مرّ وقت طويل منذ أن نادته كوشينا باسمه مباشرة.

كانت تنظر إليه أحيانًا، وتتردد… ثم تصرف نظرها.

أما ميناتو، فكان يتعامل معه كما لو أن بينهما دائمًا وقت لاحق للكلام — لكنه لا يأتي.

لكنّ هذا اليوم… بدأ مختلفًا.

في الصباح، أثناء ترتيب بعض الوثائق، اقتربت كوشينا من ناروتو، الذي كان جالسًا على عتبة المنزل، يرسم شيئًا بقلم فحم على الخشب.

قالت بصوت متردّد:

"ناروتو… هل تناولت شيئًا؟"

لم ينظر إليها.

أجاب بهدوء، دون تردد:

"نعم، زوجة الهوكاجي-ساما. شكرًا لسؤالك."

توقفت.

رمشت بعينيها، كأنها لم تستوعب.

ثم ابتسمت بخفة، محاولة تخفيف الجو:

"لا داعي لأن تناديني بهذا الشكل يا ناروتو… أنا أمك."

أجاب بنفس النبرة الهادئة:

"تقديري لكم لا يتغيّر بناءً على الألقاب، زوجة الهوكاجي-ساما."

لم تقل شيئًا بعدها.

مضت بهدوء، لكن خطواتها كانت متثاقلة.

---

في المساء، كان ميناتو يمرّ قرب الممر المؤدي إلى حديقة المنزل الخلفية.

رأى ناروتو جالسًا وحده، يربط قطعة قماش صغيرة بأخرى، يصنع شيئًا لا ملامح له بعد.

اقترب قليلًا.

قال بصوته الهادئ المعتاد:

"هل تصنع شيئًا؟"

أجابه ناروتو دون أن ينظر:

"نعم، الهوكاجي-ساما. مجرد تمرين يدوي."

سكت ميناتو لثوانٍ.

"تستطيع مناداتي… أبي."

لم يكن في نبرة ناروتو أي تحدٍّ، فقط ثبات رسمي:

"أعتذر. هذا الأسلوب في الخطاب يريحني أكثر."

أراد ميناتو أن يضيف شيئًا.

لكنه لم يفعل.

عاد أدراجه.

---

في الليلة ذاتها، وبينما كان العشاء موضوعًا على الطاولة، جلس الجميع في أماكنهم المعتادة.

كايدو يتحدث كثيرًا، كوشينا تتابع بنصف تركيز، شين يراقب كل شيء.

أما ناروتو، فجلس بصمت، يأكل بهدوء.

قالت كوشينا فجأة:

"هل ترغب في قطعة حلوى إضافية، ناروتو؟ صنعتها هذا الصباح."

أجاب:

"لا حاجة، زوجة الهوكاجي-ساما. شكري ممتدّ لكم."

كايدو ضحك ضحكة قصيرة.

"ما بك تتحدث كأنك شيخ في مجلس كاجي؟"

ناروتو لم يرد.

أنهى طعامه، ثم وقف.

"سأعود إلى غرفتي."

قالها، ثم انحنى قليلًا:

"معذرة، الهوكاجي-ساما، زوجة الهوكاجي-ساما."

ثم خرج دون صوت.

---

بعد خروجه، ساد صمت غريب.

ميناتو نظر إلى كوشينا.

لكنها لم تنظر إليه.

كايدو تمتم:

"أعتقد أنه لا يحبنا."

شين لم يقل شيئًا، لكنه نظر نحو الباب طويلًا.

أما ميناتو، فقال بصوت منخفض:

"بل لم نمنحه حتى فرصة أن يحبنا."

---

في الأعلى، جلس ناروتو قرب النافذة.

كان الليل ساكنًا ككل ليل.

فتح دفتره الصغير، وكتب بخط دقيق:

> "أنا لا أكرههم.

لكن كل مرة أتكلم كما كنت أفعل… أشعر أني أخون نفسي."

ثم أغلق الدفتر.

وغفا، دون أن يشعر.

2025/06/29 · 30 مشاهدة · 373 كلمة
SHADOW
نادي الروايات - 2025