الفصل السادس عشر: مواجهة في الكوخ

"يون-هي." قال جون، متراجعاً ببطء نحو السرير حيث كانت مين-آه لا تزال فاقدة للوعي. "كيف وجدتني؟"ابتسمت ابتسامة باردة، متقدمة نحوه ببطء. "أنت تنسى قدرتي، جون. يمكنني التحرك عبر المواد الصلبة. تتبعك كان... سهلاً."كانت عيناها

تتوهجان بلون أزرق غريب في الظلام، وكان هناك شيء مختلف في طريقة حركتها - أكثر سلاسة، أكثر خطورة."ماذا تريدين؟" سأل جون، رغم أنه كان يعرف الإجابة بالفعل."أنت تعرف ما أريد، جون." قالت بهدوء. "أريدك أنت. وأريد مين-آه. أنتما الاثنان

مهمان جداً لخططنا.""لن أذهب معك." قال جون بحزم. "ولن أسمح لك بأخذ مين-آه."ضحكت ضحكة خفيفة. "أوه، جون. أنت دائماً عنيد جداً. هذا ما أحبه فيك."تقدمت خطوة أخرى نحوه. "لكن هذه المرة، عنادك لن يساعدك. أنت محاصر هنا، وحيداً. سو-يون مشغولة بمواجهة هاي-جين. وأصدقاؤك الآخرون... حسناً، دعنا نقول إنهم لن

يأتوا لمساعدتك."شعر جون بالقلق يتصاعد في صدره. "ماذا فعلت بهم؟"ابتسمت ابتسامة باردة. "أنا لم أفعل شيئاً. لكن والدي والبروفيسور كانغ... لديهما طرق للتعامل مع المتمردين."كان جون يعلم أنه كان في موقف صعب. كان وحيداً في الكوخ، مع مين-آه الفاقدة للوعي، ومواجهاً ليون-هي، التي كانت مسكونة بكيان

من الأبراج.لكنه كان مصمماً على عدم الاستسلام. كان عليه حماية مين-آه، ومنع يون-هي من إعادتهما إلى المختبر."لماذا تفعلين هذا، يون-هي؟" سأل، محاولاً كسب الوقت. "لماذا تساعدين والدك والبروفيسور كانغ؟""لأنني أؤمن بما يفعلانه." قالت ببساطة. "أؤمن أن البشرية بحاجة إلى التغيير، إلى التطور. والكيانات من الأبراج

يمكنها مساعدتنا على تحقيق ذلك.""عن طريق تدمير عالمنا؟" سأل جون بغضب.هزت رأسها. "ليس تدميراً، جون. تحولاً. تغييراً. العالم كما نعرفه سينتهي، نعم. لكن عالماً جديداً، أفضل، سيولد من رماده.""وماذا عن البشر؟" سأل جون. "ماذا سيحدث لهم في هذا العالم الجديد؟"ترددت يون-هي للحظة. "بعضهم سيبقى.

الأقوياء، الأذكياء، المفيدون. سيصبحون شركاء مع الكيانات، مثلي ومثل والدي. والباقي... حسناً، التطور دائماً يتطلب تضحيات."شعر جون بالغثيان. كانت يون-هي تتحدث عن إبادة جماعية كما لو كانت مجرد "تضحية" ضرورية."هذا جنون." قال بحزم. "لن أسمح لك أو لوالدك أو للبروفيسور كانغ بفعل ذلك."ضحكت ضحكة باردة. "وكيف

ستوقفنا، جون؟ أنت وحيد هنا. وقدرتك، رغم أنها مثيرة للإعجاب، ليست كافية لهزيمتي."كانت محقة، وكان جون يعرف ذلك. كان قد استخدم قدرته ضدها في المختبر، لكنها كانت قد تفادت هجومه بسهولة. وكان يعلم أنها كانت أقوى منه،

خاصة مع الكيان الذي كان يسكنها.لكنه كان مصمماً على المحاولة على أي حال. كان عليه حماية مين-آه، ومنع يون-هي من إعادتهما إلى المختبر."ربما لا يمكنني هزيمتك." اعترف. "لكنني سأقاتل حتى النهاية."ابتسمت ابتسامة صغيرة. "هذا ما

