"بلا فريق… بلا ضجيج"
مرّت الشهور دون أن يشعر بها أحد.
لم يكن ناروتو بين من يُصفّق لهم في الساحة،
ولا من تُحكى مغامراتهم في فناء الأكاديمية.
لكنه كان يتحرّك… بثبات.
**
المهام التي أوكلت إليه لم تكن مميزة:
إيصال تقارير مشفّرة إلى النقاط الأمنية في الجبال الشرقية.
تتبّع قطيع من الكلاب الضالة وتسليمه لفرع المستشفى البيطري.
تنظيف مستودع يحتوي مواد نينجا قديمة دون التسبب بانفجار.
كانت كلها من الرتبة D وC، لكنه لم يشتكِ، ولم يتأخر يومًا عن تسليم تقاريره، بدقة تامة.
**
في أحد الأيام، زاره شخص واحد فقط… شينو.
كان فتى هادئًا، لا يتحدث كثيرًا.
لكنه طرق باب شقة ناروتو، حاملًا معه صندوقًا صغيرًا من الطعام.
قال دون مقدمة:
"سمعت أنك تنسى الأكل."
فتح ناروتو الباب، لم يعلق، فقط أفسح له المجال للدخول.
جلسا معًا لدقائق.
لم يتحدثا كثيرًا.
لكن شينو قال في لحظة:
"حتى الحشرات… تحتاج إلى عش، ولو مؤقت."
أجابه ناروتو بهدوء:
"أنا لست حشرة، شينو."
"ولا أنت حجر."
**
بعد ذلك، ظل شينو يزوره مرة أو مرتين في الشهر.
لا يكثر الكلام.
فقط يجلس… ثم يغادر.
وكان هذا كافيًا.
**
في الشهر الرابع، تلقّى ناروتو مهمة استثنائية قليلاً:
مرافقة مستشار إداري في مهمة توثيق طرق تهريب البضائع في الحدود الجنوبية.
لم تكن المهمة صعبة، لكن تتطلب دقة ملاحظة عالية، وعدم لفت الانتباه.
نفذها ببراعة.
وعاد إلى كونوها، دون أن يعلم أحد حتى أنه غادرها.
**
كتب في دفتره تلك الليلة:
> "لا حاجة لتصفيق إن كنت تمشي في طريق لا يرغب أحد بالسير فيه. الجدران لا تصفّق… لكنها ثابتة."
**
وفي إحدى الليالي، طرق الباب فجأة.
فتح ناروتو، فوجد ميناتو واقفًا.
لم يتكلم.
فقط قال:
"المهام الأخيرة… مُتقنة."
أجابه ناروتو دون أن يدعوه للدخول:
"أشكر التقييم، هوكاجي-ساما."
ثم أغلق الباب برفق.