“ميناتو… أعطني يدك.”
نظر إليه ميناتو للحظة، لم يسأل، ولم يتردد، فقط مدّ يده اليسرى إلى سامرو بصمتٍ يحمل ثقة عميقة.
أمسك سامرو بمعصمه برفق، ثم…
توقّف الزمن.
كل شيء تجمّد.
الهواء، الضوء، حتى نبض الأرض…
إلا سامرو، الذي أغمض عينيه وقال بهدوء لا يناسب هيبة اللحظة:
“ختم كوكّان.”
ظهر وهج أسود داكن من أطراف أصابعه، وانساب كالدخان الناري على جلد ميناتو، يلتف حول معصمه الأيسر في هيئة سلسلة سوداء دقيقة ، تترابط حلقاتها كما لو كانت تُنسَج من طاقة العالم نفسه.
وما إن اكتملت الحلقة الأخيرة…
حتى أوقف سامرو قدرته.
وعاد الزمن.
شهق ميناتو فجأة، قبض على معصمه بقوة وقال متألّماً:
“ما هذا…؟!”
رد سامرو بهدوء:
“انتظر.”
في اللحظة التالية، رأى ميناتو السلسلة السوداء تبدأ بالتماسك على جلده.
اختفى الألم فجأة… وتدفقت شاكرا خفيفة في جسده.
ليست مجرد زيادة… بل نقاء غريب ، وكأنها “شاكرا أولى”.
قال سامرو:
“ركّز الشاكرا على معصمك الأيسر.”
أغمض ميناتو عينيه وفعل، ثم…
انبعث ضوء أسود يميل إلى الحمرة من السلسلة.
بدأ المعصم يتحرّك بخفة من تلقاء نفسه، وكأن الختم حيّ.
وفي لحظة… ارتفع تدفّق الشاكرا بشدة.
شعر ميناتو بقوته تتصاعد، وعقله يستقبل معلومات حسّية من جسده لم يكن يلاحظها من قبل.
وقف مذهولاً، تنفس بصعوبة، ثم همس بدهشة:
“هذا الشعور… يوازي طور الناسك… لا، بل يتجاوزه.”
نظر إلى سامرو بعينين اتسعتا رهبة:
“ما هذا، بحق الجحيم؟!”
ابتسم سامرو وقال:
“هذا هو سلاح منظمتنا يا ميناتو.
هذا الختم… هو السيف الذي سيقطع المسافة بين الشينوبي والآلهة.”
ثم جلس القرفصاء على الأرض، وبصوته الهادئ بدأ يشرح:
“هذه التقنية استغرقت ثلاث سنوات من حياتي،
تعتمد على خلايا أوتسوتسوكي، نُقّيت من إرادته واحتُفظ بشاكراه فقط.
زرعت تلك الشاكرا في ختم حي، يتطوّر معك كلما كسرت حدودك البشرية.”
رفع عينه نحو ميناتو وأكمل:
“ما تراه الآن… هو فقط المرحلة الأولى.
كل مرحلة قادمة، ستجعلك أقرب لجسد أوتسوتسوكي… دون أن تفقد نفسك.”
تنهد ميناتو وقال:
“وماذا أفعل… لأطوّر هذا الشيء؟”
وقف سامرو ببطء وقال بجدية:
“من هنا، تبدأ العملية بين يديك.
كلما اخترقت مستوى جديدًا كليًّا من حدودك،
كلما استجاب لك الختم…
والان لقد دخلت مستوى هاشيراما ومادرا رسمياً "
ساد صمتٌ عميق.
ميناتو نظر إلى معصمه، ثم قبض يده ببطء.
عندها فقط… أدرك أن العالم لن يعود كما كان.
⸻
قال سامرو بصوت هادئ وهو ينظر إلى السلسلة التي تغلّفت حول معصم ميناتو:
“الختم… أستطيع استخدامه لاثنتي عشرة مرة.
ولا أستطيع أن أُطوّره… إلا في جثة أوتسوتسوكي أخرى، ويكون مستواه أعلى.”
التفت إليه ميناتو وسأله دون تردد:
“هل قررت من هم العشرة الأشخاص الأخيرين؟”
أجاب سامرو بثقة:
“نعم… لكن ليس جميعهم.”
تأمل ميناتو وجهه للحظة، ثم سأله:
“وماذا حصل للعين الرينقان التي لديك؟”
رد سامرو دون تردد:
“سأعطيها كاكاشي ما إن يكبر.
حيث ستكون قوته… وسأزرع له تقنية خاصّة.”
