كان الهواء يُصفّر من حولي، كأن الكون نفسه توقف ليمنحنا لحظة مواجهةٍ صافية.

ثلاثة… ضد واحد.

لكن من هو هذا الواحد؟

ليس شينوبي.

ليس بشريًّا.

إنه وحش… إله… كارثة نُزعت من رحم الأساطير.

كنت أتنفس ببطء، وقلبي لا يزال ينزف، لا من الجروح… بل من منظر رأس ساكامو وهو يسقط أمامي.

لكن الآن… لم أكن وحدي.

من جانبي… وقفت يارا .

نظرتها لم تكن كما عرفتها. لم تكن تلك الهادئة، المبتسمة، التي تهمس لي بـ “كاتي” في المساء.

كانت شيئًا آخر.

شيئًا أكبر من كل ما تخيلته.

**

رأيت عينيها تتوهجان… مانجيكيو شارينغان، تُشتعل لا بالغضب فقط، بل بالحزن، بالقَسَم… بقوّة من فقدت كل شيء.

صرختها اهتز لها جسدي، ثم فجأة—

أجنحة من ريش أسود، احترق لهواء كونوها.

فتحت جناحيها… ليس كفراشة، بل كعاصفة.

صرخت:

“سامرو… حان الوقت لنُنهي هذا.”

حلّقت.

لم أستطع حتى أن أرمش.

يارا… زوجتي… أصبحت الآن شيئًا بين السماء والجحيم.

انقضّت نحوه كطيفٍ من لهب، كل ريشة خلفها تشتعل، تُدمّر، تُعلن عن قدوم لعنة منسية.

**

والأوتسوتسوكي… ركض.

ذلك الذي قتل أخي.

ذلك الذي دمر ميو، جيرايا، وهيروزن.

هرب.

صرختُ:

“لا تتركه يبتعد!!”

**

فجأة، ظهر ميناتو في طريقه.

راسينغان بطور الناسك، أكبر من أي نسخة سابقة… صافرة، تهمس باسم الانتقام.

ضربه مباشرة في صدره.

لكنه… كما توقعت، امتصها.

ابتسم بسخرية.

لكن…

لم يكن يراني خلفه.

**

انتقلت عبر ختم الهراشين، بصمت، خلفه مباشرة.

كل ما فيّ كان ساكنًا… ما عدا قلبي، كان يصرخ.

نظرت إلى ذراعه التي تمتص.

كانت مفتوحة.

كأن القدر قال لي: “اضرب الآن”.

**

سيفي المغطّى بالبرق الأرجواني ارتجف.

قلت بداخلي:

“هذا… لأجل أمي.

هذا… لأجل ساكامو.

هذا… لأجل كونوها.”

ثم ضربت.

**

البرق التهم الذراع.

ذراعه طارت… في الهواء…

والدم الأرجواني الأوتسوتسوكي سال على أنقاض قريتي.

صرخ.

صرخة حقيقية… من ألمٍ حقيقي .

رجع للخلف، يمسك بذراعه المبتورة، ينظر إلينا وكأن شيئًا بداخله أخيرًا… خاف.

**

وقفت بجانب ميناتو و يارا .

ثلاثتنا… متحركين بنَفَسٍ واحد.

ثلاثة… من كونوها.

ثلاثة… ممن خسروا كل شيء.

قلت بصوت منخفض، وعيناي تحترقان:

“الآن فقط… بدأ القتال الحقيقي.”

بالطبع، إليك مشهد القتال من منظور سامرو، بوصف سوداوي ملحمي كما طلبت، يتدرّج في التوتر من الهيبة إلى الانتقام:

منظور: سامرو هاتاكي

كان يقف أمامي… مخلوق فقد هيبته.

عين واحدة… تنزف كأنها تصرخ من الطعنة التي أعمته.

ذراع واحدة… تتدلّى كأنها تئنّ من الغدر الذي تلقاه.

ورغم ذلك…

ما زال واقفًا.

ظهره مقوّس، لكنه شامخ.

جسده يحترق من الداخل، لكنه لا يسقط.

كأنه لا يريد الموت، كأن الموت نفسه ينتظره ليركع.

أنا، ميناتو، ويارا… ثلاثتنا أمامه.

قلب واحد. حقد واحد. دماء واحدة.

لكنّه لم يخف. لم يتراجع.

كان يمشي نحونا، كأننا الحشرات، كأننا لن نُحدث فرقًا.

**

بدأت الجولة الأخيرة.

صرخت داخلي، وانطلقت.

لوّحت بسيفي الذي تقطّر من حدّه البرق الأرجواني، وتقدمت نحوه كعاصفة لا تعرف الرحمة.

من جانبي، طارت يارا في السماء، تناثر الريش الأسود المحترق من ظهرها… في مشهدٍ خيالي، مزيج من الألم والجمال.