أحبه فيك، جون. هذا العناد، هذه الشجاعة. إنها... جذابة."تقدمت خطوة أخرى نحوه، عيناها تتوهجان بشكل أكثر وضوحاً الآن. "لكن لا داعي للقتال. يمكنك الانضمام إلينا

طواعية. يمكنك أن تكون جزءاً من العالم الجديد، جزءاً من شيء أكبر.""لماذا تريدينني أنا بالذات؟" سأل جون. "هناك آلاف الطلاب في الأكاديمية. لماذا أنا؟""لأنك مختلف، جون." قالت بهدوء. "قدرتك - الصدى الأسود - نادرة جداً. إنها القدرة الوحيدة

التي يمكنها فتح البوابة بشكل دائم.""وماذا سيحدث لي بعد أن أفتح البوابة؟" سأل جون. "هل سأكون واحداً من 'الشركاء' الذين تحدثت عنهم؟ أم سأكون واحداً من

'التضحيات'؟"ترددت يون-هي للحظة، وكان ذلك كافياً لجون. كان يعرف الإجابة."أنا لن أكون شريكاً." قال بمرارة. "سأكون مجرد أداة، تُستخدم ثم تُرمى.""ليس بالضرورة."

قالت يون-هي بسرعة. "يمكنك أن تكون شريكاً، جون. يمكنك أن تكون... معي."كان هناك شيء في طريقة قولها لذلك - نبرة شخصية، نظرة عميقة - جعلت جون يشعر بالدفء والارتباك في نفس الوقت. كانت يون-هي جميلة ومثيرة للاهتمام، لكنها كانت أيضاً خطيرة ومخادعة."أنت لا تريدينني، يون-هي." قال بهدوء. "أنت تريدين قدرتي. تريدين استخدامي لفتح البوابة.""هذا ليس صحيحاً." قالت بسرعة، متقدمة خطوة أخرى نحوه. "أنا أريدك أنت، جون. منذ اليوم الأول رأيتك فيه، كنت... مهتمة

بك.""مهتمة بي؟" كرر جون بشك. "أم مهووسة بي؟"ابتسمت ابتسامة غريبة. "ربما كلاهما. أنت... تجذبني، جون. بطريقة لم يجذبني بها أي شخص آخر من قبل."تقدمت خطوة أخرى، وكانت الآن قريبة جداً منه. كان بإمكانه أن يشم عطرها - رائحة زهور غريبة وشيء آخر، شيء غير بشري."يمكننا أن نكون معاً، جون." همست، واضعة يدها

على ذراعه. "في العالم الجديد. يمكننا أن نكون... شيئاً عظيماً."كان جون يشعر بتأثير غريب - كما لو أن كلماتها كانت تتسلل إلى عقله، تغريه، تجذبه. كان يعلم أنها كانت تحاول التلاعب به، لكن جزءاً منه كان يريد تصديقها."لا." قال أخيراً، متراجعاً عنها. "أنت

تحاولين التلاعب بي، يون-هي. وأنا لن أسمح بذلك."تنهدت بخيبة أمل. "كنت آمل أن تكون أكثر... تعاوناً. لكن يبدو أنني سأضطر لاستخدام الطريقة الصعبة."ثم، بحركة سريعة، أرسلت موجة من الطاقة الزرقاء نحوه. كانت قوية وسريعة، لكن جون كان مستعداً.ركز على قدرته، شاعراً بها تستيقظ داخله. عندما اصطدمت موجة الطاقة

الزرقاء به، امتصها وعكسها، مرسلاً موجة من الظلام الخالص نحو يون-هي.لكنها كانت مستعدة أيضاً. بحركة سريعة، تفادت الموجة، التي اصطدمت بالحائط خلفها، محدثة ثقباً كبيراً."مثير للإعجاب." قالت، مبتسمة ابتسامة باردة. "لكن ليس كافياً."ثم، بسرعة مذهلة، كانت أمامه، يدها على صدره. شعر بموجة من الألم تنتشر عبر

