الفصل الخامس عشر: الفخ

"أنت تعتقد أنك ذكي، أليس كذلك؟" سأل البروفيسور كانغ، متقدماً نحو جون ببطء. "تعتقد أنك وأصدقاؤك في المقاومة يمكنكم إيقافنا."حاول جون التراجع، لكن ظهره اصطدم بالسرير الذي كانت مين-آه مستلقية عليه. كان محاصراً."لماذا تفعل هذا؟" سأل جون، محاولاً كسب الوقت. "لماذا تريد فتح بوابة إلى الأبراج؟"ضحك البروفيسور

كانغ ضحكة باردة. "لماذا؟ لأن الأبراج تحتوي على معرفة وقوة لا يمكن تخيلها. معرفة وقوة يمكن أن تغير عالمنا إلى الأبد.""أو تدمره." قال جون بحزم."التدمير جزء من التغيير." قال البروفيسور كانغ بهدوء. "لا يمكنك بناء عالم جديد دون هدم القديم أولاً."كان هناك شيء مختلف في صوت البروفيسور كانغ الآن - نبرة أعمق، أكثر

قدماً. كما لو أن شخصاً آخر - أو شيئاً آخر - كان يتحدث من خلاله."أنت لست البروفيسور كانغ." قال جون فجأة، مدركاً الحقيقة. "أنت الكيان الذي يسكنه."ابتسم البروفيسور كانغ ابتسامة باردة. "ذكي جداً. نعم، أنا لست البروفيسور كانغ - أو على الأقل، لست البروفيسور كانغ فقط. أنا أكثر من ذلك بكثير.""من أنت؟" سأل جون."أنا قديم." قال

الكيان من خلال البروفيسور كانغ. "قديم جداً. كنت موجوداً قبل أن يبدأ البشر في المشي على هذا الكوكب. وقد رأيت عوالم تولد وتموت.""وماذا تريد؟" سأل جون."أريد ما يريده أي كائن حي." قال الكيان. "البقاء. النمو. الازدهار. وعالمك... عالمك مثالي لنا.""لماذا؟" سأل جون."لأنكم ضعفاء." قال الكيان ببساطة. "ضعفاء وقابلون للتلاعب.

تتوقون إلى القوة والمعرفة، حتى لو كان ذلك يعني تدمير أنفسكم."تقدم خطوة أخرى نحو جون. "وأنت، جون كيم، أنت مثال مثالي. تتوق إلى فهم قدرتك، إلى معرفة من أنت حقاً. وهذا التوق يجعلك... مفيداً لنا."شعر جون بالغضب يتصاعد في صدره. كان الكيان يتلاعب به، يستخدم رغبته في المعرفة ضده."لن أساعدك." قال بحزم. "لن

أساعدك على فتح البوابة."ضحك الكيان. "أوه، لكنك ستفعل. ليس لديك خيار. قدرتك - الصدى الأسود - هي المفتاح الوحيد الذي يمكنه فتح البوابة بشكل دائم. وسنستخدمها، سواء وافقت أم لا.""وماذا عن مين-آه؟" سأل جون، ناظراً إلى صديقته الفاقدة للوعي. "لماذا تحتاجها؟""مين-آه..." تنهد الكيان. "مين-آه مهمة لسبب مختلف. إنها ستكون وعاءً لأحد إخوتي - كيان آخر من الأبراج. كيان قوي وذكي، مثلها

تماماً.""وماذا سيحدث لها؟" سأل جون. "بعد أن تصبح... وعاءً؟""ستصبح أكثر مما كانت عليه من قبل." قال الكيان. "ستكون جزءاً من شيء أكبر، شيء أقوى. ستكون... خالدة.""وهل ستكون لا تزال مين-آه؟" أصر جون.تردد الكيان للحظة. "جزء منها

سيبقى. جزء صغير. لكن معظمها سيتغير، سيصبح شيئاً آخر."شعر جون بالغثيان. كان الكيان يتحدث عن تدمير شخصية مين-آه، عن محو هويتها واستبدالها بشيء آخر."هذا ليس تحولاً." قال بغضب. "هذا قتل."ضحك الكيان. "الموت جزء من الحياة، جون. وما نقدمه لمين-آه هو نوع من الخلود. نوع من البقاء.""لكنه ليس بقاءها هي." قال جون. "إنه بقاؤك أنت."هز الكيان كتفيه. "سمها ما شئت. النتيجة هي

