⸻
كنت لا أسمع.
لا أرى.
لا أفكر.
كنت فقط… أتحرك.
**
غضبي لم يكن صوتًا.
كان جسدًا.
جسدي.
جسدي الذي لم يعد لي… بل لساكامو.
**
رأيت سيفه، مرميًا بين الأنقاض، كأن روحه تناديني.
ركضت.
نزفت وأنا أركض.
لكنني… لم أكن أركض.
كنت أزحف بأجنحة الندم.
**
أمسكت السيف.
ساكامو… نيسان… أعطني قوتك.
اختفت الأرض من تحت قدمي.
وانتقلت.
**
ظهر الأوتسوتسوكي أمامي فجأة.
لم يرفع حاجبًا.
“شينرا تينسي.”
**
طار جسدي إلى الخلف.
اصطدمت بأحد جدران القصر المحطم… لكنه لم يسقط عليّ.
بل سقط داخلي.
الغضب، الحزن، العجز… كلهم سقطوا معًا.
لكنني… نهضت.
**
عدت للركض.
أردت تمزيقه.
كنت أتحرّك بلا تفكير.
هجماته… ركلاته… موجات الجاذبية… كلها كانت صراخًا يريد أن يُبعدني عن هدفي.
لكني لم أعد أسمع سوى اسمٍ واحد:
ساكامو.
**
ثم… أوقفني صوت.
ليس أي صوت.
كان صوتًا عجوزًا… لكنه ثابت.
قوي.
**
“توقف، سامرو.”
التفت.
هيروزن.
كان يقف هناك… وعيناه فيهما ما لم أرَه من قبل:
“دعني أنا… آخذه معي.”
شهقت.
فهمت قصده.
**
رأيت دمه وهو يبدأ بتفعيل الختم.
اليد ترفع.
الختم يُرسم.
“ختم استدعاء الشينيغامي…”
**
الأوتسوتسوكي… لأول مرة، تراجع خطوة.
“هاه… ختم استهلاك الشيطان؟”
صمت لحظة، ثم قال بسخرية منخفضة:
“نيمو-ساما… ما الذي نقلته إلى هذا العالم الفاني؟”
**
لحظة.
لحظة شعرتُ فيها بشيء جديد:
فرصة.
**
نظرت إلى ميناتو.
فهم.
انتقل فورًا خلف هيروزن، وبدأ يستعد لنقله.
أما أنا… انطلقت.
**
يجب أن نشغله.
يجب أن نمنحه الوقت.
**
قفزت فوق الركام، مزّقت الهواء بسيف ساكامو.
وفي اللحظة التي أوشك فيها هيروزن أن يلمسه، مد الأوتسوتسوكي يده، محاولًا دفعه بعيدًا.
**
لكن…
**
ميناتو أمسك به.
ونقله… حتى لو لثانية واحدة.
**
عانق هيروزن الخطر بابتسامة.
“الآن لن تستطيع استخدام الجاذبية…”
همسها.
ثم… صمت.
**
الختم كان يعمل.
كان حقيقيًا.
كان الموت… على وشك أن يبدأ.
⸻
منظور يارا أوتشيها
كان الدخان يغطي السماء.
كل شيء… رماد.
كنت أركض. لا أذكر متى بدأت، ولا إلى أين كنت أتجه.
لكنني شعرت به.
شعرت بأن شيئًا ما انكسر .
شيء لا يُصلَح .
ظهرت الساحة أخيرًا أمامي.
الجثث… الحطام… الدم…
الهواء كان ثقيلًا لدرجة أني شعرت أن صدري سيتفجر.
ثم رأيته.
سامرو، واقف وسط الأنقاض، سيفه على الأرض، والدم يغطي كتفه وعينه تنزف، كأنها لم تعد له.
بجانبه… ميناتو، يتنفس بصعوبة، وجهه ملطخ بالرماد والخذلان.
ورأيت… ساكامو.
جسده لم يكن جسدًا… بل نصفًا منه.
والنصف الآخر… لم أجد له أثرًا.
