الفصل الخامس: الحفلة
استيقظ جون في صباح اليوم التالي على صوت طرقات هاي-جين المعتادة. كان قد نام بصعوبة بعد اكتشاف الوردة والملاحظة الغامضة، متسائلاً عمن يراقبه ولماذا.خلال التدريب الصباحي، لاحظ أن هاي-جين كانت أكثر صرامة من المعتاد،
تدفعه إلى حدوده القصوى في كل تمرين."تركيزك مشتت اليوم." قالت بعد أن أخطأ في تمرين بسيط للمرة الثالثة. "ما الذي يشغل بالك؟"تردد جون للحظة، ثم قرر مشاركة ما حدث. "وجدت وردة وملاحظة غريبة في غرفتي أمس."توقفت هاي-جين عن الحركة، وظهر التوتر على وجهها. "ملاحظة؟ ماذا كانت تقول؟""'أراقبك دائماً.
لحمايتك.'" اقتبس جون. "لم تكن موقعة.""هل يمكنني رؤيتها؟" سألت هاي-جين بجدية."لم أحضرها معي، لكنها كانت مكتوبة بخط أنيق جداً، ربما بخط امرأة."فكرت هاي-جين للحظات، ثم قالت: "هذا مقلق. يجب أن نخبر البروفيسور كانغ. شخص ما
تمكن من اختراق أمن غرفتك.""هل لديك فكرة عمن قد يكون؟" سأل جون.ترددت هاي-جين. "لدي بعض الشكوك، لكن لا أريد اتهام أحد دون دليل. دعنا ننهي التدريب
أولاً، ثم سنتحدث مع البروفيسور كانغ."استأنفا التدريب، لكن جون لاحظ أن هاي-جين أصبحت أكثر حذراً، تنظر حولها بين الحين والآخر كأنها تبحث عن مراقبين محتملين.بعد انتهاء التدريب، رافقته هاي-جين إلى مكتب البروفيسور كانغ. كان
المكتب فسيحاً ومليئاً بالكتب والأجهزة الغريبة، مع نافذة كبيرة تطل على حرم الأكاديمية."جون، هاي-جين، ما الأمر؟" سأل البروفيسور بابتسامة ودية، رغم أن عينيه
كانتا تحملان نظرة قلق.شرح جون الموقف، واصفاً الوردة والملاحظة التي وجدها في غرفته."هذا مقلق بالفعل." قال البروفيسور، متجهماً. "سأطلب من فريق الأمن مراجعة كاميرات المراقبة لمعرفة من دخل غرفتك.""هل تعتقد أنني في خطر؟"
سأل جون."ليس بالضرورة." طمأنه البروفيسور. "الملاحظة تقول 'لحمايتك'، مما يشير إلى نوايا حسنة، رغم أن الطريقة مقلقة. لكن سنزيد من إجراءات الأمن حول غرفتك
على أي حال.""شكراً لك، بروفيسور." قال جون بامتنان."هناك شيء آخر." تدخلت هاي-جين. "جون تلقى دعوة لحضور حفلة في قصر عائلة لي هذا السبت."رفع البروفيسور حاجبيه بدهشة. "من يون-هي لي؟"أومأ جون برأسه. "التقيت بها بالأمس قرب
البحيرة. كانت ودية جداً ودعتني للحفلة. قالت إن والدها مهتم بمقابلتي."تبادل البروفيسور وهاي-جين نظرات ذات مغزى."جون، يجب أن تكون حذراً جداً مع عائلة لي." قال البروفيسور أخيراً. "سونغ-هو لي، والد يون-هي، هو رئيس شركة لي