نفسها. مين-آه ستصبح وعاءً، وأنت ستفتح البوابة. والعالم كما تعرفه سينتهي."سمع جون فجأة صوت انفجار بعيد، تبعه صوت إنذار. كانت المقاومة قد وصلت، استجابة لإشارته.ابتسم الكيان. "آه، يبدو أن أصدقاءك قد وصلوا. ممتاز."ضغط على زر آخر على الجهاز في يده، وسمع جون صوت أبواب تُفتح وأقفال تُفك."لماذا تفعل ذلك؟" سأل جون بارتباك. "لماذا تسمح لهم بالدخول؟""لأنني أريدهم هنا." قال

الكيان ببساطة. "أريدهم جميعاً هنا، لمشاهدة لحظة انتصارنا."ثم، بحركة سريعة، أمسك بذراع جون بقوة مفاجئة. "والآن، دعنا نذهب للترحيب بهم."سحب جون من الغرفة، عائداً إلى الغرفة الرئيسية حيث كانت البوابة. كان جون يحاول المقاومة، لكن قبضة الكيان كانت قوية بشكل غير طبيعي.عندما دخلا الغرفة الرئيسية، رأى جون أن

هناك أشخاصاً آخرين قد وصلوا - هاي-جين، تاي-هو، وجين-هو، جميعهم محتجزون بواسطة حراس مسلحين."أصدقاؤك في المقاومة." ابتسم الكيان. "جاءوا لإنقاذك، كما توقعت تماماً."نظر جون إلى أصدقائه بذهول. كيف تم القبض عليهم بهذه السرعة؟"آسفون، جون." قالت هاي-جين بمرارة. "كان فخاً. كانوا ينتظروننا.""بالطبع

كان فخاً." ضحك الكيان. "هل كنتم تعتقدون حقاً أنكم يمكنكم خداعي؟ أنا أراقبكم منذ أسابيع، أعرف كل خططكم، كل تحركاتكم.""كيف؟" سأل تاي-هو بغضب.ابتسم الكيان ابتسامة باردة. "لدي عيون وآذان في كل مكان. حتى في مجموعتكم الصغيرة.""جاسوس." همس جين-هو. "هناك جاسوس بيننا.""ذكي جداً." أومأ الكيان.

"نعم، هناك جاسوس بينكم. شخص كان يزودني بالمعلومات عن كل تحركاتكم، كل خططكم."نظر جون إلى أصدقائه بارتباك. من كان الجاسوس؟ هاي-جين؟ تاي-هو؟ جين-هو؟ أم شخص آخر؟"لا تنظر إليهم." ضحك الكيان. "إنهم لا يعرفون من هو الجاسوس. لا أحد يعرف، إلا أنا."ثم، بحركة مفاجئة، سحب جون نحو البوابة. "والآن، دعنا نبدأ. لدينا بوابة لفتحها.""لن أساعدك." قال جون بحزم، محاولاً المقاومة."أوه، لكنك

ستفعل." قال الكيان بثقة. "ستساعدني، لأنك لا تريد أن يتأذى أصدقاؤك."أشار إلى الحراس، الذين رفعوا أسلحتهم ووجهوها نحو رؤوس هاي-جين وتاي-هو وجين-هو."ساعدني على فتح البوابة، وسأدعهم يعيشون." قال الكيان. "ارفض، وسيموتون. واحداً تلو الآخر، أمام عينيك."شعر جون بالذعر. كان الكيان يستخدم أصدقاءه كرهائن،

يجبره على المساعدة في فتح البوابة."لا تفعل ذلك، جون!" صرخت هاي-جين. "لا تساعده! إذا فتحت البوابة، سيموت الجميع على أي حال!""اصمتي!" أمر الكيان أحد الحراس، الذي ضرب هاي-جين بمؤخرة بندقيته، مما جعلها تسقط على ركبتيها."هاي-جين!" صرخ جون، محاولاً الوصول إليها، لكن الكيان أمسك به

بقوة."هذا مجرد تذكير صغير بما سيحدث إذا رفضت التعاون." قال الكيان بهدوء. "الآن، ما قرارك؟"نظر جون إلى أصدقائه بيأس. كان يعلم أنه لا يمكنه السماح بفتح البوابة، لكنه لا يمكنه أيضاً السماح بقتل أصدقائه."حسناً." قال أخيراً، مستسلماً. "سأساعدك. لكن يجب أن تعدني بأنك لن تؤذي أصدقائي."ابتسم الكيان ابتسامة منتصرة. "لديك كلمتي.""كلمتك لا تعني شيئاً." قال صوت من الباب.التفت الجميع