جسده، وسقط على ركبتيه."لا تقلق." قالت بهدوء. "لن أقتلك. أنت لا تزال مطلوباً. لا يزال لدينا بوابة لفتحها."كان جون يشعر بالضعف يغمره، رؤيته تتلاشى. كان على وشك فقدان الوعي."لا..." همس، محاولاً البقاء مستيقظاً. "لا يمكنني... الاستسلام...""لا تقاوم، جون." قالت يون-هي بهدوء. "سيكون أسهل هكذا."كان على

وشك الاستسلام للظلام عندما تذكر الجهاز الذي كان قد وجده في الخزانة. كان لا يزال في جيبه.بحركة سريعة، أخرج الجهاز وضغط على الزر الأحمر.كان هناك وميض من الضوء، ثم صوت صفير عالٍ. شعر جون بموجة من الطاقة تنتشر من الجهاز، وسمع يون-هي تصرخ بألم.تراجعت عنه، واضعة يديها على أذنيها. "ما هذا؟!" صرخت، وجهها يتلوى بالألم.نظر جون إلى الجهاز بدهشة. كان يبدو أنه كان نوعاً من

جهاز الدفاع، مصمماً للتأثير على الكيانات من الأبراج.استغل الفرصة للنهوض، متجهاً نحو مين-آه. كان عليه إخراجها من الكوخ الآن، قبل أن تتعافى يون-هي.حمل مين-آه بين ذراعيه، متجهاً نحو الباب. لكن قبل أن يتمكن من الوصول إليه، كانت يون-هي قد تعافت، واقفة في طريقه."جهاز مثير للاهتمام." قالت، صوتها لا يزال

مرتجفاً قليلاً من الألم. "لكنه لن يوقفني لفترة طويلة."كان جون محاصراً مرة أخرى. كان يحمل مين-آه بين ذراعيه، والجهاز في يده، لكنه كان يعلم أنه لن يتمكن من استخدامه مرة أخرى. كان يون-هي مستعدة الآن."ضع مين-آه على الأرض، جون." قالت يون-هي بهدوء. "وتعال معي. لا أريد أن أؤذيك، لكنني سأفعل إذا

اضطررت."كان جون يفكر بسرعة، محاولاً إيجاد طريقة للهروب. كان الباب مسدوداً بواسطة يون-هي، لكن كان هناك الثقب الذي أحدثته موجة الطاقة في الحائط.هل كان كبيراً بما يكفي له ولمين-آه للمرور عبره؟قرر المحاولة. بحركة سريعة، ركض

نحو الثقب، حاملاً مين-آه بين ذراعيه."لا!" صرخت يون-هي، مرسلة موجة أخرى من الطاقة الزرقاء نحوه.لكن جون كان سريعاً. وصل إلى الثقب قبل أن تصل الموجة إليه، وقفز عبره، حاملاً مين-آه معه.سقط على الأرض خارج الكوخ، متألماً من الاصطدام لكنه كان على قيد الحياة. كان الثقب قد كان كبيراً بما يكفي لهما للمرور عبره، لكن

بالكاد.نهض بسرعة، حاملاً مين-آه بين ذراعيه مرة أخرى. كان عليه الابتعاد عن الكوخ الآن، قبل أن تتمكن يون-هي من اللحاق بهما.بدأ بالركض عبر الغابة، متجهاً بعيداً

عن الكوخ. كان يسمع صرخات غاضبة خلفه، وكان يعرف أن يون-هي كانت تطارده.ركض بأقصى سرعة ممكنة، متجاهلاً التعب والألم. كان يعرف أن حياته وحياة مين-آه كانتا تعتمدان على قدرته على الهروب من يون-هي.لكن أين كان يمكنه الذهاب؟ كان في وسط الغابة، بعيداً عن الأكاديمية، وكان يحمل مين-آه الفاقدة

للوعي. لم يكن لديه مكان آمن للذهاب إليه.فجأة، سمع صوتاً يناديه من بين الأشجار."جون! هنا!"نظر ليجد تاي-هو يقف هناك، يلوح له."تاي-هو!" صرخ جون، شاعراً بالارتياح. "أنت على قيد الحياة!""بالكاد." ابتسم تاي-هو ابتسامة متعبة. "تعال، لدينا مكان آمن."ركض جون نحوه، لا يزال حاملاً مين-آه بين ذراعيه. كان يسمع يون-هي تقترب خلفه، وكان يعرف أنه لم يكن لديه وقت للتردد."أسرع!" صرخ تاي-هو. "إنها