للتكنولوجيا، أحد أكبر الشركات في البلاد. لديه اهتمام خاص بالأشخاص ذوي القدرات النادرة.""وهو أيضاً..." بدأت هاي-جين، ثم توقفت، كأنها تفكر في كيفية صياغة كلماتها. "كان مرتبطاً بالحادث الذي وقع قبل عشرين عاماً. المختبر الذي انفجر كان
تابعاً لشركته."الآن فهم جون سبب قلقهما. "هل تعتقدان أنه قد يكون خطراً علي؟""لا نعرف بالتأكيد." أجاب البروفيسور بحذر. "لكن توقيت دعوته مشبوه. كيف علم بوجودك بهذه السرعة؟""ربما من خلال ابنته؟" اقترح جون."ربما." قال
البروفيسور، غير مقتنع تماماً. "على أي حال، أنصحك بعدم الذهاب. لكن إذا قررت الحضور، فلا تذهب وحدك.""سأذهب معه." عرضت هاي-جين فجأة، مما أثار دهشة جون والبروفيسور."أنت؟" سأل البروفيسور، مستغرباً."نعم. أنا مدربته، وحمايته
مسؤوليتي." أجابت هاي-جين بحزم. "بالإضافة إلى ذلك، لدي خبرة في التعامل مع المواقف الخطرة."بدا البروفيسور متردداً، لكنه أومأ برأسه أخيراً. "حسناً. لكن كونوا حذرين للغاية. لا تشربوا أو تأكلوا أي شيء لم تروه يُفتح أمامكم، ولا تدعوا جون وحيداً في أي وقت.""مفهوم، بروفيسور." أكدت هاي-جين.غادرا المكتب، وبينما كانا
يسيران في الممر، نظر جون إلى هاي-جين بفضول. "لماذا عرضت مرافقتي؟ لم أكن أتوقع ذلك منك."نظرت إليه هاي-جين بعينين جادتين. "لأنني أعرف سونغ-هو لي
أكثر مما تعتقد. كان... مسؤولاً بشكل غير مباشر عن وفاة والدي."صُدم جون من هذا الكشف. "آسف جداً لسماع ذلك. لم أكن أعرف...""لا يعرف الكثيرون." قالت هاي-جين
بنبرة هادئة لكنها مليئة بالألم المكبوت. "والدي كان عالماً في مختبر لي. كان موجوداً يوم الانفجار. لم يتم العثور على جثته أبداً.""هاي-جين، أنا آسف حقاً." قال جون بتعاطف حقيقي. "لا داعي لمرافقتي إذا كان الأمر صعباً عليك.""لا، أريد الذهاب."
أصرت هاي-جين. "لطالما أردت مواجهة سونغ-هو لي، ورؤية قصره من الداخل. هذه فرصتي."كان هناك تصميم في صوتها جعل جون يدرك أنه لا جدوى من محاولة
إقناعها بخلاف ذلك. "حسناً، سنذهب معاً إذن.""جيد. سألتقي بك في البهو الرئيسي السبت في السادسة مساءً." قالت هاي-جين. "ارتدِ شيئاً أنيقاً. عائلة لي تقدر المظاهر كثيراً."في وقت لاحق من ذلك اليوم، كان جون في درس "أخلاقيات استخدام القوى"
مع البروفيسورة كيم، امرأة مسنة ذات وجه حكيم وعينين لطيفتين."القوة تأتي مع المسؤولية." كانت تقول. "كل قرار تتخذونه باستخدام قدراتكم له عواقب، ليس فقط عليكم، بل على المجتمع بأكمله."كان الدرس مثيراً للتفكير، يتناول المعضلات
الأخلاقية المرتبطة باستخدام القوى الخارقة. بينما كان جون يستمع، لاحظ أن سو-يون كانت تجلس في الصف الأمامي، تلتفت لتنظر إليه من وقت لآخر بتعبير قلق.بعد انتهاء الدرس، اقتربت منه سو-يون بسرعة قبل أن تتمكن مين-آه من الوصول