ليجدوا سو-يون تقف هناك، ترتدي زيها المدرسي المعتاد، وشعرها الأسود الطويل منسدل على كتفيها. لكن كان هناك شيء مختلف فيها الآن - كانت عيناها تتوهجان بلون أخضر غريب."سو-يون." قال الكيان، مفاجأً للحظة. "أو يجب أن أقول... الحارس؟""مرحباً، أخي." قالت سو-يون بصوت لم يكن صوتها - صوت أعمق، أكثر

قدماً. "لقد مر وقت طويل.""أنت..." بدأ جون، مدركاً الحقيقة. "أنت أيضاً كيان من الأبراج."ابتسمت سو-يون ابتسامة صغيرة. "نعم. أنا كيان من الأبراج، مثل الكيان الذي يسكن البروفيسور كانغ. لكنني مختلف عنه. أنا لا أريد تدمير عالمك. أريد حمايته.""لا تصدقها." قال الكيان بغضب. "إنها تكذب. جميع الكيانات تريد نفس الشيء - فتح البوابة، والسماح لإخواننا بالدخول.""ليس جميعنا." قالت سو-يون بهدوء. "بعضنا

يعارض خطتك. بعضنا يرى أن البشر يستحقون فرصة للبقاء.""البشر ضعفاء." قال الكيان بازدراء. "ضعفاء وقابلون للتلاعب. لا يستحقون البقاء.""البشر أقوى مما تعتقد." قالت سو-يون. "وأكثر تعقيداً. لديهم إمكانات هائلة، إمكانات لا يمكنك فهمها."ثم التفتت إلى جون. "لا تساعده، جون. لا تفتح البوابة. إذا فعلت ذلك، فستسمح لآلاف الكيانات بالدخول إلى عالمك. كيانات مثله، تريد تدمير البشرية واستبدالها.""لا تستمع إليها!" صرخ الكيان. "إنها تحاول خداعك!"كان جون مرتبكاً. من كان يقول الحقيقة؟ الكيان الذي كان يسكن البروفيسور كانغ، أم الكيان الذي كان

يسكن سو-يون؟"لماذا يجب أن أصدقك؟" سأل سو-يون.ابتسمت ابتسامة حزينة. "لا يمكنني إجبارك على تصديقي. كل ما يمكنني فعله هو أن أطلب منك أن تثق بي، وأن أعدك بأنني سأفعل كل ما بوسعي لمساعدتك ومساعدة أصدقائك."كانت هذه نفس الكلمات التي قالتها له سو-يون في المكتبة. هل كان ذلك يعني أنها كانت

تقول الحقيقة؟ أم كان ذلك مجرد تلاعب آخر؟قبل أن يتمكن من التفكير أكثر، سمع صوت تصفيق بطيء من الباب الآخر."مشهد مؤثر حقاً." قال صوت مألوف.التفت الجميع ليجدوا سونغ-هو لي يقف هناك، يرتدي بدلة أنيقة، وابتسامة باردة على وجهه. وبجانبه، كانت تقف ابنته، يون-هي."سونغ-هو." قال الكيان الذي كان يسكن البروفيسور كانغ. "أخيراً وصلت.""آسف على التأخير." ابتسم سونغ-هو لي. "كان لدي بعض الأمور التي يجب الاهتمام بها."ثم نظر إلى جون. "آه، جون كيم. المفتاح. كم أنا

سعيد برؤيتك هنا.""سونغ-هو لي." قال جون، متذكراً ما أخبرته به المقاومة عن الرجل. "أنت أيضاً مسكون بكيان من الأبراج."ضحك سونغ-هو لي. "مسكون؟ لا، جون. أنا لست مسكوناً. أنا شريك. شريك مع كيان قوي وقديم، كيان يمكنه منحي القوة والمعرفة التي أتوق إليها."ثم نظر إلى ابنته. "ويون-هي أيضاً. إنها تفهم قيمة هذه الشراكة."نظر جون إلى يون-هي بصدمة. "يون-هي؟ أنت أيضاً...؟"ابتسمت يون-هي ابتسامة باردة. "نعم، جون. أنا أيضاً شريكة مع كيان من الأبراج. كيان قوي وجميل، مثلي تماماً."شعر جون بالخيانة. كانت يون-هي قد كذبت عليه، تظاهرت بأنها

