في اليوم التالي، وصل ناروتو إلى الصف كالمعتاد، دون ضجة.
جلس في الزاوية الخلفية، وفتح دفتره، يدق بقلمه على الورق بنمط منتظم — لم يكن يكتب، فقط يستمع إلى الصوت.
لم تمرّ دقائق، حتى جلس شخص قربه.
ليس عن طريق الخطأ… بل بوضوح.
كان ريكو.
لم يقل شيئًا.
فتح كتابه، وبدأ يقرأ.
ناروتو لم ينظر إليه.
ولم يبتعد.
كانت تلك… المرة الأولى التي لا يجلس فيها وحده.
---
في الحصة، طُلب من الطلاب أن يعملوا في ثنائيات.
كثير منهم سارع إلى اختيار شركائهم.
كايدو، كالعادة، اختار شين.
البقية تحركوا بسرعة.
ريكو لم يتحرك.
بل نظر إلى ناروتو، وقال:
"هل نعمل معًا؟"
لم تكن نبرته متحمسة.
بل أقرب إلى: "سأكون معك… إن لم تمانع."
أجاب ناروتو:
"لا أعترض. افعل كما تشاء."
تقدّما معًا.
عملوا بصمت.
لكن ريكو، أثناء تمرين التناسق، لاحظ شيئًا غريبًا:
ناروتو يعرف ما يجب أن يفعل… لكنه يتعمد أن يكون بطيئًا قليلًا، حتى لا يُظهر تفوقًا واضحًا.
في لحظة، سأل ريكو بصوت منخفض:
"هل تتظاهر بالبطء؟"
ناروتو لم ينفِ.
قال فقط:
"ليس لدي سبب لأكون سريعًا."
رد ريكو، بنبرة فيها احترام غير مباشر:
"لكنك لا تخاف… أليس كذلك؟"
أجاب ناروتو، وهو يربط شريط التمرين:
"الخوف يحتاج توقعًا… وأنا لا أتوقع شيئًا من هذا المكان."
---
في الاستراحة، جلسا قرب الجدار الخارجي للصف، يتناولان بعض الطعام.
ريكو أخرج خبزًا بسيطًا.
ناروتو أخرج نصف تفاحة خضراء.
قال ريكو:
"أنا لا أفهمك."
أجاب ناروتو:
"لا بأس.
أنا أيضًا لا أفهم الكثير من الناس… لكنّي لا أمانع وجودهم."
سكت ريكو لحظة، ثم تمتم:
"هل تسمح لي… أن أستمر في الجلوس بجانبك؟"
ناروتو لم يرد فورًا.
بل أكل قطعة صغيرة من التفاحة، ثم قال:
"طالما لا تطلب مني أن أتغير… فاجلس كما تشاء."
---
ذلك المساء، كتب ناروتو في دفتره:
> "اليوم… لم أكن وحدي في الكرسي.
لم أكن مع أحد… لكن أيضًا، لم أكن وحدي.
ربما هذا… كافٍ كبداية."
ثم أغلق الدفتر، واستلقى.
وصوت القلم لا يزال يرنّ في ذاكرته — إيقاع منتظم، يشبه الحضور الخفيف… الذي لا يُثقِل.