كانت السماء رمادية ذلك الصباح، وكأن كونوها نفسها لا تعرف إن كانت ستُمطر أم لا.
وصل كاكاشي إلى منزل الهوكاجي دون سابق إنذار، يُراجع أوراق بعثات الجِنين المقبلة.
جلس مع ميناتو لبعض الوقت في مكتبه، تناقشا، تبادلا كلمات سريعة، ثم وقف كاكاشي وقال:
"أفكر في تدريب أحد الأطفال مبكرًا… إن وجدت ما يستحق."
قالها وكأنه لا يعني شيئًا.
لكن حين همّ بالمغادرة، أضاف:
"سمعت أن لديك ثلاثة أولاد، أليس كذلك؟"
أومأ ميناتو.
"كايدو، شين… وناروتو."
كاكاشي أومأ ببطء.
لم يُضِف تعليقًا.
ثم قال:
"هل تمانع إن قابلتهم؟ فضول ليس إلا."
ميناتو تردد.
لكنه قال:
"لا مانع."
---
في الحديقة الخلفية، حيث كان ناروتو يخطّ شيئًا على الأرض بأصابع يده، جلس كاكاشي على بعد خطوة دون أن يصدر صوتًا.
قال بهدوء:
"ما الذي ترسمه؟"
لم يلتفت إليه ناروتو.
"ليس رسمًا، إنه خريطة ذهنية لمكان لا أعرفه بعد."
كاكاشي ابتسم خلف قناعه.
"إجابة غريبة."
رد ناروتو، نبرة هادئة كالمعتاد:
"غريب، لكنه دقيق."
كاكاشي جلس أرضًا، بنفس طريقة ناروتو.
نظر إليه لحظة، ثم قال:
"هل تعرف من أنا؟"
ناروتو أومأ.
"هاتاكي كاكاشي. نينجا من المستوى الأعلى. خبير في المهام السرية. كان تلميذ الهوكاجي الرابع."
كاكاشي أومأ.
ثم تمتم:
"ولم تقل ‘عمي كاكاشي’؟ أو ‘معلمي’؟"
أجاب ناروتو دون تردد:
"أفضل الحفاظ على المسافة، فهي تمنحني راحة التعامل دون التزامات عاطفية."
كاكاشي صمت.
رمش مرة ببطء.
"ذلك… دقيق جدًا، يا ناروتو."
لم يُجب ناروتو هذه المرة.
لكن كاكاشي لمح أن يده كانت تُمسك طرف قميصه بقوة خفيفة… كأن شيئًا في داخله لم يكن مرتاحًا كما تُظهر كلماته.
قال كاكاشي بعدها:
"هل أزعجك حضوري؟"
رد ناروتو، بنبرته الرسمية:
"بالطبع لا، حضوركم محل تقدير، كاكاشي-ساما."
ضحك كاكاشي، ضحكة قصيرة، حقيقية.
"سأعتبرك لائقًا للانضمام إلى أي فريق تختاره… عندما يحين الوقت."
وقف، ثم أضاف وهو يلتفت لمرة أخيرة:
"لكنّي لن أختارك… قبل أن أسمعك تتحدث كما تتحدث مع نفسك، لا كما تتحدث مع العالم."
ثم مضى.
---
في الأعلى، كان ميناتو يراقب المشهد من نافذته.
رأى كاكاشي يغادر… وناروتو يبقى جالسًا دون حركة.
قال ميناتو بهدوء، لنفسه:
"حتى كاكاشي لم يستطع كسر الجدار."
لكن في داخله، كان هناك سؤال يتشكل:
> وهل نريد فعلاً كسره؟
أم أننا خائفون مما سنجده خلفه؟