كانت قلقة على والدها، تظاهرت بأنها كانت تريد مساعدته."لكنك قلت..." بدأ."قلت إنني كنت قلقة على والدي؟" أكملت يون-هي، ضاحكة. "كنت أكذب، جون. كنت أتلاعب بك، أجعلك تثق بي. وقد نجحت.""لماذا؟" سأل جون، شاعراً بالألم والغضب."لأنني كنت بحاجة إليك." قالت يون-هي ببساطة. "كنت بحاجة إلى قدرتك. الصدى الأسود. المفتاح الذي يمكنه فتح البوابة بشكل دائم."تقدمت نحوه ببطء. "وأنا أيضاً... كنت مهتمة بك، جون. مهتمة بشكل شخصي. أنت... مثير للاهتمام. مختلف عن الآخرين."كان هناك شيء في طريقة قولها لذلك - نبرة شخصية، نظرة

عميقة - جعلت جون يشعر بالدفء والارتباك في نفس الوقت. كانت يون-هي جميلة ومثيرة للاهتمام، لكنها كانت أيضاً خطيرة ومخادعة."لن أساعدكم." قال جون بحزم. "لن أفتح البوابة."ضحك سونغ-هو لي. "أوه، لكنك ستفعل، جون. ستساعدنا، لأنك لا تريد أن يتأذى أصدقاؤك."أشار إلى الحراس، الذين كانوا لا يزالون يوجهون أسلحتهم نحو رؤوس هاي-جين وتاي-هو وجين-هو."وأيضاً..." أضاف سونغ-هو لي، مشيراً إلى

باب آخر. "لأنك لا تريد أن تتأذى هي."فُتح الباب، وظهر حارسان يحملان مين-آه، التي كانت لا تزال فاقدة للوعي."مين-آه!" صرخ جون، محاولاً الوصول إليها، لكن الكيان الذي كان يسكن البروفيسور كانغ أمسك به بقوة."ساعدنا على فتح البوابة، وسندعها تعيش." قال سونغ-هو لي. "ارفض، وستموت. ببطء ومؤلم، أمام عينيك."شعر جون باليأس يغمره. كان محاصراً، مع خيارين سيئين - مساعدتهم على فتح البوابة، مما قد يؤدي إلى تدمير العالم، أو رفض المساعدة، مما سيؤدي إلى موت أصدقائه."لا تستسلم، جون." قالت سو-يون بهدوء. "هناك دائماً خيار ثالث.""اصمتي!" صرخ الكيان الذي كان يسكن البروفيسور كانغ، مشيراً إلى أحد

الحراس. "اقتلها!"رفع الحارس سلاحه ووجهه نحو سو-يون، لكن قبل أن يتمكن من إطلاق النار، حدث شيء غريب - بدأت عينا سو-يون بالتوهج بشكل أكثر وضوحاً، وبدأ الهواء حولها يتموج، كما لو كان هناك حرارة شديدة.ثم، بحركة سريعة من يدها، أرسلت موجة من الطاقة الخضراء نحو الحارس، مما جعله يطير عبر الغرفة ويصطدم بالحائط."لقد نسيت، أخي." قالت سو-يون للكيان الذي كان يسكن البروفيسور كانغ. "أنا أقوى منك. دائماً كنت كذلك."ثم التفتت إلى جون. "الآن، جون!"لم يكن جون متأكداً

مما كانت تقصده، لكنه استغل لحظة تشتت انتباه الكيان الذي كان يسكن البروفيسور كانغ ليتحرر من قبضته. ثم، بحركة سريعة، أخرج جهاز التعطيل من جيبه وضغط على الزر.كان هناك وميض من الضوء، ثم توقفت جميع الأضواء والأنظمة في المختبر فجأة. كانت الغرفة مظلمة الآن، مع ضوء طوارئ أحمر خافت فقط."ماذا فعلت؟!" صرخ الكيان الذي كان يسكن البروفيسور كانغ بغضب."عطلت أنظمتك." قال جون، مبتسماً رغم الظلام. "كما قالت سو-يون، هناك دائماً خيار ثالث."في الظلام