تقترب!"وصل جون إلى تاي-هو، الذي أشار له بمتابعته عبر الأشجار. ركضا معاً، متوغلين أعمق في الغابة."أين نحن ذاهبون؟" سأل جون، لاهثاً."إلى مخبأ سري." قال تاي-هو. "مكان لا يعرفه البروفيسور كانغ أو سونغ-هو لي.""وماذا عن هاي-جين؟"

سأل جون. "إنها الجاسوس. إنها تعمل مع البروفيسور كانغ.""نعم، اكتشفنا ذلك بالطريقة الصعبة." قال تاي-هو بمرارة. "لكنها لن تجدنا. المخبأ محمي بتقنية خاصة، تمنع الكيانات من الأبراج من اكتشافه."واصلا الركض عبر الغابة، متجاهلين التعب والألم. كان جون يشعر بأن ذراعيه كانتا على وشك الانفصال من حمل مين-آه لفترة

طويلة، لكنه كان مصمماً على الاستمرار.أخيراً، بعد ما بدا وكأنه ساعات، وصلا إلى منطقة مفتوحة صغيرة في الغابة. كان هناك صخرة كبيرة في الوسط، مغطاة بالطحالب والأعشاب.توقف تاي-هو أمام الصخرة، وضغط على جزء معين منها. كان

هناك صوت طقطقة، ثم انفتح جزء من الصخرة، كاشفاً عن مدخل سري."أدخل." قال تاي-هو. "بسرعة."دخل جون، متبوعاً بتاي-هو، الذي أغلق المدخل خلفهما. كانوا الآن في نفق ضيق، مضاء بأضواء خافتة."ما هذا المكان؟" سأل جون، مندهشاً."مخبأ المقاومة الحقيقي." شرح تاي-هو. "الكوخ كان مجرد واجهة، مكان للاجتماعات

العادية. هذا هو المكان الذي نخزن فيه أسرارنا الحقيقية."سارا عبر النفق، الذي كان يمتد عميقاً تحت الأرض. بعد حوالي مائة متر، وصلا إلى غرفة واسعة، مجهزة

بمعدات علمية متطورة وأجهزة كمبيوتر.وفي وسط الغرفة، كان جين-هو يعمل على جهاز غريب - جهاز كبير يشبه البوابة، لكنه كان مختلفاً عن البوابة التي رآها جون في مختبر البروفيسور كانغ."جون!" ابتسم جين-هو عندما رآه. "نجحت! وأحضرت

مين-آه معك!""نعم." أومأ جون، واضعاً مين-آه برفق على سرير في الزاوية. "لكن يون-هي كانت تطاردنا. هل نحن آمنون هنا حقاً؟""نعم." أكد جين-هو. "هذا المكان محمي بتقنية خاصة، تمنع الكيانات من الأبراج من اكتشافه. طالما أننا هنا، فنحن آمنون."تنهد جون براحة، شاعراً بالتعب يغمره أخيراً. كان قد ركض لمسافات طويلة،

حاملاً مين-آه، وكان جسده يصرخ طلباً للراحة."ما هذا الجهاز؟" سأل، مشيراً إلى الجهاز الذي كان جين-هو يعمل عليه."هذا هو جهازنا لإغلاق البوابة." شرح جين-هو. "الجهاز الذي كنا نعمل عليه منذ أسابيع. إنه مصمم لإغلاق البوابة بشكل دائم، ومنع

الكيانات من الأبراج من الدخول إلى عالمنا.""وهل هو جاهز؟" سأل جون.تردد جين-هو. "ليس تماماً. كنا نعتمد على مين-آه لإكمال بعض المكونات الأساسية. بدونها، سيكون من الصعب جداً إكماله في الوقت المناسب."نظر جون إلى مين-آه، التي

كانت لا تزال فاقدة للوعي على السرير. "متى ستستيقظ؟""لا أعرف." اعترف جين-هو. "البروفيسور كانغ أعطاها مخدراً قوياً. قد تستغرق ساعات، أو حتى أيام، للاستيقاظ.""ليس لدينا أيام." قال تاي-هو بقلق. "البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي

