وصلتني الرسالة في الصباح الباكر:
“الحضور إلى مكتب الهوكاجي حالًا – توقيع: ميناتو.”
لم أكن أحب الأوامر الرسمية، خصوصًا حين تأتي من أصدقائي.
دخلت المكتب، فوجدته يجلس خلف طاولته بهدوئه المعتاد، يدوّن شيئًا على لفافة ملفوفة، وعيناه تلمعان بخفة أعرفها.
“أردت رؤيتك.”
قالها وهو يضع القلم جانبًا.
جلست أمامه، أنتظر ما هو واضح أنه لن يكون مجرد محادثة بسيطة.
ابتسم وقال:
“سامرو، أحتاجك أن تعمل كهوكاجي بديل… ريثما أنهي حرب النينجا.
كونوها لم تدخل الحرب رسميًا بعد، لكن… الوقت يقترب.”
رفعت حاجبيّ ونظرت إليه مباشرة:
“أنا؟ لا.”
ضحك، وكأنه كان يتوقع الرد.
“حسنًا… إن لم ترد الجلوس على الكرسي، سأرسلك إلى جبهة الرياح.
أنت تحبها، أليس كذلك؟”
تنهدت، ثم قلت:
“الهوكاجي البديل، ها؟ كيف لي أن أرفض طلب صديقي العزيز؟”
وقف من خلف مكتبه، مشى نحوي، ووضع يده على الكرسي:
“الكرسي لك الآن.”
جلست عليه ببطء، نظرت إلى الورق، إلى النافذة، إلى الصمت الذي يخفي تحته عبء قرية بأكملها.
نظر إليه وقلت
“لقد أصبحت روحك خبيثة.”
أجاب بسخرية:
“وأنت؟ قضيت حياتك كلها معي… كيف لا تفسد روحك؟”
ابتسمت بخفة، ثم قلت:
“لا تدع كوشينا تسمع هذا، ستبدأ بالغيرة منك.”
ضحكت، ثم سكت، لكن ميناتو رفع إصبعه فجأة وقال:
“صح، نسيت أن أخبرك…
كوشينا ستكون معك دائمًا، وستبدأ عملية الكيوبي قريبًا.”
تجمّدت.
نظرت إليه بصدمة:
“اللعنة عليك، ميناتو—”
لكنه لم يتركني أكمل الجملة…
بلمح البصر، كان قد اختفى عبر الهيراشين.
فجأة، سمعت صوتًا مألوفًا يأتي من خلف الباب:
“ميـــــناتووو! ساااامرووو!”
شعرت ببرودة تجتاح ظهري.
“اللعنة…” تمتمت.
فُتح الباب بعنف، ودخلت كوشينا والغضب يشتعل في عينيها.
“هل لعنتني؟”
قالتها بصوت منخفض مخيف.
رددت سريعًا، محاولًا النجاة:
“لا! لعنت ميناتو!”
سكتت، عيناها تضيقان، ثم نظرت إلى مكان اختفى فيه ميناتو
مرت فكرة في رأسها، ورأيتها تكتمل في عينيها:
“هل لعنت ميناتو… لأنه تركك وحدك… معي؟”
لم أُجب.
لم أتنفّس.
فقط… أدركت، في تلك اللحظة، أن حياتي قد لا تستمر لرؤية أحفادي.
⸻
في صباح اليوم التالي، وجدت كوشينا في الشرفة، تستمتع بالهدوء النادر.
اقتربت منها، وقلت بهدوء دون مقدمات:
“أريد أن أتحدث معه… مع الذي في داخلك.”
رفعت نظرها إليّ ببطء، لم تكن مصدومة، فقط متأملة.
ثم سألتني:
“متأكد؟”
أومأت بثقة.
صمتت للحظة، وكأنها تراجع قلبها، ثم ابتسمت ابتسامة خفيفة:
“أنت الوحيد الذي أثق به بجانب ميناتو ويارا
… أكثر من نفسي.”
اقتربت، ووقفت أمامي، ثم قالت بلين:
“انظر في عيني.”
كما فعلنها في السابق
فعلت.
وما إن تلاقت نظراتنا، حتى فعّلت المانجيكيو شارينغان خاصتي.
امتصّني الضوء الأسود في لحظة واحدة، وسُحب وعيي إلى الداخل…
⸻
حين فتحت عينيّ مجددًا، كنت في عالم مختلف.
الهواء هنا ثقيل، ساكن.
أرضٌ رطبة متشققة، تمتد بلا نهاية، محاطة بجدران حجرية عالية،
وفي المنتصف… كانت القِضبان الحديدية العملاقة، تحاصر ظلًا هائلًا ينبض بالغضب.
الكيوبي.
كُتل من الشاكرا الحمراء تتلوى في الفضاء كسُحب قاتلة،
عيناه تلمعان وسط العتمة، وصوته يهمس قبل أن ينطق.
لم أشعر بالخوف.
ولا بالرهبة.
فقط نظرت إليه وقلت في نفسي:
“كم أنت مزعج.”
