⸻
السماء… كانت ساكنة.
غبار المعركة لم يعد يرتفع.
كأن حتى الأرض… توقفت عن التنفّس.
كنت واقفًا أنا، وساكامو، والهوكاجي هيروزين، في مواجهة مخلوق لا يُشبه ما قاتلناه من قبل.
لم يكن مجرد عدو… بل تجسيد للعقاب.
**
قربنا منه لم يكن بسبب قوتنا… بل لأنه سمح بذلك.
كأننا مجرد دمى… ينظر إلينا ليرى كم سنتحمل قبل أن ننهار.
**
نظرت إلى نيسان – ساكامو.
لم يقل شيئًا… لكنني رأيت ما لم يَقله.
لم يكن وجهه غاضبًا… بل هادئًا بطريقة مرعبة.
ذلك الهدوء… الذي يسبق التضحية.
**
نظرت إلى الهوكاجي، إلى هيروزين…
يده اليسرى كانت تدمج أختامًا بسرية خلف ظهره،
بينما يدُه الأخرى ترفع العصا.
كان يصطنع دور المشتت.
كل شيء… كان يُجهز بصمت.
**
أدرت رأسي نحو الأوتسوتسوكي.
كان ينظر إلينا جميعًا… بنظرة لم أفهمها.
ابتسم.
أقسم أنه ابتسم… وكأنه يعلم.
**
ثم حدث الانفجار.
ليس نارًا، بل نسخة متقنة من هيروزين ظهرت من خلفه، تحمل نسخة مطابقة من عصا “إنما”.
ضربت عنقه.
في اللحظة ذاتها…
قفز ساكامو من الجهة المقابلة،
يُفعل البرق الأرجواني للمرة الأولى منذ أعوام.
لكنه لم يكن وحده.
أنا أيضًا… تحرّكت.
لم نُطلق صرخة.
كلانا كان الصدى لبعضنا.
**
ضربته من الأعلى، ساكامو من الجنب، هيروزين من الخلف.
**
لم تكن ضربة لكسب المعركة.
كانت ضربة… لنكسر فكرة الخوف.
**
الأرض اهتزت.
الهواء اختنق بالشاكرا.
الزمن، للحظة، بدا كأنه… يُفكر.
**
تراجعنا.
ننتظر.
**
الأوتسوتسوكي ظل واقفًا، رأسه مائل، الدم يسيل من كتفه.
**
رفع إصبعه، ولم يقل شيئًا.
ثم، بصوت هادئ… لا يُشبه الضجيج حولنا:
“أنتم تحاولون.”
“هذا جميل…”
“لكنكم لا تملكون الوقت.”
**
نظرت إلى ساكامو، رأيت نظرة لا أنساها ما حييت.
ثم نظرت إلى هيروزين…
كان يبتسم… ابتسامة رجلٍ يعرف أن هذه… ربما آخر ليلة له.
**
ورغم أن هجومنا لم ينهه…
إلا أن شيئًا تغيّر.
**
لقد لمسناه.
**
وفي عالم الأوتسوتسوكي… أن تلمس العدو، يعني أنك أعلنت الحرب حقًا
⸻
السماء كانت تمطر… رغم أن الغيوم لم تكن هناك.
أقسم… أنني لم أشعر بالمطر.
بل بشيء آخر يسقط من السماء.
شيء يشبه الخوف… لكنه أثقل.
**
رأيت.
عيناي رأتا.
**
شظية من المستقبل… اخترقت ذهني كخنجر.
ساكامو…
يسقط.
**
“لا.”
همست بها… لا لنفسي. بل للزمن ذاته.
فعلت القدرة.
أوقفت الزمن.
**
الجميع تجمّد.
حتى الأمل.
**
ركضت.
ركضت بكل ما تبقى فيني.
الأرض لم تكن تُطاوعني،
والزمن من حولي كاد ينفجر.
**
وصلت.
صرخت:
“ني ساااان!!!”
**
لكن… فات الأوان.
**
عاد الزمن.
وفي اللحظة التي عادت فيها الأنفاس…
جاءت الضربة.
**
ركلة عنيفة من الأوتسوتسوكي… قذفتني بعيدًا.
تدحرج جسدي فوق الحطام.
رفعت رأسي بصعوبة.
صرخت:
“نيساااان!!!”
**
لكنه لم يجب.
**
كان ساكامو واقفًا… جسده ينزف.
يده ممسكة بسيفه…
ووجهه لم يكن يحمل أي تردّد.
**
ثم حدث كل شيء بسرعة شديدة… وببطء قاتل في الوقت ذاته.
**
الأوتسوتسوكي نزل أمامه.
ضربة.
دوسة.
ساكامو لم يتحرك.
ثم… السيف.
**
الخادم أوتسوتسوكي…
أخرج سيفه.
ودفعه إلى صدر أخي.
**
تجمّدت أنفاسي.
**
لكن ساكامو… ضحك.
ابتسم تلك الابتسامة التي لم أرَها منذ كنا صغارًا.
ثم… رفع سيفه وفي لحظه قصيره
وغرسه في عين العدو.
**
صرخة.
الأوتسوتسوكي صرخ صرخة بددت السماء.
**
لكن ساكامو…
سقط.
وسقط رأسه… أمامي.
**
“ني سان…”
**
كأن الزمن توقف… لا بقدرتي هذه المرة، بل بصدمةٍ لم أعرف كيف أحتملها.
**
ميناتو قفز.
صراخ… غبار… دماء…
لكنني لم أسمع شيئًا.
**
رأيت الأوتسوتسوكي يتراجع، يمسك عينه.
نصف وجهه مشوّه،
تشاكرا تتسرب منه.
**
لكنه… ما زال واقفًا.
أما أنا؟
**
لم أعد أعرف نفسي.
**
نهضت ببطء، والغضب لم يكن نيرانًا في داخلي…
بل كان كوكبًا يحترق.
**
صرخت.
صرخة من نوعٍ لم يسمعه هذا العالم من قبل.
“ساكااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا