صحراء متّسعة،
أفق لا يقطعه شيء سوى السراب،
وغبار يتصاعد من كل اتجاه.
هذه لم تكن معركة…
بل محرقة بطيئة.
جبهة الرمال كانت الأكثر نزفًا.
العدو لم يعتمد على القوة،
بل على الحصار والتجويع والمناورة.
التحالف بدأ يتراجع،
الماء شحيح، والأنفاس مختنقة،
وقادة النينجا يُستنزفون واحدًا تلو الآخر.
في قلب الصحراء، كان غاارا يقاتل مع وحدته،
لكنه لم يعد هو نفسه.
قوته تتضاءل مع كل ساعة،
ورماله تثقل كأنها تنتمي إلى أرض غير أرضه.
"إن لم يصل الدعم خلال ساعة، سنُباد"،
قالها أحد النينجا بصوت متحشرج.
لكن لا أحد أجاب.
لأن الكل بدأ يظن أن هذا نهاية الجبهة.
...
إلى أن سقط ظل طويل من السماء.
ليس ظل طائر،
ولا أداة دعم.
بل… شخص.
هبط بهدوء،
غبارٌ خفيف انتشر من حول قدميه،
لكنه لم يكن غبارًا معاديًا.
رفع رأسه،
فلم يعرفه الجنود مباشرة،
حتى تكلم غارا، بصوت خافت:
"أخيرًا… قررت أن تأتي."
...
ناروتو وقف وسط الرمل وكأنه وُلد فيه،
وجهه هادئ،
لكن عينيه كانتا تبحثان عن شيء واحد فقط:
"من المسؤول هنا عن هذه الفوضى؟"
لم يجب أحد،
فالعدو لم يظهر بعد.
لكنه كان يعرف.
أغمض عينيه للحظة،
ثم مدّ يده نحو الأمام…
ومن الأرض خرجت ثلاث شفرات طويلة بلون معدني داكن،
اختفت بعدها مباشرة وكأنها لم تُوجد.
وبعد ثوانٍ،
ظهرت ثلاث جثث من العدو تسقط من وسط الكثبان الرملية.
قال ناروتو بهدوء:
"القائد ليس من يصرخ على الجنود…
بل من يسبقهم إلى الموت."
...
الغريب أن الرمال بدأت تتحرّك من تلقاء نفسها.
لم تكن تقنيات غارا.
بل استجابت الأرض حول ناروتو،
كأن وجوده جعل الصحراء تنبض بالحياة.
انتشر وهم في صفوف العدو:
"هل أصبحت الأرض خائنة؟"
لكنها لم تخنهم…
هي فقط عرفت سيدًا جديدًا.
...
في الخلف، فوق صخرة بعيدة،
جلس مادارا يتابع المشهد.
يده على ذقنه،
وعيناه نصف مغمضتين.
"حتى الرمال… لم تقاومه."
بجانبه، قال الصوت من الظلال:
"هل ترانا نتحرّك؟"
فأجابه بصوت منخفض:
"ليس بعد."
"أريده أن يعتقد أنه مسيطر."
"ثم… حين يشعر بالسكينة… سأكسرها."
...
في الساحة،
عاد غارا ليرفع رأسه.
ناروتو كان يمشي بهدوء بين الجنود،
يعطي الأوامر بهدوء،
يُعيد ترتيب الجبهة دون صراخ، دون جدال.
أعاد الأمل… لكن دون أن يعدهم بالنصر.
فقط… أجبرهم على النهوض.
...
وفي الليل،
عندما هدأ الغبار،
جلس ناروتو وحده فوق كثيب رملي.
ينظر إلى السماء.
ثم تمتم:
"أعرف أنك تراقبني…"
"وأعرف أنك لن تتوقف… حتى تراني أخطئ."
...
لكن الابتسامة الخفيفة التي ظهرت على وجهه،
كانت مختلفة.
لم يكن يخشى مادارا.
ولم يكن يتحداه.
كان فقط… مستعدًا.