إليه."جون، هل يمكنني التحدث معك للحظة؟" سألت بصوت خافت."بالطبع." أجاب جون، متردداً قليلاً بعد ما علمه عن القلادة.ابتعدا قليلاً عن بقية الطلاب، وبدت سو-يون متوترة للغاية."أردت الاعتذار عن القلادة." قالت أخيراً. "أعلم أن هاي-جين أخذتها منك
وأخبرتك أنها جهاز تتبع."تفاجأ جون من اعترافها المباشر. "إذن كانت محقة؟"أومأت سو-يون برأسها بخجل. "نعم، لكن ليس بالطريقة التي تعتقدها. القلادة تحتوي على حجر شفاء حقيقي، لكنها أيضاً تسمح لي بمراقبة حالتك الصحية عن بعد. كنت قلقة
عليك بعد اختبارات الدكتورة لي، وأردت التأكد من أنك بخير.""لماذا لم تخبريني بذلك مباشرة؟" سأل جون."كنت خائفة من أن ترفض." اعترفت سو-يون. "وأيضاً... لم أكن أثق تماماً بمين-آه. إنها تراقبك باستمرار، وأردت التأكد من أنها لا تؤذيك.""مين-آه؟
تؤذيني؟" سأل جون باستغراب."لا أعرف نواياها بالتأكيد." قالت سو-يون بتردد. "لكنها مهووسة بقدرتك بطريقة... غير صحية. رأيتها تكتب ملاحظات عنك، تراقب كل حركة
تقوم بها. إنها تتعامل معك كموضوع بحث، وليس كشخص."كان جون يعلم أن مين-آه كانت تدرسه، لكنه لم يدرك مدى هوسها به. "أقدر قلقك، سو-يون. لكن لا يمكنك وضع أجهزة تتبع على الناس دون علمهم. هذا ليس صحيحاً.""أعلم ذلك الآن، وأنا
آسفة حقاً." قالت بندم حقيقي. "هل يمكنك مسامحتي؟"كان هناك شيء في عينيها - ضعف وصدق - جعل جون يشعر بالتعاطف معها رغم ما فعلته. "أسامحك،
لكن من فضلك كوني صادقة معي في المستقبل."ابتسمت سو-يون بارتياح. "شكراً لك، جون. أعدك بذلك.""هناك شيء آخر أردت سؤالك عنه." قال جون. "هل أنت من وضع الوردة والملاحظة في غرفتي أمس؟"بدت سو-يون مصدومة من السؤال. "وردة
وملاحظة؟ لا، لم أكن أنا. ما الذي تتحدث عنه؟"شرح جون ما وجده، وبدت سو-يون قلقة حقاً."هذا مقلق جداً." قالت. "شخص ما تمكن من دخول غرفتك. هل أخبرت البروفيسور كانغ؟""نعم، هذا الصباح." أجاب جون. "قال إنه سيراجع كاميرات
المراقبة.""جيد." أومأت سو-يون. "كن حذراً، جون. هناك الكثير من الأشخاص المهتمين بك هنا، وليس جميعهم لديهم نوايا حسنة.""بما في ذلك أنت؟" سأل جون بنبرة نصف مازحة.ابتسمت سو-يون ابتسامة خجولة. "أنا فقط أريد حمايتك
ومساعدتك. أعدك بذلك."قبل أن يتمكن جون من الرد، اقتربت مين-آه منهما، وجهها يحمل تعبيراً متوتراً."جون، هناك أنت." قالت، متجاهلة سو-يون تماماً. "الدكتورة لي تبحث عنك. لديها بعض النتائج المهمة من اختبارات الأمس.""حسناً، سأذهب لرؤيتها."