يسرعان خططهما. مع هروبك ومين-آه، سيكونان يائسين. قد يحاولان فتح البوابة قريباً جداً، حتى بدون مساعدتك.""هل يمكنهم فعل ذلك؟" سأل جون بقلق."نظرياً، نعم." أومأ جين-هو. "قدرتك - الصدى الأسود - تجعل فتح البوابة أسهل وأكثر استقراراً. لكن مع ما يكفي من الطاقة والتضحيات، يمكنهم فتح البوابة

بدونك.""تضحيات؟" كرر جون، شاعراً بالقلق."نعم." أومأ جين-هو بقلق. "تضحيات بشرية. أرواح بشرية، تُستخدم كوقود للبوابة."شعر جون بالغثيان. كان البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي على استعداد لقتل أشخاص من أجل فتح البوابة."يجب أن نوقفهما." قال بحزم. "قبل أن يتمكنا من فتح البوابة وقتل المزيد من الناس.""نحن

نحاول." قال جين-هو. "لكننا بحاجة إلى مين-آه لإكمال الجهاز. وهي فاقدة للوعي.""ماذا عن سو-يون؟" سأل جون فجأة، متذكراً الفتاة التي كانت قد ساعدته. "هل رأيتماها؟"تبادل تاي-هو وجين-هو نظرات قلقة."ماذا؟" سأل جون، شاعراً

بالقلق. "ماذا حدث لها؟""لا نعرف بالتأكيد." اعترف تاي-هو. "آخر مرة رأيناها فيها، كانت تقاتل هاي-جين. كانت المعركة... شرسة.""هل تعتقدان أنها...؟" لم يستطع جون إكمال السؤال."لا نعرف." قال جين-هو بصدق. "سو-يون قوية جداً، كونها كياناً من الأبراج. لكن هاي-جين أيضاً قوية، مع الكيان الذي يسكنها."شعر جون بالقلق

على سو-يون. رغم أنها كانت كياناً من الأبراج، إلا أنها كانت قد ساعدته، وكانت تبدو مختلفة عن الكيانات الأخرى."يجب أن نجدها." قال بحزم. "يجب أن نساعدها.""لا يمكننا

المخاطرة بالخروج الآن." قال تاي-هو. "البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي ويون-هي وهاي-جين - جميعهم يبحثون عنا. إذا خرجنا، فسيجدوننا."كان تاي-هو محقاً، وكان جون يعرف ذلك. كان الخروج الآن خطيراً جداً."إذن ماذا نفعل؟" سأل بإحباط. "نجلس هنا وننتظر حتى تستيقظ مين-آه؟""ليس تماماً." قال جين-هو. "يمكننا محاولة إكمال

الجهاز بأنفسنا. سيكون صعباً، لكن ليس مستحيلاً.""وكيف نفعل ذلك؟" سأل جون."نحتاج إلى معرفتك بالصدى الأسود." قال جين-هو. "قدرتك مرتبطة بالبوابة والكيانات. إذا تمكنا من فهم كيفية عملها بشكل أفضل، فقد نتمكن من إكمال الجهاز.""لكنني لا أعرف الكثير عن قدرتي." اعترف جون. "لم أكتشفها إلا قبل بضعة

أسابيع.""لكنك استخدمتها." قال تاي-هو. "استخدمتها ضد يون-هي في المختبر، وربما ضدها مرة أخرى في الكوخ. أليس كذلك؟"أومأ جون برأسه. "نعم. امتصصت طاقتها وعكستها عليها.""هذا بالضبط ما نحتاج إلى فهمه." قال جين-هو بحماس. "كيف تمتص الطاقة وتعكسها. إذا تمكنا من فهم ذلك، فقد نتمكن من تصميم

الجهاز ليفعل الشيء نفسه - يمتص طاقة البوابة ويعكسها، مما يؤدي إلى إغلاقها."كان الأمر منطقياً، وكان جون على استعداد للمساعدة بأي طريقة ممكنة."حسناً." قال. "سأفعل كل ما بوسعي. لكن لا أعرف كم سأكون مفيداً.""أي

