كان الفجر خفيفًا، والشمس تحاول أن تخترق ضبابًا خفيفًا يغطي كونوها.
أمام بوابة الأكاديمية، احتشد الطلاب، بعضهم بابتسامة فخور، وبعضهم بتوتر خفي.
كايدو وشين دخلا معًا، يتحدثان بثقة.
أما ناروتو… فقد دخل وحده.
لا أحد لاحظ لحظة دخوله.
لا نظرات المعلمين توقفت عليه.
ولا همسات الطلاب اقتربت منه.
كأنه ظلّ يمرّ في الضوء.
---
في الصف الأول، جلس في الزاوية الخلفية، قرب النافذة، بهدوء كامل.
لا حقيبة كبيرة، لا أدوات مزخرفة، لا ضجيج.
فقط دفتر صغير، وقلم.
عندما دخل المعلم "إيبيسو"، نادى الأسماء واحدًا تلو الآخر.
"كايدو ناميكازي؟"
"حاضر!" (بنبرة واثقة)
"شين ناميكازي؟"
"هنا."
ثم لحظة صمت قصيرة…
"ناروتو… ناميكازي؟"
رفع يده دون أن يتكلم.
لم يلتفت أحد. حتى إيبيسو لم ينظر.
مرّ الاسم… كأنه لم يُذكر.
---
خلال الاستراحة، اقترب بعض الطلاب من كايدو، يسألونه إن كان ناروتو أخاه.
"هو أخوك فعلاً؟ نفس الاسم؟"
كايدو، بنظرة باردة، قال بصوت عالٍ يكفي ليسمعه الصف كله:
"هو ليس أخي.
نحن نحمل نفس الاسم، لكن… لا شيء آخر."
التفت نحو ناروتو، واقترب منه، ونظر إليه بعينين مملوءتين بالاحتقار:
"أنت ضعيف. لا تستحق حتى أن تكون من عائلة نينجا."
ناروتو لم يُظهر غضبًا.
نظر إليه بثبات.
ثم وقف، وانحنى بخفة، وقال:
"أعتذر إن كنت قد سببت لكم الإحراج، كايدو-ساما."
جملة واحدة. رسمية. بلا عاطفة.
لكنها سقطت ثقيلة، لدرجة أن حتى الطلاب من حولهم صمتوا.
لم تكن تحديًا…
كانت إعلان انسحاب كامل من أي علاقة.
كايدو نظر إليه لحظة، ثم ابتعد، مستاءً… كأنه ضرب جدارًا لم يتحرك.
---
في نهاية اليوم، خرج الطلاب وهم يتحدثون عمّا تعلموه، ومن الأكثر موهبة.
لم يُذكر ناروتو.
لا من أحد.
لكنه، حين وصل إلى منزله، مرّ قرب الحديقة، ولم يدخل.
بل وقف في الظل، ينظر إلى البيت من بعيد.
ثم قال بصوت خافت:
> "اليوم، تأكدت أنني مجرد ظل… لكن الظل لا يحتاج لأن يُراه ليكون موجودًا."
ثم ابتسم، ابتسامة لا تشبه الفرح.
ورحل إلى غرفته دون أن يراه أحد.