قال جون. التفت إلى سو-يون. "شكراً على توضيح الأمور، سو-يون.""لا داعي للشكر." ابتسمت سو-يون. "سأراك لاحقاً."بينما كان يسير مع مين-آه نحو مختبر الدكتورة لي،
سألها: "هل تعرفين شيئاً عن وردة وملاحظة في غرفتي؟"توقفت مين-آه فجأة، وبدت مصدومة. "وردة وملاحظة؟ متى؟""أمس ليلاً. وجدتها على سريري عندما عدت
من المختبر.""ماذا كانت تقول الملاحظة؟" سألت مين-آه بتوتر واضح."'أراقبك دائماً. لحمايتك.'" اقتبس جون. "هل كانت منك؟""لا!" أجابت مين-آه بسرعة، ربما بسرعة زائدة. "لماذا أفعل شيئاً كهذا؟""حسناً، أنت تراقبينني باستمرار، كما قالت سو-يون."
قال جون، مراقباً ردة فعلها بعناية.احمر وجه مين-آه قليلاً. "أنا... أراقب تقدمك، نعم. هذا جزء من مسؤوليتي كمرشدتك. لكنني لم أدخل غرفتك أبداً دون إذنك، ولم أترك أي ملاحظات غامضة."بدت صادقة، لكن جون لم يكن متأكداً تماماً. كان من الصعب
معرفة من يمكن الوثوق به في هذا المكان."ماذا قالت لك سو-يون؟" سألت مين-آه فجأة."اعتذرت عن القلادة." أجاب جون. "قالت إنها كانت قلقة علي وأرادت مراقبة حالتي الصحية.""وهل صدقتها؟" سألت مين-آه بشك."لا أعرف ماذا أصدق بعد الآن."
اعترف جون بإحباط. "الجميع يبدو أن لديه أجندة خفية."نظرت إليه مين-آه بتعبير لم يستطع تفسيره تماماً - مزيج من التعاطف والذنب والشيء آخر أعمق."أنا آسفة أنك تشعر هكذا." قالت أخيراً. "أعدك أنني سأكون صادقة معك دائماً من الآن
فصاعداً.""حقاً؟" سأل جون بشك."نعم." أكدت مين-آه. "سأخبرك بكل ما أعرفه عن قدرتك وعن الأكاديمية. لكن ليس هنا. تعال إلى غرفتي الليلة بعد العشاء. سنتحدث
بحرية هناك."كان عرضها مفاجئاً، لكنه أيضاً مثيراً للاهتمام. هل كانت حقاً ستكشف كل أسرارها؟"حسناً." وافق جون أخيراً. "سآتي."في مختبر الدكتورة لي، كانت الأجواء متوترة. كانت الدكتورة تنظر إلى شاشة كبيرة تعرض نتائج اختبارات جون، وتبدو
قلقة."ما الأمر، دكتورة لي؟" سأل جون."جون، لقد اكتشفت شيئاً مقلقاً في نتائج اختباراتك." قالت الدكتورة لي بجدية. "قدرتك تنمو بسرعة أكبر مما توقعنا. في الواقع، إنها تنمو بسرعة... غير طبيعية.""هل هذا سيء؟" سأل جون بقلق."ليس
بالضرورة سيئاً، لكنه غير معتاد." أوضحت الدكتورة لي. "عادة، تتطور القدرات ببطء مع التدريب والوقت. لكن قدرتك تتضاعف تقريباً كل 24 ساعة.""ماذا يعني ذلك؟" سأل جون."لا نعرف بالتأكيد." اعترفت الدكتورة لي. "لكن إذا استمرت بهذا المعدل، فقد تصبح أقوى مما يمكننا السيطرة عليه خلال أسابيع قليلة."شعر جون بالخوف يتسلل
إلى قلبه. "هل سأنتهي مثل جين-وو بارك؟""لا، لن نسمح بذلك." طمأنته الدكتورة لي بحزم. "سنجد طريقة لتثبيت نمو قدرتك عند مستوى آمن.""كيف؟" سأل جون."لدينا بعض الأفكار." تدخلت مين-آه. "هناك تقنيات وأجهزة يمكنها كبح القدرات
المفرطة.""لكن الخطوة الأولى هي فهم سبب هذا النمو السريع." تابعت الدكتورة لي. "هل لاحظت أي أعراض غير عادية؟ صداع، دوار، أحلام غريبة؟"فكر جون للحظة.