مساعدة ستكون مفيدة." ابتسم جين-هو. "الآن، دعنا نبدأ. لدينا الكثير من العمل للقيام به، والوقت ينفد."بدأوا العمل على الجهاز، جين-هو يشرح لجون كيفية عمله، وجون يحاول فهم كيفية ارتباط قدرته به.كان الجهاز معقداً، مع العديد من المكونات والأسلاك والشاشات. كان يبدو مثل نسخة أصغر وأكثر تعقيداً من البوابة التي رآها

جون في مختبر البروفيسور كانغ."هذا الجهاز مصمم لإغلاق البوابة." شرح جين-هو. "إنه يعمل عن طريق إنشاء موجة من الطاقة المضادة، تتداخل مع طاقة البوابة وتلغيها.""مثل الصدى الأسود." قال جون، مدركاً التشابه. "قدرتي تمتص الطاقة وتعكسها، مما يلغي تأثيرها.""بالضبط." أومأ جين-هو. "لهذا السبب نحتاج إلى فهم كيفية عمل قدرتك. إذا تمكنا من تكرار ذلك في الجهاز، فقد نتمكن من إغلاق

البوابة بشكل دائم."عملوا لساعات، جين-هو وتاي-هو يعملان على الجهاز، وجون يحاول شرح كيفية عمل قدرته. كان الأمر صعباً، لأن جون نفسه لم يكن يفهم تماماً كيفية عمل قدرته. كان يعرف فقط أنه عندما كان يركز، كان بإمكانه امتصاص الطاقة وعكسها.بينما كانوا يعملون، كان جون يلقي نظرات متكررة على مين-آه، التي كانت لا تزال فاقدة للوعي على السرير. كان قلقاً عليها، متسائلاً متى

ستستيقظ، وما إذا كانت ستكون بخير."لا تقلق." قال تاي-هو، ملاحظاً قلق جون. "مين-آه قوية. ستكون بخير.""آمل ذلك." تنهد جون. "إنها فاقدة للوعي منذ ساعات. هذا ليس طبيعياً.""المخدر الذي أعطاها إياه البروفيسور كانغ كان قوياً جداً." قال جين-هو. "كان يريد إبقاءها هادئة حتى يتمكن من استخدامها كوعاء.""وعاء." كرر جون بمرارة. "كما لو أنها كانت مجرد حاوية، وليست إنساناً.""هذه هي الطريقة التي ينظر

بها الكيانات إلينا." قال تاي-هو بحزن. "كأوعية، كأدوات. ليس كبشر لهم قيمة في حد ذاتهم.""ليس جميع الكيانات." قال جون، متذكراً سو-يون. "سو-يون مختلفة. إنها تهتم بنا، تريد حمايتنا.""ربما." قال جين-هو بشك. "أو ربما لديها أجندتها الخاصة، مختلفة عن أجندة البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي، لكنها لا تزال ليست في

مصلحتنا."كان جون يريد الدفاع عن سو-يون، لكنه كان يعرف أن جين-هو كان محقاً في التشكيك. كان من الصعب معرفة من يمكن الوثوق به هذه الأيام، خاصة عندما يتعلق الأمر بالكيانات من الأبراج.واصلوا العمل على الجهاز، محاولين إكماله قبل أن يتمكن البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي من فتح البوابة.فجأة، سمعوا صوتاً من السرير - صوت أنين ضعيف."مين-آه!" صرخ جون، راكضاً نحوها.كانت مين-آه تتحرك،

عيناها تفتحان ببطء. كانت تبدو مرتبكة ومتعبة، لكنها كانت مستيقظة."جون...؟" همست، صوتها ضعيفاً ومرتجفاً."نعم، إنه أنا." ابتسم جون، شاعراً بالارتياح. "أنت آمنة الآن، مين-آه. أنت في مخبأ المقاومة.""المقاومة..." كررت، محاولة الجلوس. "ماذا حدث؟ آخر شيء أتذكره هو... البروفيسور كانغ. كان في مكتبه، وكان...