والارتباك، بدأت المعركة. كان الحراس يحاولون إعادة السيطرة، لكنهم كانوا مرتبكين بسبب الظلام المفاجئ. وكانت المقاومة - هاي-جين وتاي-هو وجين-هو - تستغل الفرصة للتحرر والقتال.ركض جون نحو مين-آه، محاولاً الوصول إليها قبل أن يتمكن الحراس من إيذائها. كان يسمع أصوات القتال من حوله - صرخات وطلقات نارية وأصوات اصطدام.وصل إلى مين-آه، التي كانت لا تزال فاقدة للوعي. كان الحارسان اللذان كانا يحملانها قد تركاها على الأرض عندما بدأت المعركة."مين-آه." همس،

هازاً كتفها برفق. "مين-آه، استيقظي."لم تتحرك. كانت لا تزال فاقدة الوعي، ربما بسبب مخدر قوي أعطاها إياه البروفيسور كانغ.حملها جون بين ذراعيه، متجهاً نحو الباب. كان عليه الخروج من المختبر، إخراج مين-آه إلى بر الأمان.لكن قبل أن يتمكن من الوصول إلى الباب، وقفت يون-هي في طريقه."إلى أين تعتقد أنك ذاهب، جون؟" سألت، عيناها تتوهجان بلون أزرق في الظلام."ابتعدي عن طريقي، يون-هي." قال جون بحزم.ضحكت ضحكة باردة. "لا أعتقد ذلك. أنت لا تزال مطلوباً هنا، جون. لا يزال

لدينا بوابة لفتحها.""لن أساعدكم." قال جون. "لن أفتح البوابة.""أوه، لكنك ستفعل." قالت يون-هي بثقة. "ستساعدنا، لأنك لا تريد أن تتأذى مين-آه."تقدمت نحوه ببطء، يداها تتوهجان بلون أزرق غريب. "ضع مين-آه على الأرض، وتعال معي. وإلا..."لم تكمل تهديدها، لكن الرسالة كانت واضحة. كانت ستؤذي مين-آه إذا لم يطع.كان جون محاصراً مرة أخرى. لم يكن بإمكانه ترك مين-آه، لكنه لم يكن بإمكانه أيضاً السماح ليون-هي بإجباره على فتح البوابة."جون!" سمع صوت سو-يون تناديه من خلال

الظلام. "استخدم قدرتك!""قدرتي؟" كرر جون بارتباك. "كيف؟""الصدى الأسود!" صرخت سو-يون. "يمكنه امتصاص وعكس الطاقة! استخدمه ضدها!"نظر جون إلى يون-هي، التي كانت تتقدم نحوه ببطء، يداها تتوهجان بلون أزرق متزايد السطوع.لم يكن جون قد استخدم قدرته بهذه الطريقة من قبل. كان قد استخدمها في التدريبات، لامتصاص وعكس هجمات بسيطة. لكن هذا كان مختلفاً. كان هذا قتالاً حقيقياً، ضد عدو حقيقي.لكن لم يكن لديه خيار. كان عليه حماية مين-آه، ومنع يون-هي من

إجباره على فتح البوابة.وضع مين-آه على الأرض برفق، ثم وقف أمامها، مواجهاً يون-هي."آخر فرصة، يون-هي." قال بحزم. "ابتعدي عن طريقي."ضحكت ضحكة باردة. "أو ماذا، جون؟ ماذا ستفعل؟""سأوقفك." قال ببساطة.ثم، بحركة سريعة، أرسلت يون-هي موجة من الطاقة الزرقاء نحوه. كانت قوية وسريعة، لكن جون كان مستعداً.ركز على قدرته، شاعراً بها تستيقظ داخله. كان الصدى الأسود قوة غريبة

وقوية، قادرة على امتصاص وعكس الطاقة.عندما اصطدمت موجة الطاقة الزرقاء به، لم تؤذه. بدلاً من ذلك، شعر بها تدخل جسده، تمتزج مع قدرته، تتحول.ثم، بصرخة قوية، أطلق الطاقة مرة أخرى - ليس زرقاء هذه المرة، بل سوداء. موجة من الظلام الخالص، تتحرك بسرعة نحو يون-هي.اصطدمت الموجة بها، مرسلة إياها تطير عبر الغرفة وتصطدم بالحائط. سقطت على الأرض، مصدومة ومتألمة."كيف...؟" همست،

ناظرة إليه بدهشة."قلت لك أن أبتعد عن طريقي." قال جون بحزم.ثم عاد إلى مين-آه، وحملها بين ذراعيه مرة أخرى. كان عليه الخروج من المختبر الآن، قبل أن يتمكن أي شخص آخر من إيقافه.لكن عندما استدار نحو الباب، وجد طريقه مسدوداً مرة أخرى - هذه المرة بواسطة سونغ-هو لي والكيان الذي كان يسكن البروفيسور كانغ."مثير للإعجاب، جون." قال سونغ-هو لي. "لم أكن أعرف أن قدرتك قد تطورت إلى هذا الحد.""هذا يجعلك أكثر قيمة فقط." أضاف الكيان الذي كان يسكن البروفيسور كانغ.