كانت تلوّح بذراعها، والريش يتساقط كأمطار من الجحيم، تحاصر الأوتسوتسوكي من كل اتجاه.

انقضّت عليه من الأعلى، لكنّه تفاداها برشاقة، رغم إصاباته.

ركض.

هرب.

ركض ذلك الإله الجريح، يجرّ جسده عبر الدمار.

“جبان؟” تمتمت.

لكن ما إن أكملت كلمتي، حتى ظهر ميناتو أمامه.

راسينغان بطور الناسك… دفعة مدمّرة.

لكنّ الوحش امتصها براحة.

كان ينتظرها.

كان يخطط لها.

لكنّه لم ينتظرني.

كنت خلفه.

اخترقت بوميض الهراشين الخاص بي، لم يرني، لم يشعر بي.

ذراعه المتبقية… قُطعت.

سقط على ركبته.

زأر.

أطلق موجة تشاكرا جعلت الأرض تنفجر تحت قدمي.

لكنني لم أتحرك.

**

وقفت أمامه.

لم أعد أشعر بالخوف.

هذا الكائن… من سلالة آلهة…

الآن… مجرد جسد يرتعش.

نظرت إلى عينه الوحيدة.

ورأيت فيها ما لم أتوقعه.

الضعف.

**

اقتربت خطوة.

ثم أخرى.

حتى سمعت صوته:

“من أنتم؟ شينوبي؟ أساطير؟… أنتم مجرد تراب.”

قلت له بصوت خافت… غاضب… نازف:

“ومهما كنتَ أنت… شينوبي… أسطورة… أو إله…”

رفعت يدي.

عيناي تحترقان.

وقفت على طرف خيط بين الحياة والجنون.

“…فهذا لأجل أمي…”

أوقفت الزمن.

كل شيء تجمّد.

حتى الريح لم تعد تتحرك.

“…ولأجل اخي…”

مشيت نحوه.

عيناي تنزفان كأنهما تودّعان الحياة.

“…ولأجل ابي ساكامو …”

أمسكت سيفي بكلتا يديّ.

رفعت النصل إلى عنقه.

“…ولأجل كونوها.”

طعنت.

اخترق السيف عنقه.

لم يكن هناك صراخ.

فقط صمت الإله وهو يسقط.

وعيناي تنزفان الدم مع روحي.

انتهى.

الهدوء…

ذلك النوع الثقيل من الصمت، الذي لا يشبه راحة النهاية، بل يشبه ما بعد الزلزال… الركام والدخان والدماء.

كنت واقفًا، يداي ملطختان بالدم، والسيف ما زال مغروسًا في صدره. الأوتسوتسوكي… لم يعد إلا جثة محترقة.

لكن لم أشعر بالنصر.

لم أشعر بشيء.

أذناي لا تسمعان.

أكتافي لا تتحرك.

عيناي تنزفان.

وقلبي… كان كالصخر… مثقوبًا بغيابهم.

نظرتُ إلى الأرض حولي.

ساكامو… لا جسد.

جيرايا… لا صوت.

هيروزن… لا ظل.

قتلتُ الوحش… لكن بأي ثمن؟

“كا…تي…”

ذلك الصوت.

جاءني من الخلف، هشًّا، مرتعشًا، كما لو خرج من بين الدموع.

التفتُ.

كانت هي…

يارا.

وجهها شاحب، جسدها يرتجف، وعيناها… الشارينغان فيهما خامدة. بلا وميض.

تخطّت الركام… وسقطت على ركبتيها عند الجثث.

نظرت إلى ساكامو… كأنها لا تصدق.

اقتربتُ منها.

لكنها لم تلتفت.

يدها ارتجفت وهي تلامس الأرض.

همست:

“نهاية المعسكر… كانت من المفترض أن تكون فرحة.”

قلت، وصوتي مبحوح كأن حلقه ينزف:

“أنا من دمر كل شيء… لو كنت أقوى، لما سقط أحد.”

رفعت رأسها نحوي.

دموعها لم تسقط… لكنها كانت تلمع في عينيها.

قالت بصوت متكسر:

“لا تقل هذا… سامرو… لم يكن ذنبك. أنت وحدك من أوقف الكارثة.”

لكنني لم أصدقها.

سقطتُ على ركبتيّ… بجانبها.

دفنتُ وجهي في راحتيّ.

قلبي لا يصدق أنه لن يسمع صوت ساكامو مجددًا…

أخي…

وقفت يارا… بصعوبة… واقتربت من رأسي.

وضعت كفها فوق شعري… وقالت:

“انهض يا سامرو… العالم ما زال يحتاجك.”

رفعت عيني إليها.

لكن داخلي… كان هاوية.

ولأول مرة منذ زمن…

شعرت أنني طفل تائه في عاصفة.

2025/05/15 · 21 مشاهدة · 913 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025