كان الهدوء يخيّم على الميدان،
لا لأن الحرب انتهت،
بل لأن الخوف تغيّر شكله.
فمن رأوا ناروتو في ساحة المواجهة…
لم يعودوا ينظرون له كما السابق.
لا صراخ، لا تصفيق.
فقط أنفاس مكتومة،
وشك داخلي يقول:
ما الذي كان يخفيه؟
...
لكن بعيدًا عن تلك الساحة،
وراء خطوط القتال،
تحت الجبال الرمادية،
وفي كهف نُسي مكانه من قرون…
فتحت عين.
واحدة فقط.
لكنها لم تكن عادية.
كانت تُشع بلون رمادي بنفسجي،
وتدور ببطء.
قال الصوت:
"إذن… بدأ يتحرّك."
...
جلس الرجل العجوز على صخرة مسطحة،
شَعره طويل، أسود، ينسدل على درع عتيق الطراز.
عينيه لا تحتاجان ضوءًا للرؤية.
فهو يرى عبر الطين، والخوف، والقدر.
"لم أتوقع أن يكون هو…
من سيفتح الصندوق أولاً."
جسده لم يكن حيًا تمامًا،
لكن نبضًا غريبًا يسري فيه.
وقف ببطء،
تقدّم نحو بركة ماء راكدة،
نظر في سطحها،
فانفتح المشهد على ناروتو واقفًا في وسط الساحة،
والأعداء من حوله يتراجعون.
"هذا ليس ابن ميناتو فقط…"
"هذا… شيء آخر."
...
خرج صوت آخر من الظلام:
"هل سننهيه؟"
رد الرجل دون أن يلتفت:
"لا. ليس الآن."
"من يكسر الصمت بهذه الطريقة… يجب أن يُستمع له أولاً."
"ثم… حين يظن الجميع أن الحرب انتهت…"
"سأبدأ أنا."
...
في الساحة، كان ناروتو يهم بالمغادرة.
أدار وجهه قليلًا،
كأن شيئًا لامس حواسه،
لكن لم يظهر أحد.
كان الجو هادئًا.
لكنه تمتم في نفسه:
"من هذا… الذي ينظر إلي بهذه الطريقة؟"
...
وفي البعيد،
عند حافة الجبهة الشمالية،
رفرف الرداء الأحمر الطويل.
الرجل الذي لم يُهزم في حياته،
والذي لم يُفهم موته قط…
كان قد عاد.
ليس ليساعد.
ولا لينتقم.
بل ليختبر… إن كان هذا "الوارث الصامت"،
يستحق ما امتلكه ذات يوم.
...