"أكثر... ضرورة لخططنا."كان جون محاصراً مرة أخرى، مع عدوين قويين أمامه، ومين-آه الفاقدة للوعي بين ذراعيه. لم يكن بإمكانه القتال والحفاظ على سلامة مين-آه في نفس الوقت."جون!" سمع صوت هاي-جين تناديه من خلال الظلام. "هنا!"نظر ليجد هاي-جين تقف بجانب باب في الجانب الآخر من الغرفة - مخرج طوارئ، على ما يبدو."أسرع!" صرخت. "لا يمكننا الانتظار!"ركض جون نحوها، حاملاً مين-آه بين ذراعيه.

كان يسمع سونغ-هو لي والكيان الذي كان يسكن البروفيسور كانغ يصرخان خلفه، يأمران الحراس بإيقافه.لكنه كان سريعاً، وكان الظلام والارتباك يعملان لصالحه. وصل إلى الباب، حيث كانت هاي-جين تنتظره."أين الآخرون؟" سأل، لاهثاً."تاي-هو وجين-هو يقاتلان الحراس، يكسبان لنا الوقت." قالت هاي-جين بسرعة. "وسو-يون... سو-يون تواجه الكيانات.""يجب أن نساعدهم!" قال جون.هزت هاي-جين رأسها. "لا يمكننا. يجب

أن نخرج مين-آه من هنا الآن. هذه هي الأولوية."كانت محقة، وكان جون يعرف ذلك. كانت مين-آه في خطر، وكان عليهم إخراجها من المختبر قبل أن يتمكن البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي من استخدامها كوعاء."حسناً." أومأ برأسه. "دعنا نذهب."فتحت هاي-جين الباب، كاشفة عن نفق طويل مضاء بأضواء طوارئ حمراء خافتة."هذا

النفق يؤدي إلى الغابة." قالت. "سنكون آمنين هناك."دخلا النفق، وأغلقت هاي-جين الباب خلفهما. كان النفق ضيقاً ومظلماً، مع رائحة رطوبة وعفن."ماذا عن الآخرين؟" سأل جون، قلقاً على أصدقائه."سيلحقون بنا إذا استطاعوا." قالت هاي-جين بحزم. "لكن الآن، يجب أن نركز على إخراج مين-آه من هنا."أومأ جون برأسه، مدركاً أنها كانت محقة. كانت مين-آه هي الأولوية الآن.ركضا عبر النفق، جون يحمل مين-آه بين

ذراعيه، وهاي-جين تقود الطريق. كان النفق يبدو طويلاً جداً، ممتداً لمئات الأمتار تحت الأرض."كم تبقى؟" سأل جون، شاعراً بالتعب يبدأ في التأثير عليه."ليس كثيراً." قالت هاي-جين. "يجب أن نكون قريبين من المخرج الآن."واصلا الركض، متجاهلين التعب والألم. كانا يعرفان أن حياة مين-آه - وربما حياة العالم بأكمله - كانت تعتمد على نجاحهما في الهروب.أخيراً، وصلا إلى نهاية النفق، حيث كان هناك سلم يؤدي

إلى باب فوقهما."هذا هو المخرج." قالت هاي-جين. "سيؤدي إلى الغابة، بالقرب من الكوخ."صعدت السلم أولاً، ودفعت الباب. كان هناك صوت طقطقة، ثم فُتح الباب، كاشفاً عن سماء الليل المرصعة بالنجوم.خرجت هاي-جين أولاً، ثم ساعدت جون على رفع مين-آه عبر الفتحة. كانوا الآن في الغابة، محاطين بالأشجار الطويلة والظلام."نجحنا." تنهد جون براحة. "نحن خارج المختبر.""نعم." أومأت هاي-جين. "لكننا

