كنتُ غارقًا في بحر من التقارير والملفات المتراكمة على مكتب الهوكاجي،

أوقّع على واحدة، وأتنهد من الأخرى…

حتى سمعت صوتها، ناعمًا مستفزًا كعادته:

“ممل، هذا ممل!

ميناتو ينهي هذه الأوراق أسرع منك، ولا يؤجل أي شيء.”

رفعت رأسي، ونظرت إليها.

وقفت هناك، ذراعاها متقاطعتان، ونظرة التحدّي في عينيها.

وفي لحظة…

لم أعد أرى كوشينا،

بل رأيت ناروتو … لكن كبيرًا، ناضجًا، وإن كان أكثر فوضوية.

تمتمت بانزعاج:

“اللعنة عليك، كوشينا…

إن أردتِ ميناتو، فاذهبي إليه.”

تجمّدت.

اتسعت عيناها، وصدمتني بنبرة غير مصدّقة:

“حقًا؟

حقًا؟

حقًا؟!”

أدرت نظري عنها بتثاقل، وقلت:

“نعم.

أنتِ وكوراما الآن على وفاق،

أتقنتِ طور الكيوبي،

ولا يوجد من يستطيع الوقوف بوجهك…

إلا الرايكاجي الثالث… أو أونكي.”

أمسكت ورقة، وكتبت عليها بخط حاد:

إلى ميناتو.

أريد بقاء الرايكاجي الثالث حيًّا.

اجلب لي الجينشوريكي ذو الذيلين.

اسم البيجو: ماتاتابي.

لديك شهر واحد، وإلا… سأدخل المعركة بنفسي.

ثم على وجه الورقة كتبت:

مهمّة من الرتبة SSS – (الرتبة الوحيدة على الإطلاق)

العنوان: تسليم رسالة مهمّة إلى الهوكاجي الرابع.

ثم… المشاركة في الحرب وإنهاؤها.

قدّمت الورقة إليها، ابتسمت بابتسامة المنتصر، ثم غادرت القصر…

ومعها المختومة بكوراما.

رفعت يدي بهدوء، وظهر اثنان من الأنبو من الظلال.

“ما الوضع في قرية المطر؟” سألت.

رد أحدهما:

“هناك منظمة جديدة، اسمها الأكاتسكي ، تدّعي أنها تسعى للسلام.”

أومأت.

أخرجت ورقة جديدة، وكتبت:

من: سامرو، الهوكاجي البديل.

إلى: ياهيكو، رئيس منظمة الأكاتسكي.

أطلب عقد اجتماع لعرض أفكاركم.

وأعبّر عن دعمي المبدئي لعملكم.

ختمت الرسالة بختم ، ثم ناولتهم إياها:

“سلّموها إليه… مباشرة.”

جلست مرة أخرى، نظري يسرح خارج النافذة.

تمتمت:

“قرية الرمل… قبلت الهدنة.

قرية الضباب… تحت حكم مادارا، وأوبيتو ليس بالضعيف.

جبهة السحاب… بقيادة ميناتو.

جبهة الصخور… في يد أوروتشيمارو.”

صمتُ لحظة، ثم تمتمت بابتسامة باردة:

“وجبهة كونوها… في يد شيطان الورق.”

كان الليل قد أرخى عباءته على كونوها،

وما زلت جالسًا في المكتب…

بين كومة لا تنتهي من التقارير، والملفات المختومة بالشمع الأسود.

الشموع على جانبي المكتب بدأت تذوب، لكن الأوراق لم تنقص.

رفعت رأسي قليلًا،

وما إن فعلت… حتى شعرت بطاقة مألوفة،

وفي لحظة، لمع الضوء أمامي…

وانتقلت يارا بالهيرا شين، وظهرت في منتصف الغرفة.

رفعت يدي بهدوء، وأشرت للأنبو في الزوايا:

“غادروا.”

اختفوا كأنهم لم يكونوا.

