في مكتب الهوكاجي، كان التقرير موضوعًا فوق كومة من الملفات اليومية.
لكن اسمه لم يكن كأي اسم:
"أوزوماكي ناروتو – طلب إعفاء من التشكيل الجماعي."
قرأه ميناتو ببطء.
كوشينا كانت واقفة إلى جانبه، شفتاها مضغوطتان، وعيناها لا تترك الورقة.
قال أخيرًا، دون أن ينظر إليها:
"لقد رفض الفريق."
لم ترد.
أكمل بصوتٍ أقرب للهمس:
"حتى بعد طلبي منه أن يبقى… لم يتراجع."
وضعت كوشينا يدها على المكتب بخفة:
"ظننت أنه سيتراجع... ولو قليلًا."
نظر ميناتو إلى الورقة أمامه، كأنما ينتظر منها أن تتكلم:
"لكنه قراره.
ولن أجبره. ليس بعد الآن."
ثم كتب بخط يده:
> "أُقرّ تنفيذ أول مهمة فردية للنينجا: أوزوماكي ناروتو."
...
في مكتب البعثات، تسلّم ناروتو مظروفًا صغيرًا.
"مهمة من الفئة D.
توصيل مستندات سرية إلى موقع إداري فرعي على حدود الغابة الشرقية."
أومأ دون كلمة.
"ستذهب وحدك؟ لا مرافق؟"
"لا حاجة."
خرج من المبنى، فتح الظرف، قرأ التعليمات بدقة، ثم طوى الورقة ووضعها في جيبه الداخلي.
...
بين الأشجار، في طريقه نحو الشرق،
كان كل شيء هادئًا، كما يحب.
لكنه لم يشعر بشيء اسمه "حرية".
بل فقط… خفة.
كمن يتخلص من شيء ثقيل، لكنه لا يعرف اسمه.
...
في مكتب الهوكاجي، وقف كايدو وشين أمام والدهما.
كايدو عبس:
"هل يعقل أن يذهب وحده؟ إنه حتى ليس جيدًا في تتبع الإشارات."
أجابه ميناتو:
"هو من اختار هذا الطريق.
وسيُحاسب عليه."
شين قال فجأة:
"لكن… ألم نقل دائمًا إننا نعمل كعائلة؟"
كوشينا التفتت إليه، لكن لم تُجب.
أما ميناتو، فهزّ رأسه وقال:
"بعض العائلات تبدأ فقط حين يغادر أحدهم."
...
في ذلك المساء،
عاد ناروتو من مهمته الأولى.
لم يستقبلْه أحد. لم يسأله أحد عن تفاصيلها.
دخل شقته، غسل وجهه، ثم جلس يكتب في دفتره:
> "أن تنجز المهمة دون إشراف… ليس فخرًا.
لكنه بداية لحياة لا تنكسر عند أول خيبة."