الجبهة الشمالية لم تكن مثل بقية الساحات.
هنا… لا يُختبر الصبر فقط، بل يُسحق المنطق.
العدو مختلف.
منظم، سريع، يمتلك معرفة دقيقة بتشكيلات كونوها الدفاعية.
وبين كل الهجمات... كانت هناك بصمة.
أوتشيها ساسكي.
يقود كتيبة من المقاتلين المدربين على تقنيات التفاف واختراق عالية الدقة،
يضرب بسرعة… ثم يختفي.
"ما زال يختبرنا،" قال كاكاشي وهو يراقب من على الربوة العالية.
"وما زال يحجب نواياه الحقيقية."
رد شيكامارو بصوت منخفض:
"أظن أن جزءًا منه… ينتظر ظهور شخص واحد."
...
في عمق الجبهة، وقف ساسكي على جدارٍ حجري متهدم،
عيناه تشعّان بهدوء الشارينغان، يتأمل مسار المعركة.
"هنا كان من المفترض أن يُدفن… إن كان حيًا حقًا،"
تمتم وهو ينظر إلى الغرب.
"ناروتو…"
لكن قبل أن يُكمل فكرته، دوّى انفجار بعيد، خافت.
ليس كبيرًا، لكنه صامت جدًا… بشكلٍ مقلق.
"ما هذا؟" سأل أحد رفاق ساسكي.
"لا أدري… لكن توقف." قالها ساسكي، وعيناه اتجهتا نحو الأعلى.
شيء ما تحرك على سقف أحد المباني المنهارة، بسرعة لا تُقرأ.
ثم... ظهر شخص يقف على الأطلال، يتأمل المعركة من بعيد.
شعر أشقر، سترة رمادية، عيون لا تنظر إلى أحد… لكنها ترى كل شيء.
ناروتو.
بينما يشتد القتال في الخطوط الأمامية،
وقف هناك بهدوء، لا يتحرك، لا يتدخل.
كأنه يراقب… ينتظر.
ساسكي لم ينطق.
فقط راقبه.
"هل هو هنا ليقاتل؟" سأل أحد النينجا بجانب ساسكي.
لكن ساسكي أجاب دون أن يشيح بنظره:
"لا. ليس بعد."
في الجبهة، أعداء يندفعون نحو إحدى نقاط الإمداد.
فجأة… يتجمد الزمن لجزء من الثانية.
لم يرَ أحد كيف…
لكن الأعداء وقعوا، واحدًا تلو الآخر، دون أن يُلمَسوا.
"ما الذي…؟!"
أحد المقاتلين من كونوها قال مذهولًا:
"لم نرَ شيئًا! فقط… وقعوا!"
أما ناروتو، فلم يتحرك من مكانه.
ساسكي همس:
"أسلوبك تغير… يا ناروتو."
نظراتهما تقاطعت للحظة.
لا سلام.
لا عداوة واضحة.
مجرد صمت عميق بين شخصين كانا يومًا ما صديقين…
قبل أن يُصبح كل منهما شيئًا مختلفًا تمامًا.
ساد صمت طويل…
ثم اختفى ناروتو كما جاء، دون كلمة، دون أثر.
قال أحد جنود ساسكي:
"لماذا لم نهاجمه؟! كان قريبًا!"
لكن ساسكي أجاب بهدوء:
"لو أردنا الهجوم… ما كنا هنا الآن."
...
في خريطة الحرب،
سُجّل أن وحدات العدو تراجعت فجأة بعد سلسلة غامضة من الانهيارات.
ولم يُعرف من السبب.
لكن من رأوا المشهد…
علموا أن شخصًا ما…
بدأ يتحرك.