في اليوم الثالث من الأكاديمية، وقف المعلم "إيبيسو" أمام الصف، وقال بصوت صارم:
"اليوم سنجري اختباراً بسيطاً في التوازن ورد الفعل. ستصعدون إلى منصة خشبية، ومن يسقط منها يُقصى من النقاط الكاملة."
كانت المنصة مبلّطة ومرفوعة قليلاً عن الأرض.
بسيطة، لكن كافية لإشعال غرور المتفوقين.
كايدو صعد أولاً.
ثبت بثقة، واستعرض توازنه ببعض الحركات الاستعراضية.
شين بعده.
كان دقيقًا… أقل استعراضًا، لكنه حافظ على توازنه الكامل.
ثم نودي الاسم الأخير:
"ناروتو ناميكازي."
تحرك ببطء.
وقف أمام المنصة.
لم يتكلم.
صعد… بهدوء.
وقف في المنتصف، ظهره مستقيم، ذراعاه إلى جانبيه، لا حركة زائدة.
ظلّ ثابتًا، لا كأنّه يحاول… بل كأن الوقوف حالته الطبيعية.
---
أحد الطلاب قال ساخرًا:
"ما هذا؟ تمثال؟"
ضحكوا.
لكن إيبيسو ظل يراقب.
لم يُضحك.
بعد دقيقة، قال:
"جيد. الآن، سنختبر التفاعل.
أمام كل طالب، سيُلقى عليه كيس خفيف من الرمل لاختبار ردّ فعله."
بدأوا واحدًا تلو الآخر.
الكل تفادى الكيس إما بالقفز، أو الدوران، أو استخدام التشكاي قليلاً.
ثم جاء دور ناروتو.
أُلقي الكيس عليه — مباشر.
لكنه لم يتحرك.
ضربه الكيس على الكتف، وسقط على الأرض.
ضحك البعض.
لكن ناروتو ظل واقفًا.
لم يُخفض رأسه. لم يُظهر ألمًا.
قال إيبيسو بنبرة محايدة:
"لمَ لم تتفاداه؟"
أجاب بهدوء، بصوته الرسمي المعتاد:
"رأيت أنه ليس هجومًا حقيقيًا، فلم أجد سببًا للرد."
سكت الصف.
رد إيبيسو، هذه المرة بنبرة أقل صرامة:
"لكن هذا اختبار رد فعل."
قال ناروتو:
"فهمت. سأحتسب النقاط ناقصة."
ثم انحنى:
"شكرًا لتعليمكم، إيبيسو-ساما."
وصمت الصف.
---
في نهاية اليوم، أثناء خروج الطلاب، اقترب أحدهم من ناروتو — اسمه "ريكو"، طالب متوسط المستوى، لكنه ذكي.
قال له بصوت منخفض:
"هل أنت حقًا ضعيف… أم أنك فقط ما تبغاش ترد؟"
ناروتو نظر إليه لحظة، ثم قال:
"أنا فقط لا أحب أن أكون شيئًا… لا أريده."
ريكو لم يفهم تمامًا.
لكنه لم يضحك.
ولم يبتعد ساخرًا.
بل قال بهدوء:
"أظن… هذا كافٍ."
ثم تركه.
---
في الليل، كتب ناروتو في دفتره:
> "لست تمثالًا. لكنني لا أحب أن أتحرك فقط… كي يظنوا أنني حي.
أتحرك حين أختار، وأصمت حين أحتاج.
ولا بأس إن لم يفهموا."
ثم أغلق الدفتر، ونام.
ليس مرتاحًا.
لكن ثابتًا.