استيقظت على ضوء الشمس المتسلّل من النافذة،
هادئًا، دافئًا، وكأن الصباح ذاته قرر أن يمرّ بلطف هذا اليوم.
نظرت بجانبي… كانت يارا نائمة بهدوء، شعرها القصير يغطي جزءًا من وجهها.
ابتسمت، ثم نهضت بهدوء، غطّيتها جيدًا، وغادرت الغرفة بصمت.
بينما كنت أمشي في الممر، سمعت أصواتًا خفيفة في الفناء.
اقتربت… ثم وقفت عند الباب الذي يطلّ عليه.
في الساحة، كان كاكاشي وأوبيتو يتقاتلان كعادتهما ، وجسديهما يتحركان بانسجام وندية.
أمامهما جلس شيسوي ، يراقب بانتباه، بينما يتحدث أحدهما معه من حين إلى آخر كجزء من التدريب.
لاحظت شيئًا…
السلسلة السوداء مرسومة بدقة على معصم كلٍّ من كاكاشي وأوبيتو.
ختم كوكّان.
ابتسمت… للمنظر، وللأخوّة التي بدأت تنبت بينهم كعائلة حقيقية.
تقدّمت بهدوء نحو شيسوي، ومرّرت يدي في شعره الكثيف بلطف:
“هل التدريب مع إخوتك يجري جيدًا؟”
رفع رأسه إليّ وابتسم:
“نعم… أوتوسان.”
شعرت بشيء ثقيل وخفيف في ذات الوقت يسكن صدري.
“هل تعلم تركيز الشاكرا؟”
أومأ برأسه بحماس:
“حسناً!”
⸻
انتهى قتال الصباح المعتاد بين أوبيتو وكاكاشي.
اقترب الاثنان، مغطّيان بالكدمات الخفيفة، وابتسامة التحدّي على وجهيهما.
“صباح الخير، نيسان… وأختي الكبرى!”
قالها كاكاشي بتهذيب واضح، مستخدمًا اليابانية كما علّمته يارا.
ابتسمت، وقلت بهدوء:
“صباح الخير.”
نظرت خلفي، فرأيت يارا تخرج من الغرفة بثيابها المنزلية، تتجه مباشرة نحو شيسوي، ثم تنحني وتعانقه بقوة:
“صباح الخير، شوشو.”
ضحكت بصمت على اللقب الجديد، وراقبت كيف غطّى خده الاحمرار من الخجل.
ثم قالت بنبرة لطيفة:
“مهمّتكم، عندما لا تكونون في مهمّات الأنبو، هي تدريب شيسوي الصغير.”
أومأ كاكاشي وأوبيتو في وقت واحد، بنبرة منضبطة، ثم توجّها إلى الجانب الآخر لإعادة ترتيب أسلحتهم.
⸻
وقفت يارا بجانبي، أمسكت بيدي بخفة وقالت:
“هيا، لنشرب الشاي… ونراقب الأطفال يتدربون.”
سحبتني بهدوء نحو الصالة، التي تفتح على الفناء.
جلست أمامي، سكبت الشاي في كوبين، ثم قدّمت لي أحدهما.
شربنا بصمت للحظات.
لكنني لاحظت… عينيها لم تكن كما العادة.
ثمة شيء تخفيه.
“ما الأمر؟” سألتها بهدوء.
ترددت، ثم قالت:
“يبدو أنني لا أستطيع إخفاء الأمر… كاتي،
في غضون ثمانية أشهر …
سيكون لدينا نسخة هاتاكي صغيرة هنا .”
تجمّدت.
لم أفهم فورًا.
ثم نطقت بصوت مبحوح:
“سيصبح لدي… ابن ثانٍ؟”
نظرت إليّ، وابتسمت.
فهمت ما عنَتْه فورًا: شيسوي كان الأول بطلبها… أما هذا، فابننا من الدم.
لم أجد ما أقوله.
وقفت، وقبل أن أتكلّم، قفزت هي في حضني، واحتضنتني.
احتضنتني… كما لو كانت تطفئ نارًا بداخلي لم أكن أعلم بوجودها.
“ستُصبحين أمًا…” قلت بصوت خافت.
أومأت، والابتسامة لا تفارق وجهها.
همست لها:
“هل ستكون فتاة… أم صبي؟”
ضحكت بخفة، ثم أجابت:
“لا أعلم.”
⸻
جلستُ هناك، أرتشف الشاي، وأشاهد شيسوي، كاكاشي، وأوبيتو وهم يتدرّبون في ساحة منزلنا.
وفي صدري…
أصبحت الحلقات مكتملة.
⸻
رائع، مشهد العصر هذا لطيف ودافئ، ويضيف لمسة عائلية مليئة بالمزاح والحميمية، ويُظهر علاقة شيسوي مع سامرو ويارا كعائلة حقيقية. إليك المشهد بصياغة أدبية، من منظور الراوي:
⸻
في نفس اليوم – عند العصر
كانت الشمس تميل نحو الغروب، والضوء البرتقالي ينساب على أرضية الصالة المفتوحة على الفناء.
كنتُ جالسًا بجانب يارا، نتحدث بهدوء عن أمور المنزل، وعن التغييرات القادمة، حين دخل شيسوي من الباب الخارجي بخطوات خفيفة.
كان يحمل حقيبته الصغيرة، شعره مبعثر قليلًا، ووجهه يحمل تعبيرًا متحمّسًا.
“عدت!”
قال وهو يركض نحونا.
