة واحدة.

**

رفع الأوتسوتسوكي يده.

وقال بصوت منخفض، دون أي نبرة انفعال:

“الفرق بينكم وبيني… أنه مهما تعاونتم، أنتم لا تملكون شيئًا يُسمّى الأمل.”

**

كلماته كانت أشد من الهزيمة نفسها.

تأملت وجوههم… كلهم ما زالوا واقفين.

لكننا لم نلمسه.

**

أنا… لم ألمسه.

**

“هل هذا… حدّنا؟” تمتمتُ، والدم يسيل من زاوية فمي.

“هل هذه النهاية؟”

**

ثم نظرت إلى ساكامو.

لم يتكلم، ولم ينظر إليّ.

لكنه ثبت نفسه على قدميه رغم النزيف، ورفع السيف الوحيد في يده الوحيدة…

وقال بهدوء:

“إن كان هذا هو مستوى الآلهة… فلن نموت دون أن نترك ندبة واحدة على وجه السماء.”

**

نظرت إلى ميناتو، قال:

“وإن لم ننجُ… فليكن موتنا بداية الطريق.”

ونظرت إلى هيروزن، الذي مسح الدم عن فمه وقال:

“أنا الهوكاجي الثالث… ولن أسمح بانتهاء هذه القصة دون أن أصرخ فيها بيدي.”

**

فابتسمت.

وأغمضت عينيّ.

تمام، نُكمل المشهد فورًا من نهاية السطر السابق… “فلتبدأ الجولة الأخيرة.”

[من منظور سامرو]

الهواء كان ساكنًا… لكنه أثقل من أن يُتنفس.

أربعة منا:

أنا، ساكامو، ميناتو، هيروزن.

وأمامه… وقف وحده، لا يبدو عليه حتى التعب. الأوتسوتسوكي.

لكنه كان يعلم… هذه الجولة لن تكون مثل السابقة.

**

ساكامو تقدّم أولًا، لم يركض. بل مشى.

بيد واحدة فقط، سيفه يرتجف… لكنه لم يكن من التردد.

كان يرتجف من الغضب.

**

قال بصوت منخفض:

“سامرو… كن عيني اليسرى.”

فهمت قصده.

قفزتُ عن يساره.

في اللحظة التي ركل بها الأرض، تبعته من الزاوية العمياء.

**

ميناتو تحرك مع التوقيت.

راسينغان ناسك من اليمين.

ساكامو طعنة من الأمام.

وأنا هجمة وهمية مع البرق من الخلف.

**

هيروزن جهّز ختمًا جديدًا.

استدعاء ضخم لملك القرود – إينما.

“كونغو ني” – العصا المُمتدة.

**

كل شيء حدث في ثانية.

**

لكن…

**

رأيتها.

بعيني… المستعارة من نيمو.

رأيت… ثانيةً إلى الأمام.

ورأيتنا… على الأرض من جديد.

**

صرخت:

“تراجعوا!”

لكن فوات الأوان.

**

“بانشو تينين… شينرا تينسي.”

**

اثنتان في نفس اللحظة.

جذب، ثم دَفع.

دوّامة جاذبية لا تُقاوَم… ثم تحطيم.

**

جسد ساكامو ارتطم بالأرض بقوة.

تكسرت ذراعه اليمنى… ثم فجأة—

انفصلت كفه.

**

ميناتو اصطدم بجدار حجري. انحرفت عينه للحظة، لكنه ظل واقفًا.

**

هيروزن فقد التركيز، أُلقي بعيدًا، وجثا على ركبتيه وهو يسعل دمًا.

**

أما أنا…

فعلّقت في الهواء.

عيناي تلمعان، وجسدي يحترق.

“لم أنتهِ بعد…”

**

أوقفت الزمن.

الآن.

**

ركّزت كل تشاكراي، شغّلت الشارينغان معًا.

ثم فعلت القدرة الثانية…

توقّف الزمن… لسبع ثوانٍ.

**

تحركت.

**

رميت ثلاثة كوناي، استدعيت نسخًا وهمية من ختم خاص.

تقدّمت بخطّ منحني، من الخلف، من الأعلى.

**

سيفي انفجر بالبرق الأرجواني.

كل خلية في جسدي تصرخ، لكنها تطيع.

**

ثانية…

ثانيتان…

**

في الرابعة، كنت فوقه.

طعنة مائلة نحو القلب.

**

لكن…

**

في اللحظة الخامسة، شعرت بها.

هو يبتسم.

**

في اللحظة السادسة…

رفع يده، بلا أن يتحرك الزمن.

كيف…؟!

**

في السابعة، قبل أن ألمسه…

دُفعت.

**

لم تكن شينرا تينسي.

كانت…

موجة مضادة لتوقف الزمن.

**

سقطت على الأرض، والنصل لا يزال مشتعلاً، لكنني لم أعد أتنفس.

**

توقّف الزمن.

لكن… فقط في داخلي.

**

رأيتهم من حولي.

ساكامو، ينزف من كتفه.

هيروزن، وجهه شاحب.

ميناتو، يزحف بصمت، يحضّر شيئًا.

**

نظرت إلى السماء، وتمتمت:

“ميو… عذرًا، ليس بعد.”

**

صوت الأوتسوتسوكي تردّد فوق الخراب:

“هل انتهيتم؟”

2025/05/15 · 22 مشاهدة · 1014 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025