ضجّت بوابة كونوها بالجموع.

الرايات رفرفت في الهواء،

والأصوات تعالت بهتافٍ واحد:

“ميناتو!”

“هوكاجينا!”

“بطل الحرب!”

كل من في القرية خرج…

المدنيون، الشينوبي، حتى الأطفال الذين بالكاد يفهمون ما تعنيه الحرب،

كانوا يعرفون أنه حين يعود ميناتو، تعود كونوها آمنة.

ظهر من البوابة بزيّه الرمادي المتفحّم من أثر المعركة،

ورأسه مرفوع، ووجهه متعب… لكنه كان يحمل تلك النظرة:

نظرة المنتصر.

إلى جانبه، كانت الكتيبة تمشي بانضباط،

لكن لم يكن معهم أحد من خصومهم.

لا الرايكاجي الثالث،

ولا الجنشوريكي ذو الذيلين.

اختفوا.

في نفس الوقت،

في ممرٍ جانبيّ من أسوار كونوها،

تحركت وحدات الأنبو في صمت تام.

وسط طوق من الظل،

تم تمرير اثنين من أعظم خصوم كونوها، دون أن يشعر أحد:

الرايكاجي الثالث، والجنشوريكي ماتاتابي.

كلاهما مُقيّد بتقنيات متقدمة من الختم،

ومُجردان من شاكراهما النشطة.

تم اقتيادهما إلى قسم حجز خاص لا يعرف موقعه سوى الهوكاجي، وسامرو فقط.

في منصة الاستقبال، كان سامرو واقفًا بجوار سارية العلم.

ابتسم لميناتو عندما صعد،

وقرأ في عينيه تلك الجملة التي لم تُقال:

“المهمة تمت… كما وعدت.”

ومع أن التهليل استمر، والهتافات لم تهدأ،

كان قلب سامرو مطمئنًا لأمر واحد فقط:

“العدو في الحجز…

والشعب يرى بطلًا.”

هكذا تُبنى الأساطير…

وهكذا تُربح الحروب.

في مكتب الهوكاجي،

حيث عادةً ما يُدار مصير القرية،

لم يكن هذا اليوم كغيره.

جلس سامرو في مقعد ميناتو، متكئًا براحة لا تُشبه تلك التي كان يجلس بها خلال فترة تولّيه.

عن يمينه كانت يارا تقلب صفحات ملف بلا اهتمام،

وعن يساره ميناتو ، يسترخي أخيرًا وقد عاد من الحرب منتصرًا.

أمامهم جلست كوشينا ،

وبالقرب منها كاكاشي و أوبيتو ، وكأنهما جنديان عائدان من مغامرة لا تُصدّق.

قال سامرو بنبرة هادئة، وهو يحدق في كوشينا:

“كوشينا… كيف كان طَعم الحرية؟”

ابتسمت بخفة، ثم تنهدت:

“مثل الخروج من كهف ضيّق إلى سماء بلا نهاية.”

نظرت حولها، ثم تابعت:

“عندما خرجت من كونوها لأول مرة…

كل شيء بدا لي غريبًا.

لكن الغرابة الحقيقية… كانت حين التقيتُ بكم في الجبهة. ”

سكتت للحظة.

ثم ألقت القنبلة:

“ميناتو… كاكاشي… أوبيتو…

تجمّدوا في أماكنهم وكأنهم رأوا شبحًا.”

ارتسمت الصدمة على وجوه الجميع مرة أخرى،

حتى كاكاشي نظر إلى ميناتو وقال:

“بصراحة… ظننت أنني في وهم بصري.”

ضحك أوبيتو وقال:

“وأنا أقسمت أنني رأيت طيف كوشينا…

لكن لم أصدق أنها خرجت فعلًا بأمر رسمي من سامرو!”

ضحكت كوشينا، ثم أردفت:

“أما القتال مع الجنشوريكي…

فكان أشبه بلعبة قتالية بنمط بيجو متغيّر!

كل واحد منهم كان يتحول، ويبدّل أسلوبه كأنه ينتقل من مرحلة لأخرى.

وفي كل مرة، كنت أنا التي تُضرب وتقوم.”

انفجرت يارا ضاحكة،

وسامرو وضع يده على جبهته وقال:

“أوه، لا… لا تقولي إنك سحبتِ أحدهم من الذيل؟”

كوشينا ردّت بابتسامة ساخرة:

“ليس ذيلًا واحدًا.”

قال أوبيتو وهو يومئ بشدة:

“سينسي… أقسم أنه لا أحد كان يستطيع إيقافها في الحرب إلا ميناتو .