مختلفاً.""البروفيسور كانغ مسكون بكيان من الأبراج." شرح جون. "أخذك إلى مختبره السري، وكان يخطط لاستخدامك كوعاء لكيان آخر.""وعاء..." كررت مين-آه، عيناها تتسعان بالخوف. "نعم، أتذكر الآن. كان يتحدث عن... طقس. طقس الاندماج.""نعم." أومأ جون. "لكنني أنقذتك قبل أن يتمكن من إجراء الطقس. أنت آمنة الآن."نظرت مين-آه حولها، ملاحظة تاي-هو وجين-هو والجهاز الذي كانوا يعملون

عليه."الجهاز..." قالت، عيناها تتسعان بالإدراك. "هل هو...؟""نعم." أومأ جين-هو. "إنه جهازنا لإغلاق البوابة. كنا نحاول إكماله بدونك، لكننا كنا نواجه صعوبة.""ساعدوني في النهوض." قالت مين-آه بحزم. "يجب أن أساعدكم في إكمال الجهاز.""هل أنت متأكدة؟" سأل جون بقلق. "لقد كنت فاقدة للوعي لساعات. يجب أن ترتاحي."هزت مين-آه رأسها. "لا وقت للراحة. البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي يسرعان خططهما.

يجب أن نكمل الجهاز قبل أن يتمكنا من فتح البوابة."ساعدها جون في النهوض، وقادها إلى الجهاز. كانت لا تزال ضعيفة ومترنحة، لكنها كانت مصممة على المساعدة."ما الذي تم إنجازه حتى الآن؟" سألت، متفحصة الجهاز.شرح جين-هو ما كانوا قد فعلوه، وما كانوا يحاولون فهمه عن قدرة جون."أرى." أومأت مين-آه. "نعم، هذا منطقي. قدرة جون - الصدى الأسود - يمكن استخدامها لإغلاق البوابة. لكننا

بحاجة إلى تضخيمها، جعلها أقوى.""وكيف نفعل ذلك؟" سأل جون."باستخدام هذا." قالت مين-آه، مشيرة إلى مكون معين في الجهاز. "إنه مضخم طاقة. يمكنه أخذ قدرتك وتضخيمها، جعلها قوية بما يكفي لإغلاق البوابة بشكل دائم."بدأت العمل على الجهاز، موجهة جين-هو وتاي-هو. كانت تعرف بالضبط ما كانت تفعله، وكان تقدمهم سريعاً الآن.بينما كانوا يعملون، كان جون يفكر في كل ما حدث. كان قد

اكتشف أن البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي كانا مسكونين بكيانات من الأبراج، وأن يون-هي وهاي-جين كانتا تعملان معهما. وكان قد اكتشف أيضاً أن سو-يون كانت كياناً من الأبراج، لكنها كانت تحاول مساعدتهم.وكان قد اكتشف أن قدرته - الصدى الأسود - كانت أكثر قوة مما كان يعتقد. كان بإمكانه امتصاص وعكس الطاقة، وكان ذلك قد أنقذ حياته أكثر من مرة.والآن، كانوا يحاولون استخدام قدرته لإغلاق البوابة، ومنع الكيانات من الأبراج من دخول عالمهم.لكن هل سينجحون؟ هل سيتمكنون من

إكمال الجهاز وإغلاق البوابة قبل أن يتمكن البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي من فتحها؟وماذا عن سو-يون؟ هل كانت لا تزال على قيد الحياة؟ وإذا كانت كذلك، فأين كانت؟كانت هذه الأسئلة تدور في ذهن جون بينما كان يساعد مين-آه وجين-هو

وتاي-هو في العمل على الجهاز.فجأة، سمعوا صوتاً - صوت انفجار بعيد، تبعه اهتزاز في الأرض."ما هذا؟" سأل جون، متوتراً."لا أعرف." قال تاي-هو بقلق. "لكنه لا يبدو جيداً."ركض نحو جهاز كمبيوتر في الزاوية، وبدأ بالضغط على المفاتيح بسرعة."لدينا كاميرات مراقبة في الغابة." شرح. "دعني أرى ما يحدث."ظهرت صور على الشاشة،

تظهر مناطق مختلفة من الغابة. وفي إحدى الصور، رأوا شيئاً مروعاً - البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي ويون-هي وهاي-جين، يقفون في دائرة، أيديهم مرفوعة، وبينهم، كان هناك شيء يشبه البوابة الصغيرة، تتوهج بلون أزرق."لا..." همست مين-آه بخوف. "إنهم يفتحون البوابة. هنا، في الغابة.""كيف وجدونا؟" سأل جون بذهول."لم يجدونا." قال جين-هو بقلق. "لكنهم يعرفون أننا في مكان ما في الغابة.

