في قلب جبهة الحرب،

حيث اختلطت الأرض بالرماد،

والسماء بالدخان،

كانت الجيوش على وشك الانهيار.

العدو يتقدم بثبات،

وقادة التحالف ينظرون حولهم بحثًا عن معجزة... أو عن نهاية مشرّفة.

ثم، وسط الفوضى،

خطى شخصٌ واحد نحو مركز الساحة.

خطى هادئة.

لا تحدٍّ فيها، ولا عجلة.

فقط حضور... لا يمكن تجاهله.

عندما اقترب،

بدأت النظرات تتجه نحوه.

الضجيج يتراجع.

الأنفاس تتقلّص.

كان هو.

ناروتو.

...

لم يأتِ صاخبًا،

لم يُعلن عن نفسه.

لكنه ما إن وصل إلى منتصف الميدان،

حتى توقفت المعركة من تلقاء نفسها.

قال بصوت خافت، لكن واضح:

"كفى."

ترددت الكلمة في الأذهان أكثر من الآذان.

ثم تحرّك.

أخرج من ظهره سيفًا لا يحمل أي وميض،

لا زخرفة فيه،

كأن الظل صيغ في هيئة نصل.

رفعه بخفة،

ومرّر حدّه عبر الهواء،

فانقسمت موجة من الأعداء دون أن يلمسهم،

وسقطوا في صمت مطلق.

من شاهد، لم يفهم كيف...

لكنهم سقطوا كما لو أن الهواء نفسه لفظهم.

...

مدّ كفه،

فتكوّن حوله حقل شفاف لا يُرى،

لكنه شلّ حركة كل من حاول الاقتراب.

دخل بعض الجنود ذلك النطاق،

فارتبكت خطواتهم،

تلعثمت ألسنتهم،

ثم انهاروا دون أن تُمس أجسادهم.

شيء ما في ذلك المجال كان يكسر التوازن… الداخلي.

...

أحد خصومه هجم من الخلف،

لكن قبل أن يقترب،

ارتد بعيدًا كأنه اصطدم بجدار من الضغط الصامت.

ناروتو لم يتحرك.

كأنه سمح للهواء بأن يحرسه.

...

في لحظة لا يراها إلا القليل،

اختفى.

ثم ظهر خلف قائد العدو،

ووضع إصبعه على نقطة من رقبته.

لم تكن ضربة،

بل لمس خفيف…

لكنه أسقطه دون وعي، دون صرخة، دون ألم واضح.

...

كان يقاتل دون قتال.

يتقدّم دون أن يحتاج أن يُثبت نفسه.

الجنود من الطرفين وقفوا مشدوهين.

أعداؤه جمدوا في أماكنهم.

أما هو…

فصعد على صخرة مرتفعة في المنتصف،

نفض الغبار عن كتفه،

وقال بهدوء:

"أنا ناروتو أوزوماكي.

ابن هذه الأرض،

ومَن دُفن فيها حيًا لسنوات.

لم أعد أطلب شيئًا.

لكن إن لم تروني أهلاً بينكم من قبل…

فأنظروا الآن."

...

وفي داخله، ترددت عبارة واحدة:

"الآن فقط… أبدأ."

2025/06/30 · 25 مشاهدة · 315 كلمة
SHADOW
نادي الروايات - 2025