"في الواقع، نعم. كنت أرى أحلاماً غريبة عن الأبراج. وأحياناً أشعر بنبض غريب في رأسي، خاصة عندما أكون قريباً من النوافذ المطلة على برج سيول."تبادلت الدكتورة لي ومين-آه نظرات قلقة."هذا يؤكد نظريتي." قالت الدكتورة لي. "أعتقد أن قدرتك
تتفاعل مع إشعاعات البرج. هذا نادر جداً، لكنه موثق في بعض الحالات الاستثنائية.""ماذا يعني ذلك عملياً؟" سأل جون."يعني أنك يجب أن تبقى بعيداً عن البرج قدر الإمكان." أجابت الدكتورة لي. "وهذا يشمل الرحلة الميدانية القادمة.""لكن..." بدأ جون، متذكراً محادثته مع جين-هو."لا استثناءات، جون." قاطعته
الدكتورة لي بحزم. "هذا لسلامتك وسلامة الآخرين."أومأ جون برأسه، مدركاً أن الأمر أكثر خطورة مما كان يعتقد."سنبدأ غداً بسلسلة من التدريبات الخاصة لمساعدتك على التحكم في نمو قدرتك." أخبرته الدكتورة لي. "حتى ذلك الحين، حاول الابتعاد عن
النوافذ المطلة على البرج، وأبلغني فوراً إذا شعرت بأي أعراض غير عادية.""سأفعل ذلك." وعد جون.بعد مغادرة المختبر، كان رأس جون يدور بالأفكار والمخاوف. كانت قدرته تنمو بسرعة خطيرة، وكان هناك شخص ما يراقبه، وكان محاطاً بأشخاص لديهم
أجندات خفية. كان يشعر كأنه في متاهة معقدة، يحاول العثور على طريق للخروج.حل المساء، وبعد تناول العشاء في الكافيتريا، توجه جون إلى غرفة مين-آه كما اتفقا. كانت غرفتها في الطابق العلوي من المبنى السكني، في جناح منفصل
مخصص للطلاب المتفوقين.طرق الباب بتردد، وفتحت مين-آه بسرعة، كأنها كانت تنتظره بفارغ الصبر."ادخل بسرعة." همست، متلفتة حولها للتأكد من عدم وجود أحد في الممر.كانت غرفتها أكبر من غرفته، ومنظمة بشكل مثالي. كانت الجدران
مغطاة بالرسوم البيانية والملاحظات والصور، معظمها متعلق بالأبراج والقوى الخارقة. في زاوية الغرفة، كان هناك مكتب عليه جهاز كمبيوتر متطور وعدة شاشات."اجلس." أشارت مين-آه إلى كرسي قرب المكتب.جلس جون، ملاحظاً أن إحدى الشاشات كانت تعرض ما بدا كبيانات حيوية - معدل ضربات قلب، ضغط دم، نشاط
دماغي."هل هذه... بياناتي؟" سأل بصدمة.أومأت مين-آه برأسها. "نعم. أحصل عليها من مختبر الدكتورة لي. لقد كنت أراقب حالتك الصحية منذ وصولك.""لماذا؟" سأل جون، غير متأكد مما إذا كان يجب أن يشعر بالغضب أو القلق.تنهدت مين-آه، وجلست
على السرير مقابله. "لأنني أحاول إنقاذ حياتك، جون.""إنقاذ حياتي؟" كرر جون باستغراب."نعم. دعني أخبرك بالحقيقة الكاملة." قالت مين-آه، وبدت فجأة أصغر سناً وأكثر ضعفاً مما رآها من قبل. "قبل عشرين عاماً، لم يكن جين-وو بارك الشخص