لسنا آمنين بعد. يجب أن نصل إلى الكوخ. هناك سنكون آمنين، على الأقل لفترة."حمل جون مين-آه مرة أخرى، وبدأا بالسير عبر الغابة. كانت الليلة هادئة، مع نسيم خفيف يهز أوراق الأشجار."هل تعتقدين أن الآخرين سينجون؟" سأل جون، لا يزال قلقاً على أصدقائه."لا أعرف." اعترفت هاي-جين. "تاي-هو وجين-هو مقاتلان جيدان. وسو-يون... حسناً، سو-يون ليست ما تبدو عليه.""نعم." أومأ جون. "اكتشفت ذلك. إنها كيان من

الأبراج، مثل الكيان الذي يسكن البروفيسور كانغ.""نعم." أومأت هاي-جين. "لكنها مختلفة عنه. إنها تريد حماية عالمنا، ليس تدميره.""هل تصدقينها؟" سأل جون.ترددت هاي-جين. "لا أعرف. من الصعب معرفة من يمكن الوثوق به هذه الأيام. لكنها ساعدتنا، وهذا يعني شيئاً."واصلا السير عبر الغابة، متجهين نحو الكوخ. كان جون يشعر بالتعب يزداد، لكنه كان مصمماً على الوصول إلى بر الأمان."هاي-جين." قال

أخيراً. "هناك شيء لا أفهمه. كيف عرف البروفيسور كانغ عن خططنا؟ قال إن هناك جاسوساً بيننا. من كان؟"توقفت هاي-جين فجأة، ظهرها إليه. "أنا آسفة، جون.""ماذا؟" سأل، مرتبكاً.استدارت ببطء، وكان هناك شيء مختلف في عينيها الآن - بريق أزرق غريب."أنا آسفة." كررت، صوتها مختلفاً الآن - أعمق، أكثر قدماً. "لكن هذا ضروري."شعر جون بالرعب يتجمد في عروقه. "هاي-جين؟ ماذا...؟""ليست هاي-جين."

قالت بهدوء. "ليست تماماً. أنا الكيان الذي يسكنها. وأنا... الجاسوس.""لا..." همس جون، متراجعاً ببطء. "لا يمكن أن يكون هذا صحيحاً.""إنه صحيح." قالت بهدوء. "كنت أزود البروفيسور كانغ بالمعلومات عن المقاومة منذ أسابيع. كنت أخبره بكل خططكم، كل تحركاتكم.""لكن لماذا؟" سأل جون، شاعراً بالخيانة. "لماذا

تساعدينه؟""لأنني أؤمن بما يفعله." قالت ببساطة. "أؤمن أن البشرية بحاجة إلى التغيير، إلى التطور. والكيانات من الأبراج يمكنها مساعدتنا على تحقيق ذلك."تقدمت نحوه ببطء. "ضع مين-آه على الأرض، جون. وتعال معي. البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي ينتظران."كان جون محاصراً مرة أخرى. كان وحيداً في الغابة، مع مين-آه الفاقدة

للوعي بين ذراعيه، ومواجهاً لعدو قوي كان يعتقد أنه صديق."لن أذهب معك." قال بحزم. "ولن أسمح لك بأخذ مين-آه."ضحكت ضحكة باردة. "أنت لا تفهم، جون. ليس لديك خيار."ثم، بحركة سريعة، أرسلت موجة من الطاقة الزرقاء نحوه. كانت قوية وسريعة، لكن جون كان مستعداً.ركز على قدرته، شاعراً بها تستيقظ داخله مرة أخرى. عندما اصطدمت موجة الطاقة الزرقاء به، امتصها وعكسها، مرسلاً موجة من الظلام

الخالص نحو هاي-جين.لكنها كانت مستعدة أيضاً. بحركة سريعة، تفادت الموجة، التي اصطدمت بشجرة خلفها، محطمة إياها إلى أشلاء."مثير للإعجاب." قالت، مبتسمة ابتسامة باردة. "لكن ليس كافياً."ثم، بسرعة مذهلة، كانت أمامه، يدها على صدره. شعر بموجة من الألم تنتشر عبر جسده، وسقط على ركبتيه، مين-آه لا تزال بين ذراعيه."لا تقلق." قالت بهدوء. "لن أقتلك. أنت لا تزال مطلوباً. لا يزال لدينا بوابة

