عندما بلغ ناروتو الخامسة من عمره، كان قد أصبح أكثر صمتًا مما يحتمله أي طفل في عمره.

يمر في البيت كنسمة لا يُسمع لها صوت، لا يشكو، لا يطلب، لا يُظهر شيئًا من كل ما يملكه في داخله.

كانت الجوائز ما تزال تأتي كل صباح.

لكن لم يرَ أحد أثرًا لها.

لم يُظهر مهارة، ولا تميّز.

حتى عندما شعر بأن كايدو بدأ يزداد قوة، وشين أكثر ذكاءً، قرر ناروتو أن يبقى في الظل، لا يتحدّى، لا يُظهر نفسه.

كل ما أراده، في قرارة نفسه، أن يبقى في مكانه الصغير، حيث لا يراه أحد… فلا يخسره أحد.

لكنّ بعض الخسارات لا تحتاج إلى معارك.

في أحد الأيام، وبينما كانت الشمس تميل نحو المغيب، كان ناروتو جالسًا قرب الممر الخلفي، يمسك بدمية قديمة، نصف مكتملة.

كان قماشها ممزقًا من جانب، وعينها اليمنى مفقودة، وخيطها السفلي غير مربوط.

كانت تلك الدمية شيئًا لا يعرف أحد أهميته… إلا هو.

عرف من نسيانه لأحاديث كوشينا أنها كانت تخيطها لشين، عندما كان عمره سنتين، ثم حدث "شيء" جعلها تتوقف، وتتركها كما هي.

وعندما عثر عليها ناروتو في خزانة قديمة، احتضنها، كأنها الشيء الوحيد الذي لم يُمنح له… لكنه وجده.

في ذلك اليوم، رآه كايدو يمسك بها.

اقترب وهو يضحك:

"ما هذه القذارة؟ لعبة؟ أنت ما زلت تلعب؟"

لم يرد ناروتو.

مد كايدو يده فجأة، وقال بنبرة آمره:

"أعطني إياها."

هز ناروتو رأسه بصمت.

"قلت لك أعطني إياها! إنها تخصّ أمي، صنعتها لأخي!"

لكن ناروتو لم يسلّمها.

ضمّها إلى صدره، بصمت كامل… بعناد لم يُظهره من قبل.

كايدو تجمد لحظة، ثم فجأة… بدأ بالبكاء.

بكاء مُفاجئ، مبالغ فيه، أقرب إلى صراخ طفل مدرّب.

وفي ثوانٍ، سُمعت خطوات ثقيلة قادمة.

كوشينا أول من وصلت.

رأت ابنها يبكي، ورأت ناروتو ممسكًا بشيء… وبدا المشهد كما أراد كايدو.

"ناروتو!"، صاحت كوشينا بحدة، "أعد اللعبة لأخيك!"

أراد أن يقول شيئًا. أن يشرح. أن يخبرها أنها ليست لعبة، وليست حتى لأحد الآن.

لكنه لم يجد الكلمات.

وعندما لم يتحرك، اقتربت منه، ومدّت يدها وانتزعتها بعنف من بين يديه.

"لا تكن أنانيًا!"، قالتها ثم صفعته على خده.

كان صوت الصفعة خفيفًا، لكنه أعلى من كل الأصوات الأخرى في ذاكرته.

رفع يده إلى وجهه ببطء، ونظر نحوها، ثم تمتم:

"هي لم تكن له… كنت فقط…"

لم تتركه يُكمل.

"لا تردّ عليّ!"، قالتها بصوت مكسور بين الغضب والاستياء.

ميناتو وصل حينها.

لم يتكلم، فقط نظر إلى المشهد، ثم إلى ناروتو الذي رفع عينيه ليتحدث — أخيرًا… ليدافع عن نفسه.

قال بهدوء:

"الدمية… كانت—"

"قلت لك لا ترد!"

وكانت الصفعة الثانية، هذه المرة من والده.

أسرع، أقسى، حاسمة.

ناروتو لم يتحرك.

تجمد تمامًا.

لم يسقط. لم يبكِ. لم يصرخ.

فقط… وقف، يضع يده على خده، ينظر إليهم بعينين لم تعدا صغيرتين.

كوشينا كانت تلهث. كايدو توقف عن البكاء. شين ظهر عند الباب، يراقب من بعيد.

ميناتو قال بصوت جامد:

"أعد التفكير في تصرفاتك. لا تكرر هذا التصرّف مجددًا."

ناروتو هزّ رأسه.

ثم استدار بهدوء.

ومضى.

---

في الليل، جلس على سريره، لا يحمل شيئًا.

حتى الكرة الزرقاء خبّأها، وكأنها ليست له.

صوته لم يكن فيه بكاء، فقط نبرة ناعمة جداً… لكنها باردة كالسكون الذي سبق المطر.

تمتم:

"مفهوم… الهوكاجي-ساما."

ثم بعد صمت ثقيل:

"وزوجة الهوكاجي-ساما."

ثم سكت.

ولأول مرة، لم يقل "أمي"، أو "أبي"، حتى داخل نفسه.

بل قال: "هم".

لا "نحن".

2025/06/29 · 55 مشاهدة · 516 كلمة
SHADOW
نادي الروايات - 2025