كانت الشقة صغيرة.
جدران باهتة، نافذة تطل على الحائط المقابل، ولا شيء سوى فرشة، مكتب، ومصباح.
لكن بالنسبة لناروتو، كانت هذه أول مساحة تحمل صفة "الخاصة".
جلس على المكتب، يدوّن ملاحظات بسيطة في دفتره:
> "الهدوء لا يعني الراحة، لكنه بداية محتملة لها."
صوت طرق خفيف على الباب.
نهض، فتحه.
كان رجلٌ من مكتب الهوكاجي، يحمل ظرفًا مختومًا.
"أوزوماكي ناروتو؟"
أومأ.
"هذا استدعاء رسمي لتحديد فرق الجِنين الجدد.
غدًا صباحًا، مبنى الأكاديمية، القاعة 3."
أخذ الظرف، أغلق الباب، ووضعه على المكتب.
فتح الرسالة، قرأها بتركيز، ثم أغلقها بهدوء.
في صباح اليوم التالي، وقف أمام مدخل الأكاديمية، لكن لم يدخل فورًا.
كان يرى الأطفال الآخرين يركضون، يتحدثون، يضحكون…
لم يكن جزءًا من تلك الصورة.
دخل في الوقت المحدد تمامًا.
وقف أمام المسؤول، سلّمه الورقة، ثم قال بصوت واضح:
"أودّ الاعتذار عن الانضمام لأي فريق."
رفع المسؤول حاجبه:
"عذرًا؟ هذه تعليمات من الهوكاجي مباشرة."
أجاب ناروتو بهدوء:
"بصفتي نينجا رسمي، أُفضّل العمل كفرد مستقل حتى إشعار آخر.
لن أكون عبئًا على أي فريق… ولن أكون فيه."
المسؤول حاول الاعتراض:
"لكن قانون الجِنين—"
قاطعه ناروتو:
"لا ينص على إجبار أحد على تشكيل فرق إن لم تتوافق ظروفه الشخصية أو الذهنية مع ذلك.
يمكنكم مراجعة البند الخامس من فقرة التخصيص الفردي."
ساد الصمت لثوانٍ.
ثم كتب المسؤول شيئًا في ملفه، وقال:
"سيتم رفع القرار إلى الهوكاجي."
أومأ ناروتو:
"كما يجب."
استدار، وغادر دون أن يلتفت إلى أي من الطلاب.
كان كايدو وشين بين الحاضرين، وقد راقباه عن بُعد.
قال كايدو ساخرًا:
"كالعادة… يتصرّف كأنه بطل مأساوي."
لكن شين لم يجب.
كان فقط ينظر إلى ظهر ناروتو… ثم خفض عينيه بصمت.
---
في ذلك المساء، جلس ناروتو في شقته، أمام النافذة.
الضوء خافت.
الريح تداعب الورقة المعلقة على الحائط، والتي كتب فيها:
> "أول خطوة… ليست نحو الفريق.
بل نحو التخلّي عن الحاجة له."