مرّت أسابيع منذ تلك الصفعة المزدوجة.
أيام صامتة، ثقيلة، متشابهة… كأن الزمن نفسه قرر أن يتوقف حول ناروتو.
لم يتغير شيء في البيت:
كايدو يزداد حدة، شين يزداد صمتًا، والوالدان… يزدادان انشغالًا عن كل ما لا يُعلن عن نفسه بصوت مرتفع.
أما هو، فقد تعلّم درسه.
أن الهدوء درع.
وأن التراجع ليس هزيمة دائمًا… بل خيار.
---
اليوم 134
استيقظ مبكرًا كعادته.
كان الجو رماديًّا، كأن السماء تحاول البكاء… لكنها لم تتعلم بعد.
جلس في مكانه المعتاد، وأغمض عينيه قليلًا.
> 🎲 جائزة اليوم متاحة!
🗓️ اليوم 134
▸ نعم
انتظر، ثم تمتم:
> ✅ تم السحب بنجاح!
> 🎁 حصلت على: نظام تخزين بُعدي (من عالم أنمي غير معروف)
[يمكنك تخزين الأشياء داخله، واستدعاؤها متى شئت. لا يراه أحد سواك.]
فتح عينيه ببطء.
لمع شيء خافت فوق كفه… ثم اختفى.
مدّ يده نحو كتاب صغير كان بجانبه.
ركّز.
فجأة، اختفى.
لم يُصدر صوتًا.
فقط… تلاشى.
ابتسم ناروتو بخفة.
"مفيد."
قالها بهدوء، ثم استدعى الكتاب مجددًا، فأطل بين يديه كأنه لم يُمسّ.
---
في ذلك اليوم، عاد إلى الحديقة الخلفية، إلى المخبأ الذي حفره بنفسه خلف الجدار الشرقي.
كان هناك، تحت التراب، سيف "نيتشيرين" الذي حصل عليه منذ أيام.
سيف لا يعمل إلا في يدٍ لا تحمل كراهية.
حفر ببطء.
أمسك الغمد.
نظر إليه طويلًا.
ثم قال:
"أنا لا أريدك لتحميني… ولا لأؤذي أحدًا."
فجأة، اختفى السيف من بين يديه.
كان قد خزّنه.
ابتعد عن الحفرة. لم يُغلقها فورًا، بل جلس عند طرفها، يتأمل المساحة الفارغة، ثم قال:
"هذا المكان… يشبهني.
فيه أشياء لا تُرى، لكنها موجودة."
أغلق الحفرة ببطء، وكأنها صفحة من دفتر لا يريد أن يطويها فجأة.
---
مساءً
كايدو وشين كانا يتدربان بصوت عالٍ في الساحة.
كوشينا كانت تعدّ العشاء، وميناتو يقرأ تقريرًا عن تحركات غريبة قرب الجدار.
لم يسأل أحد عن ناروتو.
ولم يبحث عنه أحد.
لكنه، هذه المرة، لم يشعر بالغضب.
بل بشيء أبعد… القبول.
في غرفته الصغيرة، جلس يرتّب ما خزّنه:
أدوات بسيطة: حبال، كتب، لفافات.
بضع دمى مقطوعة.
شيء صغير مرسوم بالقلم الخفيف: خريطة لغرفة لم تُستعمل من قبل في الطابق السفلي.
كان يصنع عالماً آخر.
خاصًّا به.
---
في تلك الليلة، كتب شيئًا في دفتره:
> "أنا لا أبحث عن مكان في قلوبهم.
فقط أريد أن لا أضيع من قلبي أنا."
ثم أطفأ النور، واستلقى بهدوء.
في مكان لا يُضيئه أحد…
إلا هو.