الوحيد الذي يمتلك قدرة الصدى الأسود. كان هناك شخص آخر - أختي الكبرى، جي-يون."صُدم جون من هذا الكشف. "لم تذكري أبداً أن لديك أختاً.""لأنها ماتت في نفس الحادث الذي قتل جين-وو بارك." قالت مين-آه بصوت مليء بالألم. "كانت تعمل معه في نفس المشروع في مختبر لي. كانوا يحاولون دمج قدراتهما لإنشاء مصدر طاقة
جديد. لكن شيئاً ما حدث... شيئاً سيئاً.""آسف جداً لسماع ذلك." قال جون بتعاطف حقيقي."قبل وفاتها، أرسلت لي جي-يون رسالة." تابعت مين-آه. "قالت إن سونغ-هو لي كان يجبرهم على تجاوز حدود قدراتهم، وأنها كانت تخشى أن يحدث شيء فظيع. وقد حدث."نهضت مين-آه وذهبت إلى خزانة صغيرة، أخرجت منها صندوقاً خشبياً
قديماً. فتحته وأخرجت دفتراً مهترئاً."هذه مذكرات أختي." قالت، مقدمة الدفتر لجون. "تحتوي على كل ما تعلمته عن الصدى الأسود - كيف يعمل، كيف يتطور، وكيف يمكن التحكم فيه."تصفح جون الدفتر بحذر، مندهشاً من المعادلات المعقدة
والرسومات التفصيلية."لقد كرست حياتي لفهم ما حدث لأختي، ولمنع تكراره." قالت مين-آه. "عندما سمعت أن شخصاً جديداً يمتلك الصدى الأسود قد ظهر - أنت - علمت أنني يجب أن أساعدك.""لهذا كنت تراقبني وتدرسني." فهم جون أخيراً."نعم. أردت
التأكد من أنك لن تنتهي مثل أختي وجين-وو." أكدت مين-آه. "لكنني الآن قلقة جداً. نمو قدرتك أسرع بكثير مما كان لديهما. وإذا كنت تتفاعل مع البرج، فهذا يجعل الوضع أكثر خطورة.""ماذا يمكننا أن نفعل؟" سأل جون، شاعراً بالخوف يتصاعد في
صدره."هناك جهاز في مذكرات أختي." أشارت مين-آه إلى رسم تخطيطي في الدفتر. "كانت تعمل عليه سراً، دون علم سونغ-هو لي. إنه مثبت للقدرات، مصمم خصيصاً للصدى الأسود. يمكنه تثبيت قدرتك عند مستوى آمن.""هل صنعتِ هذا الجهاز؟" سأل جون بأمل."ليس بعد." اعترفت مين-آه. "أحتاج إلى مكونات معينة، بعضها نادر جداً. لكنني أعرف أين يمكن العثور عليها.""أين؟" سأل جون.ترددت مين-آه للحظة.
"في مختبر لي. نفس المختبر الذي حدث فيه الانفجار. تمت إعادة بنائه منذ ذلك الحين، وهو الآن منشأة أبحاث متطورة للغاية.""وكيف سنصل إلى هناك؟" سأل جون."هذا هو السبب في أنني سعيدة لأنك تلقيت دعوة لحفلة عائلة لي." قالت مين-آه. "قصرهم متصل بالمختبر عبر نفق سري. إذا تمكنا من التسلل أثناء الحفلة،
يمكننا الوصول إلى المختبر والحصول على المكونات التي نحتاجها."كان جون مصدوماً من خطتها الجريئة. "هذا خطير للغاية، مين-آه. إذا تم القبض علينا...""أعلم المخاطر." قاطعته مين-آه. "لكن البديل أسوأ. إذا استمرت قدرتك في النمو بهذا
المعدل، فقد تفقد السيطرة عليها في غضون أسابيع. وعندها..."لم تكمل الجملة، لكن جون فهم ما تعنيه. قد ينتهي مثل جين-وو بارك وجي-يون، يتسبب في كارثة تودي بحياته وحياة الآخرين."حسناً." قال أخيراً. "سأساعدك. لكن يجب أن نكون حذرين للغاية.""بالطبع." أومأت مين-آه. "سأخطط لكل شيء بعناية. لكن هناك مشكلة واحدة - هاي-جين. قالت إنها ستذهب معك إلى الحفلة.""نعم، عرضت مرافقتي هذا