⸻
نظرتُ إلى القفص الهائل الذي يقف خلفه ذلك الكيان الأحمر، المشتعل بالشاكرا.
عينيه… كانت تتوهج كجمرتين من غضب أبدي.
تنهدت بانزعاج.
“أيها الثعلب…” قلت بنبرة حادة،
“فلتتوافق مع الفتاة كوشينا.”
زمجر، وصوته دوّى في الفضاء المقفول:
“لو كنتُ خارجًا… لما تجرأت أن تكلمني بهذه الطريقة.”
لم أُجب.
تقدمت بخطى ثابتة نحو القفص،
ثم… دخلت.
عندها، رفعت يدي،
وفعلت ختم كوكّان.
شعرت بالشاكرا تتفجّر من جلدي، تتصاعد من جسدي كعاصفة صامتة.
حتى الثعلب…
تراجع خطوة للوراء.
عيناه اتسعتا، ليس خوفًا… بل صدمة.
“هل تستطيع أن تعيد ما قلت؟”
سألته ببرود، ونظراتي تنغرس فيه كالسيف.
سكت.
ثم قال بصوت خافت:
“ماذا تريد…؟”
في تلك اللحظة، شعرت بشيء غريب…
لم أعد شينوبي.
بل كأنني إله ، يحكم على مخلوق متمرّد من عالمٍ قديم.
لكنني تمتمت:
“لا… ليس هكذا.”
أوقفت الختم.
هدأت الشاكرا.
عدتُ إلى الأرض.
نظرت إليه، وقلت:
“كوراما…
أريد أن تساعدنا، وتساعد كوشينا.”
زمجر مجددًا، ولكن بنبرة مشوشة:
“كيف… عرفت اسمي؟”
نظرت إليه بثبات:
“ذهبتُ من قبل إلى ضريح هاغورومو.
رأيت قصتكم… كيف شَكّلكم من شاكراه، وأعطاكم أسماءكم.
ورأيت اسمك… هناك، منقوشًا على الحجر الأول.”
صمت.
تابعت:
“أتعلَم من هو ابن النبوءة… الذي تحدّث عنه الحكيم؟”
لم يُجب.
نظرت إليه، ثم أشرت نحو قلبي:
“ابن هذه الفتاة.”
كوراما…
تراجع.
كانت المرة الأولى التي أراه فيها… مرتبكًا.
همس:
“كلامك… هل هو صحيح؟”
أومأت.
ثم فجأة، تقدّمت نحو الختم، وبدأت بفتحه ببطء.
صرخ:
“ماذا تفعل؟!
إن فَتحته… سأدمّر القرية!”
نظرت إليه مباشرة:
“إن خرجت… ستقتل ابن النبوءة قبل ولادته.
وإن خرجت… لن تُدمّر إلا نفسك.”
ساد الصمت.
كوراما حدّق فيّ…
ولم يقل شيئًا.
ثم، بصوت منخفض جداً…
“هل… كلامك صحيح؟”
أومأت مرة أخرى.
⸻
تمام، نُكمل المشهد مع الاتفاق المبدئي بين سامرو وكوراما ، ونغلق الفصل بنغمة ثقيلة هادئة، تشير إلى بداية عهد جديد. إليك التكملة:
⸻
ظل كوراما صامتًا، عيناه تحدقان بي، لكن نظرته تغيّرت.
لم تكن نظرة وحش غاضب…
بل نظرة كائن يتذكر شيئًا قديمًا، قد فقده منذ قرون… الثقة.
أخفض رأسه قليلًا، وكأن زئيره الداخلي خفت.
“وماذا تريد مني؟”
سأل، لكن صوته لم يكن مهددًا، بل مكلومًا.
قلت بهدوء:
“أن تتوقف عن القتال الداخلي…
أن تتركها تتحكم بشاكراك بحرية، لا لتؤذيك… بل لتحميك أيضاً.”
زمجر قليلًا، لكن دون شراسة.
“وأنت؟”
نظرت إليه بثبات، ثم أجبت:
“أنا لن أكون سيدك…
ولا خالقك…
لكنني سأكون من يمنع العالم من التهام نفسه مجددًا.
ولن أستطيع فعل ذلك… إن لم تكن معنا.”
صمت.
ثم همس كوراما، بصوت خافت لا يشبه أي شيء سمعته منه من قبل:
“اتفاق… مبدئي.
لكنني لن أسمح لأحد… أن يلمس قلبي، إلا إن أثبت أنه يستحق.”
ابتسمت، بخفة لا تناسب المكان.
“إذن، كوشينا ستكون أول من يبدأ.”
بدا عليه التردد للحظة، ثم قال:
“إن خذلتني…
سأسحبها إلى أعماقي، للأبد.”
أومأت، ثم أغلقت الختم.
عاد كل شيء إلى الظلام.
وما إن فتحت عيني، حتى كنت واقفًا مجددًا أمام كوشينا،
شعرها الأحمر ينساب خلف كتفيها، وعيناها تراقبني بشغف.
قالت همسًا:
“كيف كان؟”
أجبت بصوت خافت:
"انتهى الامر"
⸻