رفعت يارا نظرها إليه وابتسمت:
“كيف كانت الأكاديمية اليوم؟”
جلس أمامنا وألقى الحقيبة جانبًا، ثم قال بحماس:
“كان التدريب رائعًا! اليوم تدربنا على التايجتسو… المعلم قال إنني الأفضل في الفصل.”
ابتسمت له، وقلت بمكر:
“الأفضل؟ إذًا لم يكن هناك أحد يقارِب مستواك؟”
تردد قليلًا، ثم قال:
“في الحقيقة… كانت هناك فتاة واحدة فقط، نافستني قليلاً…
هادئة، شعرها بنفسجي، وضرباتها سريعة.”
نظرت إليه يارا مبتسمة وسألت برقة:
“وما اسم هذه الفتاة؟”
ردّ بتلقائية:
“يوغاو… يوغاو أوزوكي.”
لم أتمالك نفسي، انفجرت ضاحكًا:
“يوغاو أوزوكي… الاسم كامل؟! يبدو أنك حفظته جيدًا.”
أردت أن أضايقه أكثر، فقلت بنبرة درامية:
“إذاً… زوّجة ابني قد تقرّرت.”
شهقت يارا بمرح، ثم قالت:
“سريعة الحركة، شعر بنفسجي، وهادئة؟ هذه من نوعي المفضّل!”
صرخ شيسوي محرجًا، وهو يحاول إخفاء وجهه:
“توقفااااااا!”
ضحكتُ بصوت خافت وقلت:
“ما رأيك أن نرسل لها دعوة للعشاء الليلة؟”
قالت يارا وهي تغمز لي:
“ونحجز فستان زفاف قبل أن تُخطف من فصل آخر.”
احمرّ وجهه تمامًا، ودفن رأسه بين ركبتيه.
“لم أعد أقول لكم شيئًا مرة أخرى!”
قالها وهو يضحك رغمًا عنه.
مددت يدي وربّتُّ على شعره:
“كن بخير، شوشو… نحن فقط نحبك كثيرًا.”
⸻
لم أكن قد أنهيت ضحكتي على احمرار وجه شيسوي بعد، حين قال بصوت خافت وهو يشيح بوجهه:
“هي ليست صديقتي… الآن.”
رفعت حاجبيّ، ونظرت إلى يارا، ثم غمزت لها:
“ليس الآن، هاه؟”
صمت شيسوي فجأة، وكأننا أمسكناه متلبسًا، بينما وجهه ازداد احمرارًا حتى صار كثمار الخوخ.
اقتربت يارا قليلًا منه، ثم مالت برأسها وسألته:
“شوشو… أنظر إليّ، هل أنا جميلة؟”
أجاب مباشرة، بحماس لا يمكن إنكاره:
“نعم!”
ضحكت يارا برقة، ثم أشارت إليّ وقالت:
“وهذا؟ هل هو جميل؟”
نظر إليّ شيسوي للحظة… ثم قال بجفاف متعمّد:
“لا.”
وكأنه قرر أن ينتقم مني لكل ما قلته قبل قليل.
انفجرت يارا ضاحكة، وأنا تمتمت:
“أنتظر فقط حتى تنام.”
ثم التفتت إليه وسألته بلطف:
“هل تعلم كيف تقرّب إليّ أول مرة؟
أقصد، كيف أصبحنا أصدقاء؟
مع العم ميناتو والعمة كوشينا؟”
نظر إليها شيسوي بفضول حقيقي، ثم قال:
“لا… كيف؟”
قالت وهي تستند براحتها إلى الوسادة:
“في أول يوم لنا في الأكاديمية…
بعد أن نُقلت كوشينا إلى صفّنا، وقف هذا الأحمق فوق طاولة المعلم، وقال بصوت عالٍ:
أنا هاتاكي سامرو، أخ ساكامو وميو… وعم كاكاشي،
وأتحدّى الجميع على قتال.”
ضحك شيسوي حتى انقلب على جنبه، وقال:
“لكن كاكاشي لم يكن قد وُلد بعد!”
ابتسمت، وقلت بنبرة هادئة:
“هو قرر قبل ولادة كاكاشي…
أن شقيقته الكبرى ميو، إن أنجبت ولدًا، فسيكون اسمه كاكاشي.”
ثم أضافت يارا بصوتها الرقيق، الذي دائمًا ما يفاجئني في لحظاته الصادقة:
“هل تعلم… أنني أحببته من ذلك اليوم؟”
توقفت عن التنفّس لثانية.
نظرت إليها، ولم أتفوّه بشيء.
أما شيسوي، فسأل ببساطة:
“لماذا؟”
أجابت بصوت خافت:
“في أول يوم لكوشينا، بدأ بعض الطلاب يتنمّرون عليها…
وسامرو لم يكن يريد أن يُسكتهم مباشرة، لأنه يعرف أنها لن تقبل الحماية المباشرة.
فحوّل الأنظار إليه…
جعلهم ينسونها، وجعل نفسه هدفًا.”
أخفضت رأسها قليلاً، وأكملت:
“لقّبوه بالفزّاعة… وبالأحمق الكبير، وبكل ما يخطر على بالك.
وفي كل مرة… كان يبتسم.
لم يغضب، لم ينكسر، لم يشتكِ.
هناك، أحببته.”
لم أقل شيئًا.
ولم أحتج إلى ذلك.
في تلك اللحظة، كان وجه شيسوي لا يزال محمرًا…
لكنني شعرت بأنني، ولأول مرة منذ سنوات طويلة، لم أعد وحدي في هذا العالم.