نظرت إليّ بابتسامتها التي أعرفها أكثر مما أعرف نفسي،

وقالت بنبرة عتاب دافئ:

“كاتي… ما زلت لم تنهِ شيئًا؟”

نظرت إليها، ثم إلى انتفاخ بسيط في بطنها،

لم يكن ظاهرًا بوضوح بعد…

لكنني كنت أراه،

وأشعر به كما لو كان جزءًا من قلبي.

ابتسمت، ثم تمتمت:

“اعتذري من شوشو… يبدو أنني لن أعود الليلة.

اللعنة… كيف ينهي ميناتو كل هذه الأوراق بهذه السرعة؟!”

ضحكت يارا، واقتربت مني.

ثم سألت بهدوء:

“هل أمور أوبيتو وكاكاشي بخير؟”

ضحكت، وأجبت بثقة:

“من يستطيع هزيمتهم؟

ومع وجود ميناتو في الجبهة…

الحرب التي كان يُفترض أن تستمر اعواماً

… ستنتهي خلال أسابيع.”

اقتربت أكثر، ثم سحبت بعض الملفات من جانبي وبدأت تقرأها.

رفعت حاجبي، وقلت بمكر:

“هل تعلمين أن هذه أوراق سرّية؟

لا يُسمح بقراءتها إلا للهوكاجي… أو من أوصى إليه.”

نظرت إليّ، ثم أمالت رأسها بثقة وقالت:

“كاتي…

لديّ منصب:

زوجة قاتل الإله،

وصديقة زوجة الهوكاجي،

وصديقة الهوكاجي نفسه،

وزوجة الهوكاجي البديل.”

ثم ابتسمت بتفاخر طفولي وهي تقول:

“من سيمنعني من مساعدة زوجي الضعيف؟”

لم أستطع كتم ضحكتي.

نظرت إليها…

وما بين يديها من ورق وسيوف…

كانت هي النور الأخير في أيامي المزدحمة.

بعد أن انتهينا من توقيع آخر ورقة،

سقط القلم من يدي أخيرًا،

وانسحب التعب من بين عروقي كجناح مكسور.

الهدوء خيّم على الغرفة،

حتى صوت الأوراق توقف عن الهمس،

لكن داخلي… لم يصمت بعد.

نظرت إلى الطاولة، ثم تمتمت:

“بعد توقف كل الحِيَل القديمة…

لم يتبقَ من تفكير الجيل السابق شيء.”

نظرت إلى يارا، ثم أكملت:

“دانزو… وهيروزين…

تآكلت أدواتهم أمام هذا التقدّم.

ميناتو… طوّر القرية أكثر مما فعلوا في عهدهم.

كوشينا… أصبحت جينشوريكي مثالي.

الأوتشيها… لم يعودوا غريبين عن كونوها.

بل صاروا جزءًا منها… وليس عبئًا كما كان يُعتقد.”

سكتُّ للحظة، ثم ابتسمت،

لكنها لم تكن ابتسامة راحة.

بل ابتسامة كُسرت من الداخل.

“أتمنى لو بقوا…

ساكامو، ميو، جيرايا…

كانوا يستحقون رؤية هذا النجاح.”

أخفضت رأسي، وأكملت بصوت متعب:

“خسرنا من أوتسوتسوكي واحد…

كل من ساكامو، وهيروزين، وجيرايا.

حتى تسونادي… غادرت القرية مع شيزوني ورين.”

أغلقت عيني لحظة.

“أربعة محاربين من رتبة الكاجي… في ضربة واحدة.

لكن الألم الحقيقي… لم يكن في الخسارة القتالية.

بل في خسارة إخوة… وآباء.”

لم أسمع صوتًا، لكنني شعرت بها.

وقفت خلفي،

ثم وضعت ذراعيها حولي،

وضمّتني من الخلف.

همست في أذني، بصوت لم يكن سوى مرآة لصوتي المكسور:

“لكنهم… تركوا جيلًا يُكمل تراثهم.

وسياتي جيل… يُكمل تراثنا، يا سامرو.”

ابتسمت.

ابتسامة صدق… لا أستطيع قولها،

ولا أُظهرها…

إلا معها.

يارا… كانت الجبل الذي لم يسقط.

2025/05/16 · 19 مشاهدة · 741 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025