كانت القرية تتنفس دفئًا خفيفًا مع نسيم نهاية الصيف.
وارتفعت أصوات الأطفال في الأحياء، يصرخون ويتباهون بما سيحدث غدًا:
أول يوم في حياتهم كنينجا متدربين.
لكن في البيت الكبير عند أطراف الحي، لم تكن هناك أي مظاهر استعداد.
ناروتو جلس في ركن غرفته، يرتّب أشياء بسيطة داخل حقيبة صغيرة:
لفافة واحدة.
قطعة من الخبز اليابس، فقط للاحتياط.
دمية قديمة مقطوعة الرأس، بلا قيمة… لكنها كانت أول شيء احتفظ به من دون أن يُسأل "لمن هي؟"
دفتره الأسود، الذي لا يقرأه أحد.
ثم سحب من نظامه القدرة التي حصل عليها قبل أيام:
> 🎁 "حقيبة تخزين عقلية – تخفي ما بداخلها عن أي مستشعر شاكرا أو فحص عادي."
خزن فيها الدمية والدفتر، ثم أغلقها بإيماءة بسيطة.
كل شيء من حوله كان هادئًا… أكثر من اللازم.
---
في الطابق السفلي، كانت كوشينا تحضّر بعض الطعام.
قالت لميناتو بصوت متردد:
"هل علينا أن نحضّر له شيئًا؟ أعني… ناروتو. غدًا يسجّل في الأكاديمية مثل إخوته."
أجاب ميناتو دون أن يرفع رأسه:
"نعم… سأعطيه كلمة تشجيع على الأقل."
ثم أضاف، بصوت أخفض:
"ربما… حان وقت أن نكسر الجدار."
---
في المساء، كانت العائلة مجتمعة بشكل نادر.
جلس كايدو وشين على الطاولة، يتحدثان بحماسة عن الألقاب التي يريدان نيلها في الأكاديمية.
كايدو قال:
"أنا سأكون الأول، هذا مؤكد. أبي سيرى."
رد شين، وهو يُقلب كتابًا:
"لا تهم المرتبة، المهم أن نكتشف طبيعة تشاكرا كل واحد منا."
ثم التفت كلاهما نحو ناروتو، الذي جلس صامتًا، يضع يديه على ركبتيه.
قال كايدو بابتسامة جانبية:
"وأنت؟ تنوي أن تصبح ماذا؟ مساعد المدرّس؟"
لم يرد ناروتو مباشرة.
بل قال بهدوء:
"سأذهب لأن القانون يقول ذلك."
رد شين بسخرية ناعمة:
"إجابة نموذجية."
---
قالت كوشينا، بنبرة مفتعلة الحيوية:
"ناروتو… هل تحتاج شيئًا؟ حقيبة جديدة؟ أدوات؟"
أجاب رسميًا:
"شكرًا زوجة الهوكاجي-ساما. لست بحاجة إلى شيء."
ميناتو قال فجأة:
"أنا… سأرافقك غدًا إلى التسجيل، إن أحببت."
نظر إليه ناروتو للحظة… ثم أدار عينيه نحو الحائط.
"لا حاجة لذلك، الهوكاجي-ساما. أستطيع تدبير الأمر."
ثم انحنى بخفة:
"معذرة، أود النوم مبكرًا."
غادر المكان بخطوات هادئة.
---
بعد لحظات، ساد الصمت.
قال كايدو، بلهجة متهكمة:
"هو غريب، أليس كذلك؟ كأنه لا ينتمي."
قال ميناتو بهدوء:
"بل نحن من لم نتعلم كيف ننتمي إليه."
---
في غرفته، أغلق ناروتو الباب خلفه.
جلس أرضًا، وأسند ظهره إلى الجدار، وأخرج دفتره.
كتب فيه:
> "غدًا يبدأ الشيء الذي لا أتمناه ولا أرفضه.
سأمشي فيه… لا خلف أحد، ولا أمام أحد. فقط… بجانبي أنا."
ثم خبّأ الدفتر.
واغمض عينيه.
وترك العالم يستعد ليوم كبير،
بينما هو… فقط يستعد للمرور فيه.