الصباح." أكد جون."هذا يعقد الأمور." قالت مين-آه بإحباط. "لن نتمكن من التسلل إلى المختبر إذا كانت معنا.""لماذا لا نخبرها بالخطة؟" اقترح جون. "ربما يمكنها مساعدتنا.""لا!" رفضت مين-آه بحدة. "لا يمكننا الوثوق بها. هاي-جين لديها أجندتها
الخاصة. إنها تعمل مع البروفيسور كانغ، وهو يريد دراسة قدرتك، وليس بالضرورة مساعدتك على التحكم فيها."كان جون متردداً. كان يشعر أن هاي-جين كانت صادقة في رغبتها بمساعدته، لكنه أيضاً لم يكن يعرفها جيداً بعد."سنجد طريقة للتعامل
مع هاي-جين." قال أخيراً. "المهم الآن هو التخطيط لكيفية الوصول إلى المختبر."قضيا الساعة التالية في مناقشة التفاصيل، مع مين-آه تشرح تخطيط القصر والمختبر باستخدام رسومات قامت بإعدادها."هناك شيء آخر يجب أن تعرفه." قالت
مين-آه قبل مغادرة جون. "الملاحظة والوردة... أعتقد أنني أعرف من وضعهما.""من؟" سأل جون بفضول."يون-هي لي." قالت مين-آه. "لديها قدرة ثانوية لم تخبرك عنها - يمكنها التحرك عبر المواد الصلبة لفترات قصيرة. هذا يفسر كيف دخلت غرفتك المقفلة.""لكن لماذا تفعل ذلك؟" تساءل جون."لا أعرف بالتأكيد." اعترفت مين-آه. "لكنني أشك في أنها مهتمة بك بطريقة... شخصية. كن حذراً
منها، جون. عائلة لي خطيرة، وهي ابنة والدها بكل معنى الكلمة."أومأ جون برأسه، مدركاً أن الأمور كانت تزداد تعقيداً بسرعة. كان محاطاً بنساء غامضات، كل منهن لديها اهتمام خاص به ودوافع خفية."سأكون حذراً." وعد جون. "وسأراك غداً لمزيد من
التخطيط."غادر غرفة مين-آه، شاعراً بمزيج من القلق والإثارة. كانت المخاطرة كبيرة، لكن إذا نجحت خطتهما، فقد يتمكن من التحكم في قدرته ومنع كارثة محتملة.بينما كان يسير في الممر المظلم نحو غرفته، شعر فجأة بحركة خلفه.
التفت بسرعة، لكنه لم يرَ أحداً. استمر في المشي، مسرعاً خطواته قليلاً.عندما وصل إلى غرفته، فتح الباب بحذر، متوقعاً وجود وردة أخرى أو ملاحظة. لكن الغرفة كانت كما تركها، باستثناء شيء واحد - نافذته كانت مفتوحة قليلاً، رغم أنه كان متأكداً من
أنه أغلقها قبل مغادرته.أغلق النافذة بسرعة وأقفلها، ثم تفقد الغرفة بدقة. لم يجد أي شيء غير عادي، لكنه شعر بوجود شخص ما هنا، كأن أثراً غير مرئي قد تُرك
في الهواء.استلقى على سريره، محاولاً النوم رغم الأفكار المتصارعة في رأسه. كان السبت - يوم الحفلة - بعد يومين فقط. كان لديه وقت قصير للاستعداد لما قد يكون أخطر مغامرة في حياته.وبينما كان يغرق في النوم أخيراً، لم يكن يعلم أن أربع نساء
كن يخططن لليلة السبت أيضاً، كل منهن بطريقتها الخاصة، وكلهن متمحورات حوله.