تقدّمت خطوة.
ثم تجمدت.
عيناي… لم تتحركا.
جسدي… لم يطاوعني.
“سامرو…”
همستُ، لكنها لم تكن أكثر من هواء خرج من شفتين مرتجفتين.
نظر إلي.
وجهه… لم يكن وجهه.
بل شبح منه.
صرخ:
“عودي! هذا ليس مكانك!”
لكنني لم أستطع.
قدماي مغروستان في الأرض.
كأن جذور الموت أمسكت بي.
ما هذا الشعور؟
لماذا لا أستطيع التفعيل؟!
أين قوتي؟ أين… أين أنا؟
نظرت إلى ذلك الكائن.
الأوتسوتسوكي…
وجه بلا ملامح.
وقلب… بلا رحمة.
لقد قتلهم.
قتل ساكامو.
قتل هيروزن.
قتل جيرايا.
نظرت إلى عيني سامرو…
رأيت شيئًا لم أره فيه من قبل:
الانهيار.
أراد أن يصرخ، أن يتحرك، أن يوقف الموت.
لكنني كنتُ أنا… من تجمد الآن.
أنا… لا أستطيع حتى أن أبكي.
كل شيء يتساقط… وأنا لا أستطيع أن أرفع يدي.
⸻
كان العالم يتهاوى من حولنا.
صوت صراخ كاكاشي… شهقة ميو الأخيرة… ارتطام جسد ساكامو وهو يُداس حتى الموت…
كل شيء بدا كأنه كابوس… لكن الدم كان حقيقيًا.
كنت أركض، لم أعد أذكر كيف وصلت.
قدماي لم تستأذنا قلبي، فقط أرادتا الوصول إليه.
رأيت سامرو هناك، راكعًا، والغضب يتفجر من كل مسام جسده، ويداه تقبضان على نصلٍ لا يكفي للانتقام من هذا الجحيم.
“سامرو!!”
صرخت، لكن صوتي بدا بعيدًا… كما لو أنني أنا نفسي لا أسمعني.
نظرت حولي…
ساكامو… نصف جسد.
جيرايا… بلا حركة.
هيروزن… متفحّم بين الركام.
عقلي رفض. قلبي لم يستوعب.
لكنني رأيت كل شيء.
رأيتهم يسقطون.
رأيت… سامرو، حبيبي، يفقد آخر خيط يربطه بهذا العالم.
وفي قلبي… كان شيء ينكسر.
شيء كُتم لسنوات، شيء لم يُسمح له بالخروج… خوف؟ حقد؟ وجع؟
لا… كان شيء اسمه “اللعنة”.
**
ركعتُ، ووضعت يدي على الأرض.
الدم تحت أناملي كان دافئًا… دافئًا أكثر من نبض قلبي.
نظرت إلى العدو.
رأيت الشيطان.
رأيت ذاك الذي أتى من عالمٍ آخر ليحطم عالمي.
**
“يارا، اهربي!!!” صرخ سامرو.
لكنني لم أعد أسمعه.
كنت هناك، في داخلي.
في ظلمة الشارينغان، حيث كل ألم مرّ عليّ، كل قطرة دم رأيتها، كل وعد خذلته، كل من رحل عني…
**
وسمعت صوتًا في داخلي…
صوت لم يكن سامرو، ولا أبي… ولا خالي كاجامي.
بل كان… أنا.
“لقد أخذوا كل شيء.”
وفي اللحظة التالية…
اشتعلت عيناي.
لم يكن ضوءًا.
بل لهب.
المانجيكيو شارينغان.
**
لم أصرخ.
لم أهدّد.
لم أتراجع.
كنت فقط أقف.
وعيناي… تحترقان.
وسامرو نظر إليّ، صدمة في عينيه، وكأن شيئًا آخر نهض من رماد هذه الحرب.
لكنني لم أبتسم… لم أتنفس حتى.
كل ما فيّ أصبح رمادًا… إلا شيء واحد:
الانتقام.
⸻