الليل كان صامتًا.
رمال الصحراء بدأت تهدأ بعد أن خضعت لقوة جديدة لم تكن تعرفها من قبل.
لا عدو يهاجم.
لا صرخة تُسمع.
وكأن الحرب أخذت نفسًا قبل أن تكمل زحفها.
في خيمة القيادة،
كان القادة يتناقشون حول خطة الغد،
لكن كلٍّ منهم كان يرمق ناروتو من طرف عينه.
هو لم يتكلم.
جلس في الزاوية، ساكنًا كأن لا شأن له بما يحدث،
لكنه يعلم تمامًا ما يدور في رؤوسهم:
"هل هذا حقًا ناروتو؟"
...
في تلك الليلة،
خرج وحده.
ترك الخيمة، ابتعد عن الجبهة،
وسار في الصحراء حتى اختفت كل الأضواء خلفه.
لم يكن يبحث عن أحد،
كان ينتظر.
ثم... جاءه الرد.
رياح خفيفة… تحمل رمادًا دافئًا.
لكن الرماد لم يكن من نار.
بل من شيء أقدم.
وقف في مكانه، أغمض عينيه،
وتمتم:
"وجدتك."
...
لم يكن هناك صوت،
لكن الأرض تحت قدميه ارتجّت كأن أحدهم مشى فوقها.
لم يظهر أحد،
لكن ناروتو فتح عينه وقال:
"لا أحب الرسائل غير المباشرة.
إن كنت تراقبني… فقلها بوضوح."
...
عند تلك اللحظة، سقطت ورقة شجر محترقة أمامه.
واحدة فقط.
لامسها بأصابعه،
فسمع صوتًا لا من فمه… بل في عقله:
"هل أنت ما يجب أن تكونه؟
أم مجرد نتيجة عبث طويل؟"
...
كان الصوت عميقًا،
لا يحمل تهديدًا،
بل اختبارًا.
أجاب ناروتو:
"لا أعلم."
"لكنني أعلم ما لستُ عليه."
...
صمتٌ طويل مرّ بعد ذلك.
ثم جاء الصوت:
"سأراك قريبًا… عندما يتشقق الصبر في صدورهم."
واختفى الرماد.
...
عاد ناروتو بهدوء إلى المعسكر.
دخل الخيمة،
وجد النظرات تتبعه كأنهم رأوا شبحًا.
لكنه جلس مجددًا.
لم يتكلم.
وحده غارا نظر إليه طويلًا،
وسأل:
"هل هناك من ينتظرنا؟"
فأجاب ناروتو، بنظرة هادئة:
"بل هناك من ينتظرني."
...
وفي الجبهة الشرقية، حيث لا أحد يجرؤ على الاقتراب،
وقف مادارا فوق قمة صخرية.
وراءه سكون، أمامه خراب.
قال دون أن يلتفت:
"قال إنه لا يعلم من يكون."
ابتسم.
"إذن سأكون أنا من يُعرّفه بنفسه."