تلبدت سماء كونوها بلون رمادي خافت.

لم يكن ضوء الشمس يصل إلى الأرض كما كان من قبل، كأنها رفضت أن تضيء حربًا لا أحد أرادها.

في قلب الجبهة الشمالية،

وقف ساسكي أوتشيها، سيفه مائل عند خصره، والدم ينقط من أطراف أصابعه.

تنفس ببطء، ثم قال بغلٍّ خافت:

"العدو يتحرك بطريقة منظمة... ليسوا مجرد مهاجمين عشوائيين."

إلى جانبه كانت ساكورا، يداها ملطختان بالدم، لكن ليس بدمها.

كانت تُعالج مصابًا شابًا، بالكاد يبقى حيًا.

قالت من بين أنفاسها اللاهثة:

"ثلاث فرق سقطت خلال ساعة واحدة... وهذا فقط في الجبهة الشرقية."

رد ساسكي دون أن ينظر إليها:

"هذا أكثر من مجرد هجوم... هذه خطة استنزاف."

قبل أن تجيب، انفجرت الأرض خلفهم.

ظهر خصم جديد من بين الغبار، بعباءة داكنة، وعين حمراء كالدم.

لم يكن أحد يعرف اسمه... فقط أنهم أصبحوا كثرة.

تقدّم ساسكي، ويداه ترتجفان قليلاً من الجهد، ثم أطلق الشارينغان.

"انصرفي، ساكورا. هذه الجولة لي."

لكنها لم تتحرك.

بل قالت بهدوء:

"أنا لم أعد تلميذة أكاديمية، يا ساسكي."

ثم بدأت تجهز ختم القوة في يدها.

...

في خيمة القيادة المؤقتة،

كان شيكامارو محنيًّا فوق خريطة ترابية، يرسم بخط أصبعه دوائر وسهام.

"العدو يتحرك من الجنوب والشرق بنفس السرعة... ليس هدفهم إسقاط موقع، بل نشر التوتر والانهيار."

كاكاشي كان يقف قرب الباب، يستمع بصمت.

"إذا لم نُعد تشكيل الصفوف... سيسقط الخط الأوسط قبل الغد."

قال كاكاشي بهدوء:

"وهذا يعني أن كونوها نفسها ستكون مكشوفة."

رد شيكامارو، دون أن يرفع عينيه:

"لدينا خياران: إما أن نعيد توزيع الفرق ونخسر النقاط الجنوبية… أو نبقيهم، ونُخاطر بسقوط الخط بأكمله."

كاكاشي فكر للحظة، ثم قال:

"هل فكرت أن نطلب الدعم من الموجودين في الداخل؟"

شيكامارو رفع نظره، نظرة غير مريحة.

قال بصوت منخفض:

"تقصد… ناروتو؟"

صمت.

ثم أضاف:

"لا أعتقد أنه سيستجيب. هو لم ينضم من البداية، ولم يحضر أي اجتماع تعبئة."

كاكاشي لم يرد.

لكن عينيه قالتا ما لم يقله لسانه.

...

في فناء خافت خلف مقر المستشفى الميداني،

جلست ساكورا على الأرض، ظهرها إلى الجدار، أنفاسها متقطعة من فرط الجهد.

ساسكي جلس إلى جانبها بصمت، لم يكن بينهما حديث.

بعد دقائق، قالت بصوت خافت:

"أتساءل… لو كان هنا، هل كان سينضم؟"

ساسكي لم يجب.

لكنها أضافت:

"ناروتو… لا أحد يتحدث عنه كثيرًا، كأنهم نسوه.

لكنني لا أنساه. ولا أصدق أنه بقي بعيدًا كل هذه المدة."

قال ساسكي أخيرًا، بصوت حاد لكنه غير غاضب:

"لو قرر التدخل… فلن يكون تابعًا لأحد.

وساعتها، سيحدث التغيير الذي لا أحد يستعد له."

...

في المساء،

اجتمع كاكاشي وشيكامارو مع مجموعة صغيرة من القادة، وُضع أمامهم تقرير عاجل:

"تحرك غير معروف من جهة الغرب.

جهة لم يُهاجم منها أحد حتى الآن."

قال أحد الجونين الجدد:

"لكن الغرب... إنها الأقرب إلى الحي الجنوبي."

ساد صمت.

لم يكن أحد يتحدث عن "الحي الجنوبي" منذ بداية الحرب.

لأنه ببساطة... لم يكن هناك شيء يستحق الذكر.

لكن الجميع، في داخلهم،

عرفوا من يسكن هناك.

...

في شقته البعيدة، جلس ناروتو أمام دفتره.

لم يكن يكتب.

كان ينظر إلى صفحة فارغة، بوجه خالٍ من التعبير.

ثم أغلق الدفتر، ووضعه جانبًا، وأخذ نفسًا عميقًا.

وقف، وذهب إلى النافذة.

السماء لا تزال رمادية.

لكن هناك في البعيد…

كان دخان جديد يتصاعد، من اتجاه لم تعتد عينيه رؤيته.

همس:

"بدأوا يقتربون من حدودي."

2025/06/30 · 20 مشاهدة · 505 كلمة
SHADOW
نادي الروايات - 2025