مرت السنوات كالمطر الخفيف،
هادئة… متواصلة… لا يراها أحد، لكن أثرها دائم.
كان ناروتو قد بلغ الثانية عشرة.
وصار الموعد يقترب: اختبار التخرج من الأكاديمية.
في الأكاديمية، بدأت الهمسات تنتشر:
"كايدو سيحتل المرتبة الأولى بلا شك."
"شين؟ ذكي كفاية ليكون الثاني."
"أما ناروتو… هل ما زال يدرس هنا؟"
كان الطلاب يتحدثون عنه كأنه خيال خلفهم.
لكن المعلمين…
بدأوا يتغيرون في نظرتهم له.
إيبيسو لاحظ أنه لا يخطئ في أي تمرين جسدي.
مساعد المدرب قال مرة: "ناروتو… لا يصدر صوتًا حين يتحرك."
وحتى إيروكا، الذي لم يتقرب منه، كتب في ملاحظاته:
> "هو لا يُظهر شيئًا. لكن عيناه لا تُغفلان أي شيء."
---
في أحد الأيام، جاء اختبار داخلي سري قبل التخرج:
تسلل ليلي إلى مبنى فارغ، وجمع معلومات دون أن يراك أحد.
تم إرسال الطلاب على شكل مجموعات،
لكن ناروتو أُرسل وحده… لأن لا أحد أراد أن يكون معه.
وعاد بعد عشر دقائق، ومعه جميع المعلومات المطلوبة… دون أن يلمحه أحد، ولا حتى الحراس.
قال إيبيسو وهو ينظر إلى التقرير:
"ما زال لا يريد أن يُرى."
---
في اليوم الذي سبق التخرج، كان ريكو يمشي معه إلى البيت.
قال بصوت منخفض:
"إذا نجحت غدًا… ماذا ستفعل؟"
رد ناروتو:
"سأنتظر المهمة التالية."
ضحك ريكو، لأول مرة:
"أنت لا تتوقع شيئًا أبدًا… أليس كذلك؟ حتى من نفسك."
نظر إليه ناروتو، ثم قال:
"التوقعات تصنع الخيبة.
والخيبة… تُطفئ ما تبقّى."
ريكو صمت.
لكنه تمتم:
"لكن أحيانًا، من حولك يطفئونك… قبل أن تُخيّبهم حتى."
---
في المنزل، كان ميناتو يتحدث بحماسة عن كايدو:
"هو جاهز تمامًا. ربما نوصي به للانضمام المبكر إلى وحدة خاصة."
كوشينا قالت وهي تراجع ملف شين:
"أعتقد أن شين قد يكون مساعد قائد فريق. لديه حس استراتيجي مذهل."
ثم لحظة صمت.
قالت كوشينا بنبرة جافة:
"وناروتو؟ هل… أكمل أوراقه على الأقل؟"
رد ميناتو، دون اهتمام:
"لا أعرف، لم يطلب منا توقيعًا. ربما سأل الإدارة."
---
ناروتو، من خلف الباب، سمع كل شيء.
عاد إلى غرفته، وجلس على الأرض.
فتح دفتره، وكتب:
> "غدًا… سأتخرج.
لن يصفق أحد.
لن يناديني أحد.
لكني… سأخرج من هذا الباب،
وأنا أعرف أنني لم أطلب شيئًا… ومع ذلك، وصلت."
ثم أغلق الدفتر، ووضعه في حقيبته.
وغفا… مبتسمًا، تلك الابتسامة التي لا تُرى، لكنها حقيقية.
---