أومأ ميناتو ببطء، ثم سأله:
“ومن قررت من الأعضاء الذين سيمتلكون الختم؟”
قال سامرو:
“يارا… لكي أمنعها من فقدان نظرها.
كاكاشي، وأوبيتو، وكوريناي… لديهم الموهبة.
لكنني أفكر أن أترك القرار لكوريناي عندما تكبر… فهي ليست حربها.”
توقف لوهلة، ثم أكمل:
“وشيسوي.”
نظر ميناتو إليه، وقال:
“تبقّى خمسة.”
فأجابه سامرو بهدوء:
“سيكونون… للمستقبل.”
⸻
كانت الليلة هادئة على غير عادتها.
في الغرفة، أعددتُ فراشي كالمعتاد، شيسوي نائم في الجهة الأخرى من المنزل، والسكون ينساب برقة من النوافذ.
جلست على حافة السرير أخلع غطاء كتفي، حين قال سامرو من خلفي:
“لدي هدية.”
نظرت إليه عبر المرآة، ابتسمت قليلاً، ثم قلت بمزاح:
“هل تُريد أن تخيّرني بين خلخال أو سوار؟”
أجابني بثقة:
“خلخال.”
ضحكت بخفة، وأومأت، ثم جلست بثبات.
قال لي بهدوء:
“أغمضي عينيك.”
فعلت دون سؤال، وسمعت حركته يقترب، ثم…
شعرت بحرارة خفيفة عند كاحلي الأيسر.
شيء ينساب على جلدي، يتسرّب كالحبر، لكنه حيّ.
فتحت عينيّ فجأة، فرأيت سامرو ممسكًا بقدمي، وقد بدأت سلسلة سوداء دقيقة تتكوّن حول كاحلي.
همست بانزعاج:
“ما الذي…؟”
وفجأة، أحسست بألم شديد يخترق جلدي، فركلته بلا تفكير.
تراجع قليلاً، لكنه بقي ممسكًا بقدمي،
وأدركت أنه يمتص الألم عني .
كان يحاول أن يحميني، كعادته… بطريقته العنيفة الخاصة.
أردت أن أصرخ، لكن شيسوي نائم…
فكتمت صرختي، وضغطت أسناني.
ثم، ما إن اكتمل الختم، حتى اختفى الألم كأنه لم يكن.
شعرت بشيء يختلف… دفعة من الشاكرا تسري من الكاحل، صاعدة حتى قلبي.
“اللعنة عليك… هل هذا مقلب جديد؟
ما هذا الوشم؟”
سألته وأنا أحدّق في السلسلة السوداء التي التصقت بجلدي.
ردّ بصوته العميق:
“انشري الشاكرا إلى قدمك اليسرى.”
فعلت كما قال.
وفجأة… دارت السلسلة حول كاحلي ، وتوهّجت بلون داكن، كأنها استجابت لي.
شعرت بالقوة تتدفّق، وبجسدي يتنقّى،
وكأن الحواس أصبحت أصفى، والنَفَس أعمق.
“ما هذا بحق الجحيم؟” سألت وأنا أتنفس ببطء.
قال بهدوء:
“هذه… هديتي لك.”
ورفع ساعده، فرأيت سلسلة مماثلة تلتفّ على معصمه.
نظرت إليه وقلت ساخرة:
“هل أنت طفل؟ إن كنت تريد أن نضع الوشم ذاته… فقط أخبرني.”
ثم رفعت حاجبيّ وأضفت:
“لديك ثلاث ثوانٍ للشرح… أو ستنام في الخارج.”
ارتبك، كما يفعل دائمًا حين أُمسكه متلبسًا بمشاعره.
قال بسرعة:
“هذا ختم… عملت عليه لسنوات.
سيجعلك أقوى، وسيمنع عينيك من فقدان نورها.”
صمتُّ.
لم أتكلّم.
لكني شعرت بشيء يثقل قلبي… ليس ألمًا، بل امتنانًا.
هو يفكر في مصيبتي كأنها مصيبته.
رفعت الغطاء وأشرت إلى جانبي على السرير، ثم قلت بهدوء:
“حسنًا… ستنام بجانبي.”
سمعت صوت فرحة خفيفة منه، كمن حاول كتم ابتسامة ولم يفلح.
ضحكت، وقلت:
“تحتفل كأنك لم تنم بجانبي منذ كنا في السادسة عشرة.”
أجاب بصوته العميق الدافئ:
“كل ليلة بجانبك… تساوي العمر كله.”
ابتسمت.
ثم قلت:
“فلنَنَم.”
⸻