الصحراء ساكنة…
الليل كثيف كأنه نسي أن ينتهي،
والهواء مشحون بشيء لم يكن موجودًا قبل لحظات.
ناروتو واقف على قمة كثيب رملي،
ملامحه ساكنة،
عقله هادئ…
لكنه يعلم.
هناك من اقترب.
...
خطوة.
ثم ثانية.
لا صوت لها…
لكن الرمال تحرّكت كأنها تتنفس بخوف.
ثم خرج من العتمة.
رجل طويل القامة، مغطّى برداء داكن، وجهه نصفه مقنّع، والنصف الآخر محفور عليه ندب من نار قديمة.
"أخيرًا التقينا،" قال بصوت أجش، لا يحمل تهديدًا، بل احتقارًا هادئًا.
ناروتو لم يتحرّك.
أجاب بنفس النبرة:
"لم أطلب اللقاء."
ابتسم الغريب ابتسامة مشوّهة:
"لا أحد يطلب مصيره، لكنه يأتي."
ثم اختفى.
...
في لحظة واحدة،
اختفى من مكانه،
وظهر خلف ناروتو،
سيف أسود من الطاقة خرج من كمه…
واندفع نحو عنق ناروتو.
لكن النصل لم يصل.
ببساطة،
مال ناروتو برأسه جانبًا…
كأن الريح أخبرته قبل أن يتحرك الخصم.
...
ثم رفع يده،
ولم يلمس خصمه.
فقط أشار بإصبعه نحو صدره.
انفجار موجة غير مرئية دفعته عدة أمتار للخلف، يترنّح على الرمل.
"ما هذا؟!" صرخ الغريب.
لكن ناروتو لم يجب.
...
قفز الغريب عاليًا،
كون ختمًا بيديه بسرعة،
ثم أطلق موجة من اللهب الداكن،
امتدت نصف السماء،
تحرق الرمل وتذيب الهواء نفسه.
لكن النار توقفت فجأة.
تجمّدت في الهواء،
ثم انقسمت إلى نصفين، كأنها طُويت في كتاب.
بينها وقف ناروتو،
لم يتزحزح خطوة واحدة.
قال بصوت خافت:
"هذا ليس المكان المناسب لكشف أوراقي."
ثم لمح ابتسامة خصمه تختفي،
وتتحوّل ملامحه إلى ذعر خالص.
...
في لحظة،
رفع ناروتو يده اليمنى.
كف مفتوحة.
ثم أغلقها.
تصدّع الهواء من حول الخصم،
وظهرت عليه تشققات من طاقة غير مرئية،
كأن جسده يُكسر من الداخل.
سقط على ركبتيه،
يتنفس بصعوبة،
تمتم:
"ما… هذه القوة؟ ما أنت؟!"
اقترب ناروتو.
نظر إليه من فوق،
ثم قال بنبرة باردة، دون قسوة، دون تعاطف:
"أنا نتيجة كل شيء تجاهلتموه."
ثم استدار،
وغادر وسط الريح.
...
وبينما كان الغريب يتهاوى،
سُمِع صوت بعيد جدًا، غير منطوق… كأنه في قلب الرمال:
"الاختبار الأول… فشل."
وفي مكان بعيد،
كان مادارا يبتسم.
"إذن… سيكون الأمر ممتعًا بعد كل شيء."
---