كان صباحًا عاديًا في كونوها.

لكنه لم يكن كذلك داخل بيت الهوكاجي.

اجتمع الجميع كما طُلب منهم:

ميناتو، كوشينا، كايدو، شين.

كلهم جلسوا في غرفة الجلوس، بانتظار ظهور ناروتو.

دخل بخطى هادئة، مرتّبة. لا شيء في ملامحه يدل على توتر أو تردد.

انحنى انحناءة بسيطة، ثم قال:

"صباح الخير، هوكاجي-ساما.

زوجة الهوكاجي-ساما.

كايدو، شين."

لم يردّ أحد.

أخرج من جيبه مظروفًا بنيًّا صغيرًا، ووضعه أمام ميناتو على الطاولة.

"هذا ما ادخرته من الجوائز اليومية، والمهمات الصغيرة التي أُتيحت لي خلال تدريبي.

أقدّمه كإيجار للغرفة التي كنت أشغلها،

ومقابل الطعام الذي استهلكته خلال سنوات إقامتي هنا."

كايدو عبس:

"هل هذا نوع من التمثيل؟"

لكن ناروتو لم يُعلّق. تابع بنفس النبرة الرسمية:

"أتيت لأُخبركم أنني سأغادر… القرية."

الصدمة ظهرت على وجه كوشينا، وانقبضت أصابع شين.

حتى كايدو لم يجد تعليقًا.

ميناتو قال أخيرًا، بصوت خافت:

"ماذا تقصد؟"

"سأغادر كونوها.

ليس اليوم… لكن قريبًا.

وجهتي لا تهمّ. الأهم… أنها ليست هنا."

كوشينا تمتمت:

"لكن لماذا؟"

ردّ بهدوء:

"لأنني… يتيم."

جمدت ملامح الجميع.

ثم تابع:

"أُخبرت أن والدي ماتا ليلة ولادتي.

وأظن… أنهما فعلًا ماتا."

ميناتو رفع عينيه إليه، وكأنه فهم أخيرًا ما كان يتجاهله لسنوات.

"ناروتو، لا تفعل هذا. ابقَ معنا… هنا، في المنزل.

كعائلة."

ردّ ناروتو بعد ثوانٍ من الصمت:

"أعتذر، هوكاجي-ساما.

لكنني لا أستطيع البقاء حيث لا يُنظر إليّ كجزء من المكان."

حاول ميناتو مجددًا:

"على الأقل… ابقَ في كونوها."

ساد صمت ثقيل.

ثم أجاب ناروتو:

"إنه طلب مباشر من الهوكاجي…

وسأحترمه."

استدار.

خطى خطوات قليلة نحو الباب، ثم توقف.

قال بصوت منخفض، لكن ثابت:

"سأبقى في القرية لبعض الوقت.

لكن حين يحين الوقت، سأغادر دون وداع."

ثم أضاف دون أن يلتفت:

"شكرًا… على المأوى، وعلى الطعام.

كيتيم."

وخرج.

---

بقي الجميع في أماكنهم.

لم يتحرك أحد.

المظروف ظل على الطاولة، كما تركه.

صغيرًا، بسيطًا… وثقيلاً كجبل.

2025/06/30 · 30 مشاهدة · 286 كلمة
SHADOW
نادي الروايات - 2025