97 - الختم المستوى الثاني

منذ سبعة أيام…

لم أتكلم معه.

كان يدخل الغرفة أحيانًا…

ينظر إليّ بصمت،

ثم يرحل.

لم أصرخ.

لم أُعاتب.

لكني أيضًا… لم أغفر.

أجلس على حافة سريري،

أتظاهر بالقراءة، أو باللعب مع أيومي،

لكني في داخلي…

أراقب عقارب الساعة تتحرك نحوه.

نحو الموعد الذي لم يخبرني عنه.

حتى ذلك اليوم…

دخل الغرفة.

عيونه لم تكن منهكة،

بل حادة، كأنها محسوبة.

قال بهدوء:

“تعالي معي.”

لم أجب.

وقفت.

لكنني لم أغفر.

اقترب مني.

لم ينتظر موافقتي.

أمسك بذراعي،

وفجأة…

انتقلنا.

وجدت نفسي في غرفة صغيرة،

داخل فندق قديم الطراز.

الضوء خافت،

ورائحة الورق والحبر تملأ المكان.

هناك…

رأيت عجوزًا يجلس في الزاوية،

نظراته شاردة،

لكن عينيه حمراء…

شارينغان.

نظرت إلى سامرو.

لكنني لم أتكلم.

ذهب إليه… وأنا ما زلت بجانبه.

ثم…

فتح قميصه من جهة الصدر.

رأيت ختمًا دائريًا ،

يحمل في داخله أنماطًا متداخلة كأنها خريطة لعالم آخر.

مدّ إصبعه،

و فتح الختم.

وما إن فُتح، حتى خرج وميض من الشاكرا ،

أحسست به يتنفس.

شاكرا بيجو.

ارتجف الهواء.

ارتجفت أنا.

كنت سأقول شيئًا…

لكنه سبقني.

صوته كان جادًا… هادئًا:

“ارفعي رجلك اليسرى.”

تردّدت…

لكني فعلت.

ركبتي كانت ما زالت ترتعش.

أخرج من جيبه شيئًا صغيرًا،

يشبه بلورة مغطاة بالختم،

ثم وضعها على كاحلي.

في لحظة…

الختم انتقل.

شعرت بألم حاد …

كأن النار تشتعل في كاحلي.

ثم ارتفعت…

صعد الألم عبر ساقي، إلى فخذي.

صرخت داخليًا…

عضضت شفتي.

نظرت إلى ساقي،

ورفعت قميصي قليلًا…

ورأيت وشم السلسلة ،

يتسلق جسدي حتى سرتي…

مُدجّجًا بأطراف سوداء تتوهّج.

كنت سأسأل.

كنت سأصرخ.

لكنه أمسك بي مرة أخرى…

وبلمح البصر،

عدنا إلى المنزل.

و…

اختفى.

وقفتُ وسط الغرفة،

وظهري لا يزال يشعر بحرارة الختم،

وصدري لا يزال يحمل ثقل الغموض…

لكن عينيّ لم تدمع.

فقط همست لنفسي:

“كاتي… ما الذي تفعله…؟”

—-

كنت جالسة على طرف السرير،

أنظر إلى الأرض،

وفي قلبي سؤال واحد يتكرر كنبضٍ ثقيل:

“أين أنت، يا كاتي…؟”

مرّ أسبوعان…

لم يتحدث.

وأسبوعٌ كامل لم أره.

صرتُ أتحرك في البيت كضيفة.

أتفقد الطفلين…

أستمع لبكاء شيسوي من الغرفة الأخرى…

ولا شيء يملأ الفراغ الذي تركه.

طرق خفيف على الباب،

صوت مألوف.

فتحت.

كان ميناتو واقفًا،

يبتسم تلك الابتسامة التي لا تفقد وهجها حتى في أحلك الأيام.

“مرحبا، يارا.”

أومأت له بصمت، ثم قلت وأنا أفتح الباب أكثر:

“ادخل.”

جلس قرب النافذة،

سألني مباشرة:

“أين سامرو؟”

رفعت عيني إليه،

كأن الإجابة ثقيلة على لساني:

“لم أتكلم معه منذ أسبوعين…

وآخر مرة رأيته كانت منذ أسبوع،

عندما… عندما ختم بي شيئًا دون أن يشرح.”

أومأ ميناتو بصمت، كأنه فهم أكثر مما قلت.

سألته بصوتٍ خافت:

“ميناتو…

الختم… السلسلة… تطور عندي.”

كشفت له عن ساقي، ثم بطني،

حيث امتدت السلسلة حتى سرتي.

“هل هذا… طبيعي؟”

ابتسم، تلك الابتسامة الهادئة المطمئنة،

التي تشبه ضوء الصباح الأول بعد ليلٍ طويل.

“نعم…

هذه المرحلة الثانية.

من أصل أربع.”

كنت على وشك السؤال، لكنه أكمل:

“يبدو أن سامرو يفكر بكِ… كالمجنون.”

نظرت إليه باستغراب.

“لماذا تقول ذلك؟”

ابتسم، لكن عينيه كانتا تحملان أكثر مما قاله:

“هل تعلمين؟

لقد ختم فيكِ بيجوًا كاملًا.

بيجو… كاد يُدمّر علاقات كونوها مع القرى الكبرى،

لكنه فعلها فقط…

لكي تصبحي أقوى. ”

شعرتُ بشيء ينكسر داخلي.

أنفاسي اضطربت…

يدي على بطني شدّت نفسها بقوة.

ثم سقطت دمعة.

دون نحيب…

دون صوت.

فقط…

سؤال واحد:

“لماذا

يا

كاتي؟

لماذا

لا

تقول

لي

شيئًا؟”

مسحت عيني،

ثم قلت لميناتو بصوتٍ مكسور:

“لقد تغيّر…

لم أعد أعرفه.

سيختفي بعد شهر،

ولا أعلم إلى أين…

ولا متى سيعود…

ولا حتى… لماذا سيذهب.”

هنا، اختفت ابتسامة ميناتو.

نظر إليّ بعينين جادتين،

وصوت مختلف هذه المرة:

“لا تقلقي، يارا.”

توقفت عن التنفس لحظة.

فقط نظرت إليه.

وهو أكمل:

“قد لا يقول كل شيء…

لكنه لم يتخلَّ عنكِ.

صدقيني…

إن كان في هذا العالم من يستطيع العودة من أي ظلمة،

فهو سامرو.”

لكنني في قلبي…

لم أعد متأكدة.

هل يعود كما كان؟

أم يعود رجلاً لا أعرفه…

يحمل بقايا من “كاتي” الذي أحببته يوماً؟

2025/05/16 · 23 مشاهدة · 631 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025