لفتحها."كان جون يشعر بالضعف يغمره، رؤيته تتلاشى. كان على وشك فقدان الوعي."لا..." همس، محاولاً البقاء مستيقظاً. "لا يمكنني... الاستسلام...""لا تقاوم، جون." قالت هاي-جين بهدوء. "سيكون أسهل هكذا."كان على وشك الاستسلام للظلام عندما سمع صوتاً يصرخ من بين الأشجار."جون! احترس!"ثم، فجأة، كان هناك وميض من الضوء الأخضر، وطارت هاي-جين بعيداً عنه، مصطدمة بشجرة.نظر جون ليجد سو-يون تقف هناك، عيناها تتوهجان بلون أخضر مخيف، ويداها ترسلان موجات

من الطاقة الخضراء."سو-يون..." همس، شاعراً بالارتياح."هل أنت بخير؟" سألت، راكضة نحوه."نعم." أومأ برأسه، محاولاً النهوض. "لكن هاي-جين... إنها...""أعرف." قاطعته سو-يون. "إنها مسكونة بكيان من الأبراج. كيان يعمل مع البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي."نظر جون إلى هاي-جين، التي كانت تنهض ببطء، عيناها تتوهجان

بغضب."أنت..." همست، ناظرة إلى سو-يون بكراهية. "الحارس.""نعم." أومأت سو-يون. "وأنت لن تأخذ جون أو مين-آه. ليس اليوم."ثم التفتت إلى جون. "اذهب. خذ مين-آه إلى الكوخ. سأتعامل مع هاي-جين.""لكن..." بدأ جون، غير مستعد لترك سو-يون تواجه هاي-جين وحدها."اذهب!" صرخت سو-يون. "الآن!"أومأ جون برأسه، مدركاً أنها كانت محقة. كانت مين-آه هي الأولوية الآن.حمل مين-آه بين ذراعيه، وبدأ بالركض عبر الغابة، متجهاً نحو الكوخ. كان يسمع أصوات القتال خلفه - صرخات وانفجارات وأصوات

اصطدام.كان يأمل أن تكون سو-يون بخير، وأن تتمكن من هزيمة هاي-جين. لكنه كان يعرف أيضاً أن عليه التركيز على مهمته الآن - إيصال مين-آه إلى بر الأمان.ركض عبر الغابة، متجاهلاً التعب والألم. كان يعرف أن حياة مين-آه - وربما حياة العالم بأكمله - كانت تعتمد على نجاحه في الوصول إلى الكوخ.أخيراً، بعد ما بدا وكأنه

ساعات، رأى الكوخ أمامه. كان يبدو هادئاً ومهجوراً كالمعتاد، مخفياً بين الأشجار الكثيفة.وصل إلى الباب، ودفعه بكتفه. كان الكوخ مظلماً وهادئاً، مع رائحة خشب قديم وغبار.دخل، وأغلق الباب خلفه. ثم وضع مين-آه برفق على السرير في الزاوية."مين-آه." همس، هازاً كتفها برفق. "مين-آه، استيقظي."لم تتحرك. كانت لا تزال فاقدة الوعي، ربما بسبب مخدر قوي أعطاها إياه البروفيسور كانغ.تنهد جون،

متسائلاً ماذا يجب أن يفعل الآن. كان قد نجح في إخراج مين-آه من المختبر، لكنها كانت لا تزال فاقدة للوعي، وكان لا يزال محاطاً بالأعداء.نظر حوله، محاولاً العثور على شيء يمكن أن يساعده. كان الكوخ بسيطاً، مع أثاث قليل - سرير، طاولة، بعض الكراسي، خزانة صغيرة.توجه نحو الخزانة، وفتحها. كان هناك بعض الملابس، وبعض الأدوية، وجهاز صغير لم يره من قبل.أخذ الجهاز، متفحصاً إياه. كان يشبه جهاز اتصال

لاسلكي، مع زر أحمر كبير في الوسط."ما هذا؟" همس لنفسه.قبل أن يتمكن من التفكير أكثر، سمع صوتاً خارج الكوخ - صوت أقدام تقترب.تجمد، متسائلاً من كان. هل كانت سو-يون، عائدة بعد هزيمة هاي-جين؟ أم كانت هاي-جين نفسها، بعد هزيمة سو-يون؟أو كان شخصاً آخر تماماً؟وضع الجهاز في جيبه، وتوجه نحو النافذة، مح

2025/04/25 · 15 مشاهدة · 3231 كلمة
Uzuki
نادي الروايات - 2025