لم يكن الليل مظلمًا بما يكفي ليخفي خطواتهم.
لكنهم لم يكونوا بحاجة إلى الظلام.
فصوت الرياح، والدخان، وفوضى الحرب... كانت كافية لتمرير تحركهم دون أن يُكتشف.
عند حدود كونوها الغربية،
كان هناك ثلاثة أشخاص يقفون فوق أحد المرتفعات الصخرية.
يرتدون عباءات داكنة، لا تحمل شعارًا واضحًا،
لكن سلوكهم... كان يكشف أكثر من اللازم.
قال الأول، بنبرة هادئة لكنها حادة:
"مركز القيادة لم يرسل قوات كافية إلى هذا الاتجاه.
كما توقعت، يظنون أن الغرب لا يهم."
أجابه الثاني، بصوت أجش:
"أغلب النينجا المهمين في الجبهة الشمالية والشرقية.
لكن… هناك فرد واحد هنا يثير القلق."
الثالث، وهو الأصغر، كان ينظر نحو المدينة، وابتسامة باهتة على شفتيه:
"ذلك الفتى… من عائلة الهوكاجي."
"ناروتو… أوزوماكي."
سادت لحظة صمت.
ثم قال الأول:
"أغلق على نفسه. لم يُظهر قوته. لا يقاتل مع أحد. لا أحد يعلم أي شيء عنه."
الثاني تمتم:
"لهذا بالضبط… هو خطر."
قال الثالث بابتسامة مائلة:
"وهذا ما يجعلني متحمسًا لرؤيته."
...
في موقع أقرب، كانوا يرسلون وحدات صغيرة لقياس رد فعل كونوها.
استهدفوا مخازن غذاء، وطرق دعم فرعية، ونقاط مراقبة غير محمية.
لم يكن الهدف السيطرة…
بل زعزعة التوازن.
"إذا تحرك… نعرف قيمته.
وإن بقي في صمته… ننهيه."
كانت تلك هي الخطة.
...
في قلب كونوها، بدأت الإنذارات الصغيرة تصل.
شيكامارو يراقب الخريطة بقلق.
"هذا ليس هجومًا شاملًا… بل فحص نبض.
إنهم يحاولون استفزاز من في الداخل."
كاكاشي قال:
"ومن في الداخل… لن يتحرك بسهولة."
لكن عينيه… نظرتا تلقائيًا نحو الغرب.
...
وفي تلك الأثناء،
في شقته التي لم تتغير منذ شهور،
جلس ناروتو، صامتًا، يراقب السماء.
الهواء لم يعد كما كان.
هناك شيء يتحرك. شيء اقترب بما يكفي ليُشعره أن كل ما انتظره قد بدأ.
وقف.
نظر إلى سترته المطوية بعناية على الكرسي.
ثم قال بصوت منخفض، لكن نبرته حملت كل شيء:
"لقد حان وقتي."
...