وهم يفتحون البوابة هنا، على أمل أن تكون قريبة منا.""وماذا سيحدث إذا فتحوا البوابة؟" سأل جون."الكيانات ستدخل." قالت مين-آه بخوف. "آلاف الكيانات، ربما ملايين. وسيبدأون في السيطرة على البشر، استخدامهم كأوعية.""يجب أن نوقفهم." قال جون بحزم. "يجب أن نكمل الجهاز ونغلق البوابة.""نحن نحاول." قالت مين-آه. "لكننا بحاجة إلى المزيد من الوقت.""ليس لدينا وقت." قال تاي-هو بقلق، مشيراً إلى

الشاشة. "انظروا."نظروا جميعاً إلى الشاشة، ورأوا أن البوابة كانت تتوسع، تصبح أكبر وأكثر سطوعاً. وكان هناك شيء يتحرك داخلها - أشكال غامضة، تتحرك نحو العالم."الكيانات." همست مين-آه بخوف. "إنهم قادمون.""كم من الوقت نحتاج لإكمال الجهاز؟" سأل جون بإلحاح."ساعة على الأقل." قالت مين-آه. "ربما أكثر.""ليس

لدينا ساعة." قال تاي-هو بقلق. "البوابة تتوسع بسرعة. في غضون دقائق، ستكون كبيرة بما يكفي للكيانات للدخول."كان جون يفكر بسرعة. كان عليهم إيقاف البوابة، لكن الجهاز لم يكن جاهزاً بعد. ماذا يمكنهم أن يفعلوا؟ثم، فجأة، خطرت له فكرة."قدرتي." قال بحزم. "يمكنني استخدام قدرتي مباشرة ضد البوابة.""ماذا؟" سألت مين-آه بدهشة. "ماذا تعني؟""قدرتي - الصدى الأسود - يمكنها امتصاص

وعكس الطاقة." شرح جون. "إذا ذهبت إلى هناك، إلى البوابة، فقد أتمكن من امتصاص طاقتها وعكسها، مما قد يؤدي إلى إغلاقها.""هذا جنون!" قالت مين-آه بقلق. "البوابة قوية جداً. قدرتك ليست قوية بما يكفي لإغلاقها.""ربما ليست قوية بما يكفي لإغلاقها بشكل دائم." اعترف جون. "لكنها قد تكون قوية بما يكفي لإبطائها، لمنحكم الوقت لإكمال الجهاز.""لكنك ستكون في خطر كبير." قال تاي-هو

بقلق. "البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي ويون-هي وهاي-جين - جميعهم هناك. سيحاولون قتلك.""أعرف ذلك." أومأ جون. "لكن ليس لدينا خيار. يجب أن نوقف البوابة، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني التفكير فيها."نظر إلى أصدقائه، الذين كانوا يبدون قلقين ومترددين."أنا سأذهب معك." قال تاي-هو أخيراً. "سأساعدك في

مواجهتهم.""لا." قال جون بحزم. "أنت بحاجة إلى البقاء هنا، لمساعدة مين-آه وجين-هو في إكمال الجهاز. أنا سأذهب وحدي.""لكن..." بدأ تاي-هو."لا وقت للجدال." قاطعه جون. "يجب أن أذهب الآن، قبل أن تصبح البوابة كبيرة جداً."نظر إلى أصدقائه مرة أخيرة، ثم توجه نحو المخرج."كن حذراً، جون." قالت مين-آه بقلق. "وعد بالعودة."ابتسم

جون ابتسامة صغيرة. "سأحاول."ثم غادر المخبأ، متجهاً نحو البوابة، وما كان يعرف أنه قد يكون آخر معركة له.

2025/04/25 · 13 مشاهدة · 3102 كلمة
Uzuki
نادي الروايات - 2025