لو لم يكن هناك… كانت ستُحدث كارثة.”

أكمل كاكاشي بجدّية مغلفة بالسخرية:

“في إحدى المواجهات، صرخت في وجه جنشوريكي وقالت:

‘آخر مرة أحد ينفخ عليّ شاكرا…

أنا لست شمعة!’”

ثم تابع:

“والأعجب؟

الجنشوريكي توقف عن الهجوم.”

ضجّ المكتب بالضحك.

حتى ميناتو لم يستطع كتم ضحكته،

وغطى فمه بيده، محاولًا أن يبقي ملامحه هادئة.

نظرت يارا إلى كوشينا وقالت بلطف:

“أعتقد أنك لم تنقذي فقط الجبهة… بل أعطيتِ الحرب نكهة حمراء.”

ردّت كوشينا، وابتسامة فخر في عينيها:

“وربما… قليلاً من الجنون.”

ابتسم سامرو وهو يراقبهم،

ثم تمتم في نفسه:

“هذا… ما كانت كونوها تفتقده طوال الحرب.

وجوه تحكي النصر، لا الأرقام.”

بينما كانوا يضحكون جميعًا،

والهدوء يعود تدريجيًا إلى المكتب،

مال سامرو قليلًا في مقعد الهوكاجي، نظر إلى كوشينا نظرة مائلة بين الجديّة والمزاح،

ثم قال بنبرة فيها شيء من الاحترام الدافئ:

“هل تعلمين…؟”

سكتت كوشينا، ونظرت إليه بابتسامة نصف مشاكسة:

“ماذا؟”

ابتسم سامرو، وأكمل:

“أنكِ أول شينوبي… في تاريخ كونوها،

ينجز مهمة رسمية من الرتبة SSS. ”

ساد صمت مفاجئ.

حتى ميناتو رفع حاجبيه.

كاكاشي نظر إلى الأرض كأنّه يدرك وزن الجملة.

و أوبيتو شهق بهمس:

“أنتِ… الأولى؟”

كوشينا نظرت إلى سامرو، وفي عينيها شيء لم يكن مجرد فخر…

بل اعتراف طال انتظاره.

قالت وهي تقاوم ارتباكها:

“حقًا…؟”

رد سامرو، ونبرته أكثر جدية هذه المرة:

“رسميًا.

والأهم… أنك أتممتها بنجاح كامل، دون خسائر،

وسجّلتِ سابقة لا أحد بعدك اقترب منها.”

أرادت أن تمزح، لكن صوتها خرج خافتًا:

“إذًا… هل يُسمح لي أن أتباهى أمام ميناتو؟”

ردت يارا وهي تضحك:

“بعد كل ما فعلته، أنتِ بحاجة لإذن؟”

ضحك الجميع مجددًا،

لكن كوشينا…

كانت تبتسم هذه المرة بصمت حقيقي.

ابتسامة امرأة…

أثبتت أنها أكثر من مجرد زوجة الهوكاجي.

بين ضحكاتهم المتناثرة،

والأجواء التي خفّت عنها رائحة الحرب،

كان سامرو قد بدأ يراقب الجميع بهدوء.

نظره لم يكن موجّهًا لهم،

بل إلى يارا …

التي التقطت تغيّر تعابير وجهه فورًا.

دون أن يتكلّم،

لمح لهم بيده بخفة.

إشارة بسيطة…

لكن يارا فهمتها.

تحت الطاولة،

مدّت يدها وأمسكت بيده بقوة.

ضغطت كفّها على كفه،

كأنها تقول: “أنا

معك

لا

تنسَ

أن

تتنفس

.

ثم ابتسمت، ووقفت.

“بما أن كوشينا أكملت مهمتها من الرتبة SSS…”

قالتها بصوت مرِح، ثم نظرت إلى كوشينا، كاكاشي، وأوبيتو:

“فلتذهبوا، والطعام… عليّ هذا المساء.”

نهضت كوشينا فورًا، وأشارت بإصبعها نحو الباب:

“مطعم الرامن؟ لا أحد يعترض.”

قال كاكاشي:

“طالما أنني لا أدفع… أوافق.”

أوبيتو ردد وهو يلحق بهم:

“رااااااامن!!!”

غادروا جميعًا…

و بقي الصمت.

نظر سامرو إلى ميناتو .

ونظر ميناتو إلى سامرو .

جلسا وجهاً لوجه…

ثم بدأ الحديث.

2025/05/16 · 18 مشاهدة · 852 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025